لم تحقق المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل تقدما في التقريب بين المواقف الإسرائيلية والفلسطينية ويبدو أنه لن تجري مفاوضات حقيقية بين الجانبين في المستقبل القريب.

تل ابيب: نقلت صحيفة هآرتس اليوم الأحد عن موظفين إسرائيليين رسميين، قالت إنهم مطلعون على تفاصيل المحادثات التي أجراها ميتشل مع الإسرائيليين والفلسطينيين أن quot;الفلسطينيين لا يظهرون أية ليونة ولذلك فإن هناك تصلبا في المواقف الإسرائيليةquot;. وأضافت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني لا يزال يصر على تعريف هدف المفاوضات هو الانسحاب إلى حدود حزيران/يونيو العام 1967 quot;رغم أنهم يعلمون جيدا أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لن يوافق على ذلك أبداquot;. وقالت quot;يتواصل في الجانب الإسرائيلي ما يعرف ب'الجدل الصبياني' حول مدة التجميد المؤقت لأعمال البناء في المستوطنات، ولا يزال بعض المسؤولين الإسرائيليين يصرون على أن تكون مدة التجميد ثمانية شهور وليس تسعةquot;.

وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ووزير المخابرات دان مريدور يحاولان السعي لإنهاء النقاش واستئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن وحثا نتنياهو خلال اجتماع هيئة quot;السباعيةquot; الوزارية الأسبوع الماضي على التوصل إلى تفاهمات تمكن من استئناف المفاوضات لكنهما ادعيا أن quot;المشكلة الأساسية موجودة في الجانب الفلسطينيquot;. وكان يشير المسؤولون الإسرائيليون بذلك إلى إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعه مع ميتشل في رام الله يوم الجمعة الماضي على أن استئناف المفاوضات سيكون فقط بعد تجميد أعمال البناء في المستوطنات وخصوصا في القدس الشرقية بشكل مطلق وقبل الاتفاق على إطار المفاوضات.

وفي هذه الأثناء يواصل ميتشل مهمته في المنطقة ويتوقع أن يلتقي مرة ثانية مع نتنياهو اليوم بعد أن التقاه يوم الجمعة الماضي وبعد أن التقى مبعوثي نتنياهو المحامي يتسحاق مولخو ومدير مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي مايك هرتسوغ مساء أمس. من جهة أخرى يتوقع أن تقدم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقريرا حول تقدم المحادثات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأشارت هآرتس إلى أن الجانبين سيحاولان التأثير قدر استطاعتهما على هذا التقرير.

وأضافت أن سبب المحادثات المكثفة التي يجريها ميتشل في المنطقة هو أن أوباما، الذي أفاد مستشاروه بأن quot;صبره أخذ ينفذquot;، طلب من كلينتون وميتشل تزويده بتقرير حول الوضع واحتمالات استئناف المفاوضات حتى منتصف الشهر الحالي، بينما تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن كلينتون ستقدم تقريرها خلال أسبوع. ووفقا لمسؤولين سياسيين إسرائيليين فإن تقرير كلينتون سيشمل مواقف الطرفين حول شروط استئناف المفاوضات وجدولها الزمني والبناء في المستوطنات. ونقلت هآرتس عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن quot;التقرير سيستعرض التفاهمات ولكنه سيتناول بالأساس الخلافات، وسيقرأ أوباما التقرير ويبلور موقفا وبعد ذلك سيعلن كيف ستستمر الأمورquot;.

يذكر أنه في هذه الأثناء هناك نقطة توتر أخرى تتصاعد في ظل الخلافات الإسرائيلية- الفلسطينية وتتعلق بنية السلطة الفلسطينية معاودة المطالبة بانعقاد مجلس حقوق الإنسان في جنيف لبحث وتبني تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون. واضطر عباس إلى طرح الموضوع مجددا في أعقاب الانتقادات الشديدة للغاية التي تعرض لها بعدما قرر طلب وقف التصويت على التقرير في مجلس حقوق الإنسان قبل نحو عشرة أيام. وتستعد وزارة الخارجية الإسرائيلية لشن حملة دبلوماسية دولية لمواجهة احتمال تصويت مجلس حقوق الإنسان في جنيف على تقرير غولدستون.

ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن quot;الخطوة الفلسطينية تسببت بحرج بالغ للإدارة الأميركية، وتجري في واشنطن والقدس محاولات لبلورة رد فعل منذ صباح أمس (الجمعة)quot;. وأضاف المصدر أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه ستواجه الإدارة الأميركية صعوبة في منع انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف quot;خصوصا على ضوء حقيقة أن تراجع الفلسطينيين عن طلب تبني تقرير غولدستون جاء في أعقاب ضغوط أميركيةquot;. وقال مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل توجهت إلى الإدارة الأميركية الجمعة الماضي وطلبت تدخلها لمنع طرح الموضوع على مجلس حقوق الإنسان كما أن نتنياهو سيطرح الموضوع خلال لقائه مع ميتشل اليوم.