هيئة النزاهة رصدت 223 مرشحا قدموا شهادات مزورة
بغداد حبلى بتغييرات شتى مع انطلاق الانتخابات المحلية
وقد شهدت إيلاف جوانب من هذه الأحاديث التي لايتعب من سردها البغداديون بل يزداد أوارها قبيل ساعات بدء التصويت. حيث ازدادت أنباء عن مرشحين يمكن وصفها بأنباء الوقت الضائع حول عدم أهليتهم قانونياً للترشح بسبب تزويرهم لشهادات دراسية للسماح لهم بالترشح.
ولأجل الوقوف على مدى صحة هذه الاتهامات التي تسرّبت من هيئة النزاهة العراقية وأقرت ببعضها المفوضية العليا للانتخابات اتجهت إيلاف لهيئة النزاهة بالسؤال عن حقيقة تلك الإتهامات ومدى صحتها فأكد أحد المسؤولين في الهيئة وجود تزوير لشهادات الدراسة الاعدادية من قبل عدد من المرشحين موزعين على قوائم عدة بلغوا 223 مرشحا وتم إبلاغ المفوضية العليا للانتخابات عنهم.
وكشف المسؤول في هيئة النزاهة لايلاف مفضلا عدم ذكر اسمه عن وجود ضغوط من كتل هؤلاء المرشحين تجاه هيئة النزاهة أعاقت حرمانهم من الترشح، مبيناً أن اتفاقاً تم بين الكتل والمفوضية على استبعاد اولئك المرشحين المزورين بعيد اعلان نتائج الانتخابات او قبيلها من أجل ضمان الاصوات التي صوتت لكل مرشح مستبعد لزميله في الكتلة نفسها. وكشف المسؤول في النزاهة أن النسبة الاكبر من المرشحين الذين ثبت تزويرهم لشهادات دراسية هم في الاحزاب الاسلامية.
من جانب اخر تحدث لايلاف أحد مديري المراكز الانتخابية وسط بغداد وفي حي البتاوين تحديدا عن مساع حثيثة وخطط يحيكها عدد من ممثلي الاحزاب وتجري مراقبتهم لمنعهم من التزوير. لكنه يخشى من تزوير مابعد التصويت وقبيل فرز الاصوات كما حدث في الانتخابات السابقة حيث قام عدد من المراقبين المناصرين لقوائم معينة حققت فوزاً كبيراً بفتح صناديق التصويت قبيل فتحها واستبعاد اعداد كبيرة من الأوراق الانتخابية التي لا تحوي اسماء مرشحي تلك القائمة.
لكنه استبعد تكرار الامر ذاته في هذه الانتخابات بسبب وجود اعداد كبيرة من المراقبين انما لايعني ذلك عدم نجاح بعضهم في التزوير. فثمة خطط وتسلل مراقبين تابعين لاحزاب سياسية لأجل إنجاح خطط تزوير سهرت تلك الاحزاب على حبكها.
لكن الاستاذ في كلية الاداب في جامعة بغداد جمعة حسين أبدى تشاؤمه من الانتخابات الحالية بسبب وجود بعض المرشحين الذين كانوا متهمين بعمليات تهجير وقتل في مناطق بغداد ومطلوبين عشائرياً وحتى وقت قريب كانت القوات الاميركية تلاحقهم مثل المرشح ج ف س الذي فوجئ سكان منطقته بصورة معلقة كمرشح عن قائمة زعيم اسلامي انشقّ عن حزبه مؤخراً. مضيفاً أن أعلى شهادة حصل عليها كانت الدراسة المتوسطة بينما اشترط قانون الانتخابات أن يكون المرشح حائزا على شهادة البكالوريا للدراسة الاعدادية اي التي تؤهل حاملها دخول الجامعة. وهو مثال يسوقه الاستاذ جمعة عن مرشحين آخرين يتوقع وجودهم في مناطق اخرى.
من جانبه لم يستغرب المقاول علي حسن وجود مرشحين كانت تلاحقهم تهم لم تثبت قانونيا بالارهاب او الفساد المالي في قوائم الترشح للانتخابات لأن صفحة جديدة يجري فتحها اليوم تزيح من ثبت تورطه وادين بالارهاب او الفساد وتعفو عن المتهمين الاخرين وما انتخابات مجالس المحافظات إلا جانبٌ من هذه الصفحة. لكنه يطالب باستبعاد المرشح الذي يثبت تزويره لشهادته الدراسية حفاظا على نزاهة الانتخابات ومنعا لمن سيفكر في الانتخابات التشريعية القادمة بتزوير مماثل من قبل أحزاب تبحث عن الولاء وتستبعد الكفاءة.
في مناسبات سابقة كان حظر المرور أول ما يعلن في بغداد والمحافظات الاخرى تجنباً لاي اختراق أمني. وهو ما توقعه العراقيون في هذه الانتخابات قبل يوم من موعد الانتخابات. لكن تأكيدات رسمية أعلنت خلال يوم الجمعة وفجر السبت عدم حظر المرور في يوم الإنتخابات.
العراقيون يرون أن بلدهم مقبل على تطورات كثيرة خاصة بعد أن جربوا حلاوة الأمان والسلام بعد عامين من الحرب الطائفية قتلت الالاف منهم. ويصر هؤلاء على تفاؤلهم بالقادم من الايام رغم أن لسان حال بعضهم يردد قول الشاعر بشار بن برد: ترجو غداً، وغدٌ كحاملة في الحيِ لايدرون ماتلدُ.
التعليقات