اسلام اباد: وصل وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى إسلام أباد الجمعة لإجراء محادثات مع القادة الباكستانيين بعد أن حث باكستان على عدم التسامح مع الجماعات المتشددة التي القيت عليها مسؤولية هجمات بومباي في الهند. وذكر مسؤولون من الجانبين انه من المقرر ان يبدأ ميليباند مباشرة محادثات مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي.

كما يتوقع ان يلتقي مع الرئيس اصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وقائد الجيش الجنرال اشفاق كياني قبل ان يغادر البلاد غدا السبت، حسبما صرح مسؤول في الخارجية الباكستانية. وتاتي زيارة ميليباند بعد شهر من تعهد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال زيارته اسلام اباد بتقديم ستة ملايين جنيه استرليني (تسعة ملايين دولار) لمساعدة باكستان على القضاء على التمرد المسلح.

وصرح ميليباند وبراون ان لندن لها مصلحة في مساعدة باكستان لان معظم الخطط الارهابية التي حققت فيها السلطات البريطانية في لندن ترتبط بطريقة ما بباكستان. ويفترض ان يبحث ميليباند عددا من القضايا المتعلقة بمكافحة التطرف، الا ان مسؤولين قالوا انه من المرجح ان تركز الاجتماعات التي ستجري في اسلام اباد على التوتر بين الهند وباكستان بسبب هجمات بومباي.

والقت نيودلهي بالمسؤولية في تلك الهجمات التي وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر على جماعة quot;عسكر طيبةquot; المسلحة والتي تتخذ من باكستان مقرا لها والتي تقاتل الحكم الهندي في اقليم كشمير المقسم. وادت تلك الهجمات الى مقتل 174 شخصا من بينهم تسعة مسلحين.

وقالت اسلام اباد انها تفعل كل ما بوسعها لقمع الجماعات المسلحة واعلنت الخميس انها اعتقلت اكثر من سبعين من اعضاء جمعية خيرية مرتبطة بتلك الجماعة حتى الان كما وضعت 124 اخرين تحت المراقبة. وقال رحمن مالك المسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية في مؤتمر صحافي الخميس quot;نحن جادون تماماquot; بشان هذه المسالة. واكدت اسلام اباد ان الناجي الوحيد من هجمات بومباي مواطن باكستاني.

وفي كلمة الخميس في فندق تاج محل في بومباي والذي تعرض لهجوم في تشرين الثاني/نوفمبر، دعا ميليباند باكستان الى عدم التساهل مع مثل هذه الجماعات المسلحة. وقال ميليباند quot;نحن نعلم ان عسكر طيبة نفذت الهجمات انطلاقا من الاراضي الباكستانية .. يجب عدم التساهل مطلقا مع مثل هذه المنظماتquot;. كما اكد ميليباند في نيودلهي الثلاثاء موقف لندن التي ترى ان اسلام اباد لم تكن وراء تلك الهجمات رغم ادعاء رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بان المسلحين تلقوا دعما من quot;بعض الاجهزة الرسميةquot;.

وتبادلت الهند وباكستان الاتهامات منذ هجمات بومباي حيث اتهم كل منهما الاخر بتأجيج quot;هستيريا الحربquot;. وصرح قائد الجيش الهندي الاربعاء انه يعتبر الحرب quot;الملاذ الاخيرquot; الا انه اعاد التاكيد على ان نيودلهي تبقي على كافة خياراتها مفتوحة بما فيها الخيار العسكري.

وذكر مسؤولون باكستانيون اواخر كانون الاول/ديسمبر انه تم نقل بعض القوات من منطقة القبائل المحاذية لافغانستان حيث كانوا يقاتلون مسلحي طالبان والقاعدة، الى المنطقة الشرقية على الحدود مع الهند.