يتزايد الغضب في العاصمة السياسية للاتحاد الاوروبي يوما بعد يوم ضد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بسبب رفض بلاده توقيع معاهدة لشبونة رغم مصادقة برلمان بلاده عليها.

بروكسل: عبر رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو الاسبوع الماضي عن اجواء السخط المهيمنة في بروكسل. وقال انه يتوقع من التشيك احترام التعهد الذي قطعته على نفسها مبينا ان تأخير التصديق على المعاهدة لا ينفع احدا وخاصة شعب التشيك.

من جانبه قال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي رئيس وزراء السويد فرديدريك راينفلت انه ابلغ الرئيس كلاوس في اتصال هاتفي ان توقيع بلاده على المعاهدة مهم وانه لايريد رفض التشيك ان يؤخر تطبيقها. واضاف ان مهمة باروسو كرئيس للمفوضية ستنتهي اواخر الشهر الجاري بالاضافة الى انتهاء تفويض المنسق الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وان رفض التشيك يعني عدم تعيين مفوض حتى العام المقبل.

وكان كلاوس رفض توقيع المعاهدة الى ان تبت المحكمة العليا التشيكية في اعتراضات لبعض أعضاء مجلس الشيوخ على نصها. وكان مجلسي النواب والشيوخ في التشيك صادقا عليها غير ان دخولها حيز السريان وفق الدستور لن يتم الا بعد قيام رئيس الجمهورية بالمصادقة عليها باعتبارها وثيقة دولية.

وقال كلاوس انه لن يسرع في المصادقة عليها وانه سينتظر قرار المحكمة الدستورية بشان الشكوى التي أعلن نواب من مجلس الشيوخ أنهم سيتقدمون بها الى المحكمة الدستورية. ويريد كلاوس ان تستثنى بلاده من ميثاق معاهدة لشبونة للحقوق الاساسية التي يعتبرها تهديدا للحقوق الملكية للشعب التشيكي . ويخشى الرئيس التشيكي من ان الالمان الذين طردوا من منطقة سودتن التشيكية بعد الحرب العالمية الثانية يمكن ان يستخدموا الميثاق من اجل استرداد املاكهم. وقال كلاوس في حديث تلفزيوني انه لا يعتبر معاهدة لشبونة امرا جيدا لاوروبا ولحريتها او لجمهورية التشيك.

وبعد مصادقة ايرلندا على المعاهدة في 2 اكتوبر الجاري وبعدها بولندا تبقى التشيك العضو الوحيد في الاتحاد التي لم تصدق عليها. وتحتاج المعاهدة الى مصادقة جميع الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد لكي تصبح سارية المفعول. وبانتظار رد التشيك تبقى بعض القضايا المهمة في الاتحاد عالقة من بينها انعقاد القمة المرتقبة نهاية الشهر الجاري التي ستوافق على اسماء رئيس المفوضية ووزير خارجية الاتحاد والمفوضين الجدد. ويرى زعماء الاتحاد الاوروبي ان منصب وزير خارجية الاتحاد الجديد سيسهم بشكل كبير في توحيد مواقف اعضاء الاتحاد وتعزيز دوره العالمي. وبعد المصادقة على معاهدة لشبونة يتوقع ان يشهد الاتحاد تطورات اضافية على سياسة الاتحاد الامنية والدفاعية