انطلقت فعاليات المؤتمر السابع لحوار الأديان اليوم في الدوحة، بالدعوة لاتحاد كافة الأديان لمواجهة الحروب والفقر والجهل وانقاد المجتمعات الإنسانية

الدوحة: دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد ال محمود اليوم كافة الاديان التضامن فيما بينها واتخاذ خطوات عملية جريئة في سبيل انقاذ المجتمعات الانسانية من الحروب والفقر والجهل وغيرها.
وأكد ال محمود في كلمة افتتاح المؤتمر السابع لحوار الاديان هنا أهمية ذلك التضامن بين الاديان في المحافظة على الامن والسلام العالميين مشددا على أهمية مؤتمر الحوار الذي يركز على التضامن بين الاديان وأهميته في الاسهام في التغلب على مشكلات الانسان المعاصر.

وقال ان مؤتمرات الدوحة الستة السابقة استطاعت اذابة الجليد وكسر الحواجز النفسية بين ابناء الاديان السماوية الى حد كبير والتي وجدت في الفترة الاخيرة من التاريخ الانساني بسبب الظلم والاعتداء وعدم العدالة.

وأضاف أن الحوار بين الاديان يواجه اليوم تحديات صعبة في ظل الاوضاع السائدة وان مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها لصالح الانسانية واجب تنتظره المجتمعات البشرية ولا يمكن ان يتم هذا بدون تضامن حقيقي بين الاديان جميعا.
وأكد الوزير القطري ان محاور المؤتمر تدل على وعي حقيقي بالمشكلات الحقيقية التي ينبغي ان تلعب الاديان دورها تجاهها بنجاح.

ومن جانبه أكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي كمال الدين احسان اوغلو اهمية مؤتمر الدوحة السابع لحوار الاديان كونه يتناول عددا من القضايا المهمة على المستويات الاسلامية والدولية.

ونبه اوغلو في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الى ان كل من يتناول موضوع التضامن الانساني الذي هو شعار هذا الملتقى ويستعرض تطبيقات هذا التضامن على مستوى الحضارات والقيم فإنه سيجد أن الحضارة الاسلامية تتبوأ مكانا مرموقا بين الحضارات البشرية في بعدها الانساني وسمو قيمها وتراثها وسعة أفقها.
وأكد أوغلو على أهمية الحوار باعتباره وسيلة للتفاهم والتسامح وفض النزاعات بين الشعوب موضحا ان منظمة المؤتمر الاسلامي كانت رائدة في هذا المجال فهي أول من وضع قضية حوار الحضارات على جدول أعمال منظمة الأمم المتحدة عام 1998 في حين تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الموضوع وخصص عام 2001 كعام لحوار الحضارات في كل أرجاء العالم.

ولفت الى أن المؤتمر ينعقد في وقت ما زالت تتردد فيه أصداء اعتماد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة تقرير القاضي غولدستون عن مأساة غزة موضحا ان منظمة المؤتمر الاسلامي كانت أول من طالب مجلس حقوق الانسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف باسم المجموعة الاسلامية باجراء تحقيق دولي موثق للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في غزة.
ودعا اوغلو الى التضامن من اجل ان يصل هذا التقرير الى هدفه لمحاسبة مقترفي تلك الأفعال المنكرة على جناياتهم.

واكد ان المنظمة لم تأل جهدا في الاسراع لنجدة المنكوبين في قطاع غزة وتعهدت في مؤتمر المانحين الذي عقد في شرم الشيخ بتقديم 100 مليون دولار لصالح برنامج تأهيل المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة.
واعتبر ما فعلته اسرائيل لا ينجم عنه سوى تعميق الكراهية وتأجيج الفتنة وزرع الأحقاد كما ان من شأنه زيادة العنف والأصولية والارهاب منتقدا في الوقت ذاته ممارسات اسرائيل الرامية الى تهويد القدس التي quot;تمثل ضربا من الاستهتار بحقوق الآخرينquot;.

وقال ان اسرائيل تسعى الان لتخريب وهدم المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية عن طريق تعريضها للخطر كما أنها تسعى لتهويد هذه المدينة والاستحواذ عليها كلها وحدها وطرد سكانها منها غير آبهة بحقوق الآخرين فيها.

وشدد على quot;ان حوار الأديان الحقيقي يبقى الوسيلة الكفيلة باشاعة قيم العقل والمصالحة ويفضي الى التسامح واستتباب السلام والأمن في أرجاء العالم خاصة وان الألفية الثالثة قد بدأت مع الأسف منذ عامها الأول بالصراعات وبشن الحروب على ما يسمى بالارهاب وبتنامي ظاهرة (الاسلاموفوبيا) وما رافق كل ذلك من انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان ومن تغاض عن القيم المثلى الساميةquot;.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين وبمشاركة 170 شخصا من مختلف دول العالم الحقوق والحريات الدينية في ظل المشاكل التي تواجهها الأقليات الدينية في بعض الدول الى جانب قضية القدس والدفاع عن الاماكن المقدسة وكيفية تضامن الديانات الثلاث للدفاع عن الأماكن المقدسة