أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت مصادر فلسطينية متعددة لصحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم السبت عن أن هناك الآلاف من العناصر الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة يتواجدون خلال هذه الأثناء في داخل قطاع غزة، وأن معظمهم يتركز في الجزء الجنوبي من القطاع. وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته، وفقا لتحقيقات شاملة أجرتها معها مصادر فلسطينية متباينة، علي أن تلك العناصر تمارس نشاطها في الوقت الحالي بداخل المقاطعة.

ووفقا للمقابلات التي أجرتها الصحيفة ، فإن الأغلبية العظمي من تلك العناصر هي في واقع الأمر أعضاء تابعة لحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; أو للجان المقاومة الشعبية الذين عارضوا قبول مبادرة التهدئة أو أي نوع من أنواع التسوية ورفضوا الالتزام بالقرار الذي اتخذته حماس والذي يقضي بالانضمام للمؤسسة السياسية وخوض غمار الانتخابات الفلسطينية. وتدعي تلك العناصر أن هذا القرار من شأنه أن يحيد حماس عن طريق الجهاد، الذين يعتقدون انه الطريق الأوحد لتحرير الأراضي الفلسطينية من سيطرة إسرائيل.

وقال مصدر من داخل الجماعة الإسلامية في غزة في تصريحات للصحيفة أن quot; هذه الآلاف من الناشطين تم تعليمهم ان الحرب مع اليهود يجب أن تستمر بدون أي تسوية أو توقفات حتي يجيء يوم القيامة. وبمجرد أن اختارت حماس انتهاج الخط السياسي جنبا إلي جنب مع خط المقاومة ، بحث الآلاف من الأشخاص عن إطار مل بديل، فضلا ً عن أن الجهاديين يتلقون المباركة من الشيوخ ورجال الدينquot;. وصرح مصدر آخر من الجماعة المتواجدة في القطاع للصحيفة بالقول أن ناشطي تنظيم القاعدة ليسوا بالضرورة أن يكونوا فلسطينيين انشقوا عن حركة حماس أو لجان المقاومة الشعبية، لكنهم أناس رفضوا الالتزام بالقرار للمشاركة في الانتخابات والتهدئة وأن يواصلوا طريق الحرب.

وبحسب التصريحات التي أدلي بها هذا المصدر، فإن الانضمام لتنظيم الجهاد العالمي يعطي لأعضاء حماس فرصة تنفيذ الهجمات تحت مظلة مختلفة، في حين تبدو حماس أنها لا زالت ملتزمة بالتهدئة. وقالت الصحيفة من جانبها أن منهجية الإسلام الأصولي تظهر خلافات دينية وعقائدية عميقة في بعض الأحيان بين مفهوم جماعة الإخوان المسلمين الممثل في قطاع غزة من قبل حركة حماس، ومفهوم الجهاد العالمي الذي تمثله القاعدة. وأكدت الصحيفة علي أنه في الوقت الذي تتبني فيه جماعة الإخوان المسلمين المقومة جنبا إلي جنب مع التحركات التكتيكية مثل التهدئة، تعتقد الجماعات الجهادية العالمية أنه ليس هناك مجال للأساليب التكتيكية، لكن لحرب مقدسة متواصلة دون توقف.