بعد ان قاد بلاده الى عضوية الاتحاد الاوروبي، يشن فاتسلاف كلاوس الرئيس التشيكي حملة يقودها بمفرده لتعطيل اوروبا باسقاط معاهدة لشبونة التي تهدف الى توحيد المواقف الاوروبية على الساحة الدولية، بعد ان أمضى زعماء اوروبا ثمانية اعوام في صوغها وتشارف على الدخول حيز التنفيذ.

بعد امتناع الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس عن المصادقة على معاهدة لشبونة للاصلاح الدستوري في الاتحاد الاوروبي قال مراقبون ان كلاوس يقف وحده عقبة بين اوروبا ومستقبلها. وفي وقت تتوجه الانظار الى الرئيس التشيكي بدا وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد، اذ زار البانيا الاسبوع الماضي ويزور روسيا هذا الاسبوع.

يمارس كلاوس لعبة الاختفاء في وقت ترقص اوروبا على عزفه ، كما قال ايان ترينور في صحيفة quot;الغارديانquot; مشيرا الى ان الرئيس التشيكي يجد متعة في أن يكون محور مواجهة. ولكن يبدو انه الآن أكثر اهتماما ببيع نسخ من كتابه الذي ينكر فيه ظاهرة الاحتباس الحراري.

في الاسبوع الماضي كان كلاوس يتناول وجباته على بحر الادرياتيكي فيما انطلقت حملة مذعورة في برلين وباريس وبروكسل وستوكهولم وبراغ في محاولة لترويض أكبر المرتدين في اوروبا.

وعلى امتداد خمسة ايام رفض كلاوس ان يرفع سماعة الهاتف للرد على اتصالات رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي فوقعت عليه مهمة التعاطي مع الأزمة التي فجرها كلاوس.

رئيس حكومة تصريف الأعمال التشيكي يان فيشر ينهض بمهمة حتى أثقل من مهمة نظيره السويدي ، هي التوسط بين كلاوس وزعماء اوروبا الآخرين. ولكن كلاوس استمر في تجاهله واعترف فيشر بأنه أفلح في اجراء اتصال هاتفي قصير معه دون ان يتمكن من اقناعه بلقاء مباشر.

كان كلاوس في البانيا لترويج كتابه الموسوم quot;كوكب ازرق بقيود خضرquot; الذي يجادل فيه ان الشيء الوحيد من صنع الانسان في التغيير المناخي هو خرافة التغيير المناخي. ويوم الاربعاء غادر الى موسكو لترويج الطبعة الروسية من الكتاب.

شرع الرئيس التشيكي الذي يعتكف في قلعة براغ محاطا بمعاونين رهن مشيئته ، في شن حملة يقودها بمفرده لتعطيل اوروبا باسقاط معاهدة لشبونة التي تهدف الى توحيد المواقف الاوروبية على الساحة الدولية. وأمضى زعماء اوروبا ثمانية اعوام صعبة في صوغ المعاهدة التي تشارف الآن على الدخول في حيز التنفيذ ، ولكن إذا تحقق للرئيس التشيكي ما يريد فان المعاهدة لن ترى اليوم الذي تصبح فيه سارية المفعول.

قال كلاوس في موسكو انه يخشى الاندماج المتزايد في الاتحاد الاوروبي. واضاف انه أوضح موقفه للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في ما يبدو انه صفعة الى زعماء الحكومات السبع والعشرين الاوروبية الذين لم يمن عليهم بمثل هذا التوضيح ، كما قال مراقبون.

تنقل صحيفة quot;الغارديانquot; عن العالم السوسيولوجي والمستشار السياسي التشيكي ايفان غابال قوله ان القضية كلها quot;سياسية جدا وشخصية جدا. فالرئيس يهمل مصالح البلد تماماquot;.

من جهته قال العالم السياسي التشيكي المعروف يرجي بيهي ان كلاوس quot;يتصرف وكأنه مستبد شرقيquot;. فان مجلسي البرلمان والمحكمة الدستورية وحكومات 27 دولة تؤيد معاهدة لشبونة ولكن ممثلي 500 مليون شخص مخطئون وهو على حق. فهو حقا يعتقد بانه يحتكر الحقيقةquot;.

يقول محللون ان الرئيس التشيكي البالغ من العمر 68 عاما يمثل حالة انفصام جديرة بالدرس. فان كلاوس يحتقر اوروبا لكنه قاد الجمهورية التشيكية الى عضوية الاتحاد الاوروبي.