كامل الشيرازي من الجزائر: قال quot;نور الدين يزيد زرهونيquot; وزير الداخلية الجزائري، اليوم، إنّ بلاده لا تستبعد quot;ابتزازquot; مسؤول جهاز السي أي إيه السابق بالجزائر لسيدتين هناك لغرض التجسس، وأتى هذا التصريح بعد 96 ساعة عن كشف خيوط فضيحة كان بطلها المدعو quot;أندرو وارينquot; (41 عاما) رئيس مكتب الاستخبارات الأميركية بالجزائر، حيث نسبت له تهمة ارتكاب جريمتي اغتصاب طالت سيدتين جزائريتين مغتربتين في إسبانيا وألمانيا، ورفع الأخيرتان لشكويين قالتا فيها أنّ وارن الذي ظل يشتغل تحت غطاء دبلوماسي، قام بتخديرهما، ليكتشفا لاحقا تعرضهما للاغتصاب.

ورجح وزير الداخلية الجزائري في تصريحات للصحفيين، أن يكون مسؤول الاستخبارات الأميركية السابق لجأ إلى ابتزاز جزائريتين لاستخدامهن لأغراض الجوسسة، عبر الضغط عليهنّ باستعمال أفلام فيديو تظهرهما في أوضاع مخلة، علما أنّ تحقيقا باشرته وزارة العدل الأميركية بالتنسيق مع الجزائر، توصل غداة حملة تفتيش لبيت وارن إلى اكتشاف 12 شريط فيديو، صوّر فيها المتهم ضحاياه في أوضاع مشينة، كما أشارت التحقيقات إلى العثور أيضا على حبوب مخدرة أكدت صحة كلام الضحيتان، ووُجدت أدلة تورّط المتهم الذي قيل أنّه اعتنق الإسلام قبل فترة، بارتكابه جرائم مشابهة في مصر خلال عمله السابق في مصر.

وفي وقت، أوضح زرهوني أنّ السيدتين اللتين وجهتا تهمة الاغتصاب للجاسوس الأميركي، لم تتقدما بشكوى أمام القضاء الجزائري، تحدث المسؤول ذاته، عن فرضية قوية مفادها استخدام المشتبه به سلاح الصور الفاضحة لتجنيد الضحيتين على اعتبار أنّ الجنس يعدّ من أقدم الأساليب المستخدمة في المحيط الاستخباراتي عالميا لتجنيد عملاء، وأوضح زرهوني وهو ضابط مخابرات سابق، أنّ السلطات الجزائرية لا تزال تنتظر معلومات بهذا الصدد.
وذهبت إفادات إلى أنّ السفير الأميركي في الجزائر quot;ديفيد بيرسquot; أمر المتهم بالرحيل إلى الولايات المتحدة بعدما برزت الفضيحة على السطح في أكتوبر/تشرين الأول المنقضي، ليُفتح تحقيق من طرف وزارة العدل الأميركية حول اقتراف وارن quot;أفعالا فاحشةquot;، وأعلن ناطق باسم السفارة الأميركية بالجزائر أنّ الشخص المعني غادر الجزائر نحو واشنطن، أين بدأت الحكومة الأميركية البت في وضعيته، وأضاف المتحدث ذاته أنّ الولايات المتحدة تأخذ مأخذ الجد كل اتهام بسلوك ميرب يدين موظفيها في الخارج، ولم يستبعد المصدر إمكانية محاكمة وارين الشهر المقبل حال وضوح الأمور.

من جهته، نقلت مراجع جزائرية عن سفير الولايات المتحدة بالجزائر دافيد بيرس تأكيده على أنّ الأمر يتعلق بـquot;فعل معزولquot;، وأبدى بيرس لدى استقباله من طرف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الجزائري عبد الملك قنايزية، أن لا تؤثر الحادثة على مسار العلاقات الثنائية.