ينظر مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جلسة استثنائية في تقرير غولدستون حول الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة الشتاء الماضي، والذي يدعو اسرائيل والفلسطينيين الى التحقيق في اتهامات بارتكاب quot;جرائم حربquot;.

جنيف: يدرس اعضاء مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ال47 الخميس مشروع قرار يدعم توصيات تقرير القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون، وذلك اثر نقاش دار في مجلس الامن حول الوثيقة التي اتهمت القوات الاسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين بارتكاب quot;جرائم حربquot; وquot;جرائم ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانيةquot;.

ويشير ذلك الى تغير في المواقف بعد اسبوعين على صدور قرار ارجاء النظر بالتقرير الذي اعتبرته اسرائيل quot;جائرا ومحرفا ومنحازاquot; حتى اذار/مارس. وكان الهدف من الارجاء كسب بعض الوقت فيما تحاول الولايات المتحدة اعادة اطلاق عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وبعد ان كانت السلطة الفلسطينية دافعت في البداية على قرار الارجاء، عادت وسجلت موقفا معاكسا تحت الضغط الذي تعرضت له داخليا وعربيا ومن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وحظيت السلطة الفلسطينية التي تشارك في المجلس بصفة مراقب بدعم منظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز والدول الافريقية من اجل عقد جلسة استثنائية لاعتماد التقرير.

ويناقش بالتالي اعضاء الهيئة الاممية الخميس مشروع قرار حول quot;وضع حقوق الانسان على الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدسquot;.

الا ان القسم المخصص لتقرير غولدستون لم تطرأ عليه تغييرات بارزة بالمقارنة مع النص الذي اقترح في الجلسة المغلقة الاخيرة في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر. فالنص quot;يدعم توصياتquot; القاضي غولدستون بفتح الطرفين تحقيقات كما انه يدعو quot;الاطراف المعنية كلها بما فيها الهيئات الاممية للقيام بوظائفها فورا كل بحسب صلاحياتهquot;.

ويوصي التقرير مجلس الامن بان يلجأ مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية ما لم يتحقق اي تقدم بعد مرور ستة اشهر من بدء التحقيقات. الا ان هذا البند يطرح مشكلة كبيرة بالنسبة لبعض الاطراف الغربية، وفقا لمصدر دبلوماسي.

ويسعى كل من الاتحاد الاوروبي والنروج والهند وبعض دول اميركا اللاتينية لتجنب احالة النص الى مجلس الامن حيث سيواجه حق النقض الاميركي ويؤجج غضب اسرائيل، مع ايصال التقرير الى quot;حائط مسدودquot;. واضاف المصدر نفسه quot;لا يمكننا تقبل مثل هذا الحلquot;.

واشار مصدر دبلوماسي اخر الى اصرار الفلسطينيين وحلفائهم الذين يشكلون الاكثرية في المجلس على مواقفهم معتبرا ان احراز اي تقدم في هذا الصدد صعب. واضاف في النهاية quot;لا شك في انه سيتم تبني النصquot; الخميس او الجمعة.

لكن تبنيه من قبل اقلية quot;سيخفف من وزنه السياسيquot;، بحسب الدبلوماسي الذي تأسف للتحول في موقف الفلسطينيين العائد quot;بشكل اساسي الى اعتبارات داخليةquot;.

واصر الدبلوماسي على quot;اهمية التركيز على التوصيات الموجهة للطرفين لانها وحدها قادرة على دفع الامور نحو الامامquot;، ملمحا الى النقاش الذي جرى الاربعاء في نيويورك حيث حضت الامم المتحدة والدول الاعضاء في المجلس الطرفين على بدء التحقيقات في اسرع وقت.


اسرائيل: اعتماد تقرير غولدستون سيشكل quot;مكافاة للارهابquot;

من جهته، صرح السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة اهارون ليشنو يار ان اعتماد مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان للقرار المتعلق بتقرير غولدستون بشان الهجوم الاسرائيلي على غزة الشتاء الماضي سيشكل quot;مكافاة للارهابquot; وذلك خلال خلسة خاصة مخصصة لهذا التقرير.

وشدد المسؤول الاسرائيلي امام مجلس الامم المتحدة على ان quot;السلاح السياسي المقترح اليوم ليس له اي شأن بحقوق الانسانquot;.

وقبل ذلك بقليل افتتح مفوض الامم المتحدة الاعلى لحقوق الانسان نافانيثم بيلاي الجلسة منددا بquot;الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسانquot; التي ارتكبها الجانبان خلال هذا الهجوم.

واعرب عن قلقه quot;للتدهور المستمر لظروف الحياةquot; في قطاع غزة داعيا من جديد اسرائيل الى quot;رفعquot; كل القيود على حركة انتقال السلع والافراد.

وقال يار ان quot;القرار، بالشكل المقترح، سيشكل مكافاة للارهاب ويوجه رسالة واضحة للارهابيين في كل مكانquot; في حال تم اعتماده. واعتبر quot;انهم (الارهابيون) سيسمعون بوضوح ان هذا الشكل الجديد من الكفاح، الذي استخدمته حماس في غزة، يمنح حصانةquot;.

واضاف السفير الاسرائيلي quot;في النهاية، وربما ما سيكون الاكثر مدعاة للاسف، فان قرار اليوم (الاعتماد المتوقع للتقرير) سيشكل نكسة لامال السلامquot; في الشرق الاوسط.