واشنطن: يزمع الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال مبعوثه للشرق الاوسط الى المنطقة الاسبوع القادم في بداية سريعة في جهود الادارة الجديدة لتنشيط عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وتعزيز تهدئة هشة في غزة. من أجهة أخرى أعلن مسؤولون اسرائيليون أن ميتشيل سيبدأ يوم الأربعاء المقبل زيارة للمنطقة لبحث وقف اطلاق النار المطبق في غزة حاليا بالاضافة الى احياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
ومن المنتظر ان يلتقي ميتشيل خلال جولته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية. وكان ميتشيل قد كلف في مستهل الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 برئاسة اللجنة الدولية حول الشرق الاوسط التي تحمل اسمه لايجاد وسائل وقف العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وفاجأ أوباما الشرق الاوسط بسرعة نشاطه الدبلوماسي وتعهداته بالانخراط في الصراع العربي - الاسرائيلي.وقال دبلوماسيون غربيون وعرب واسرائيليون ان مبعوثه السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل يتوقع ان يتوقف في مصر واسرائيل والضفة الغربية المحتلة والاردن لكنهم استبعدوا ان يجري اتصالات مباشرة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وقال دبلوماسي غربي ان ميتشل من المُرجح ان يتوجه الى السعودية ولكنه اضاف ان سوريا ليست على جدول أعماله الآن.
وقال دبلوماسي ان الرحلة من المتوقع ان تستمر اسبوعا تقريبا ومن المُرجح ان تشمل توقفا في السعودية ولكن ليس سوريا. ويلقي رفض اسرائيل رفع الحصار تماما عن القطاع الساحلي بعد الهجوم المدمر الذي استمر 22 يوما والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1300 فلسطيني بظلال من الشك على مستقبل وقف اطلاق النار وعملية اعادة الاعمار بعد الحرب.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من محادثات التهدئة التي تجري في القاهرة ان كلا من اسرائيل وحماس ستلتزم بوقف اطلاق النار مادامت الوساطة المصرية مستمرة.لكن لم يتحقق تقدم ملموس حتى الان في تحويل وقف اطلاق النار الهش الى شيء مستمر بدرجة أكبر وقال دبلوماسيون ان الوقت ينفد. ويبدو مرجحا ان الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في العاشر من فبراير شباط ستأتي بحزب ليكود اليميني الذي ينتقد تحركات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة الى السلطة.
واسرائيل مصممة على حرمان حماس من أي مكاسب سياسية نتيجة للهجوم وتعتقد ان القيود التي تفرضها على المعابر الحدودية ستوفر لها اداة ضغط في المحادثات من اجل الافراج عن جلعاد شليط الجندي الاسرائيلي الذي اسره ناشطون من غزة في عام 2006 وفي نفس الوقت عززت حماس قبضتها على قطاع غزة وسكانه البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة مما يشكك في تأكيدات زعماء اسرائيليين بأن الحركة ضعفت بشدة اثناء الهجوم الذي استمر 22 يوما.
واستأنفت المدارس والوزارات الحكومية القليلة التي لم تدمر في الهجوم العمل يوم السبت. وكان السؤال الذي وجهته كل من الفتيات الصغيرات لبعضهن البعض في بداية الدراسة في فناء مدرسة الشاطيء الاعدادية quot;صباح الخير.. هل مازلت على قيد الحياة ..quot; وتزمع حماس بدء توزيع ما يصل الى 4000 يورو (5180 دولارا) نقدا على الأسر التي أضيرت بشدة من الهجوم الاسرائيلي.
ورغم الدعم الغربي منعت اسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس من إرسال أموال نقدية الى غزة تسمح للسلطة الفلسطينية بسداد رواتب العاملين ودعم المحتاجين.وقالت اسرائيل انها اوقفت القتال في قطاع غزة بعد ان حصلت على تأكيدت من الولايات المتحدة ودول اوروبية ومصر بشن حملة صارمة على تهريب الاسلحة لحماس.
وقالت فرنسا يوم الجمعة انها سترسل فرقاطة لحراسة المياه الدولية قبالة ساحل غزة لكن لم تعلن أي أجراءات ملموسة اخرى تذكر. وقال مسؤول اسرائيلي كبير quot;علينا ان ننتظر ونرى. النتائج هي التي ستختبر ذلك.quot;وتعتقد اسرائيل ان هجماتها الجوية دمرت 80 في المئة على الاقل من انفاق التهريب أسفل حدود غزة مع مصر. وكانت تستخدم من جانب حماس والفلسطينيين العاديين لجلب اسلحة وبضائع تجارية في التفاف على الحصار الاسرائيلي.وقال عاموس جلعاد المسؤول العسكري الاسرائيلي البارز ان حكومته تهتم بتقييد السلع التي يجري تهريبها الى غزة أكثر من تدمير الانفاق ذاتها.
وقال جلعاد للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي quot;النفق ليس المشكلة. انما الاشياء التي يجلبونها عن طريقه.quot; واضاف quot;اذا علم المهربون ان ثمن تهريب صواريخ ايرانية هو قضاء 20 عاما في السجون المصرية فانهم سيكونون حذرين.quot;وتم استقبال ادارة اوباما بشكوك من جانب حماس التي فازت في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 ونأت الدول الغربية بنفسها عن الحركة الاسلامية لرفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل. وزادت عزلة حماس بعد ان سيطرت على القطاع وطردت قوات حركة فتح بعد 18 شهرا من فوزها في الانتخابات.وبينما قال اوباما انه يجب اعادة فتح المعابر الحدودية للسلع الانسانية والتجارية الا انه دعا الى quot;نظام مراقبةquot; يشمل السلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس.
وعبرت حماس عن استعدادها لقبول وجود افراد من حرس الرئاسة التابع لعباس عند معبر رفح الحدودي مع مصر وهو النافذة الوحيدة للفلسطينيين على العالم الخارجي الذي لا يمر باسرائيل.لكن حماس تريد اختيار اعضاء حرس الرئاسة الذين سيتمركزون هناك وهو ما ترفضه اسرائيل. وقال مسؤولون اسرائيليون انهم واثقون من ان اوباما ومبعوثه سينأون بأنفسهم عن حماس.
وقال دبلوماسي غربي في اشارة الى غزة quot;هناك تركيز مبدئي ضيق للمهمةquot;. غير انه اضاف ان الزيارة ستسمح ايضا لميتشل quot;بجس النبضquot; لعملية صنع سلام أوسع. وقال الدبلوماسي ان الزيارة تمثل عزم اوباما على اظهار quot;المشاركة النشطةquot; من بداية رئاسته. ولم يتوفر تعليق لدى روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية بشأن خطط سفر ميتشل.