قالت صحيفةروسية أن القواعد الأميركية التي ستظهر على ساحل البحر الأسود، تمثل تهديداً صريحاً ومباشراً على روسيا، وتنذر باحتمالات شن هجوم أميركي ضد موسكو خلال 3 إلى 4 أعوام.

القاهرة: في وقت تحرص فيه الإدارتين بالعاصمتين موسكو وواشنطن على التعامل مع كليهما الآخر بقدر كبير من الحيطة والحذر، خاصة ً بعد أن أعلنت الأخيرة عن عزمها إنشاء درع صاروخية في القارة الأوروبية، جاء الدعم الذي حصلت عليه الولايات المتحدة مؤخراً من بلغاريا ورومانيا حيال مشروعها الخاص بنشر الدرع الصاروخية، ليكشف عن موجة من الهواجس والترقب التي بدأت تخيم على العاصمة الروسية إزاء الخطر الجديد الذي بات يهددها بعد أن كشفت اليوم صحيفة برافدا الروسية - وفقا لتحليلات خبراء - عن أن القواعد الأميركية التي ستظهر على ساحل البحر الأسود، في كل من بلغاريا ورومانيا، وسيتم تشغيلهما عامي 2011 و 2012 بكلفة قدرها 110 مليون دولار، تمثل تهديداً صريحاً ومباشراً على روسيا، وتنذر باحتمالات شن هجوم أميركي ضد موسكو في غضون مدة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أعوام.

في بداية تقريرها، تشير الصحيفة إلى أن القاعدة الأميركية التي سيتم تشييدها في رومانيا ستتكلف 50 مليون دولار، ومن المتوقع أن يتم تشغيلها في عام 2010، بينما سيتم تشغيل القاعدة الأخرى في بلغاريا عام 2011 أو 2012 بتكلفة قدرها 60 مليون دولار. ومن المتوقع بحسب الصحيفة أن يعمل بهاتين القاعدتين ما يزيد عن 4000 فرد من الجيش الأميركي : 1600 في رومانيا، و 2500 في بلغاريا. كما ترى السلطات في كلا الدولتين أن رجال الجيش الأمريكي سيظلون هناك لفترة طويلة.

ويؤكد الكولونيل غاري روس ، قائد قوة المهام المشتركة بالجزء الشرقي، على أنه لا توجد أية اعتراضات في رومانيا وبلغاريا على تواجد الجيش الأميركي في كلا الدولتين. كما صرح نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، الذي زار مؤخرا ً عدة دول في شرق أوروبا بما فيها رومانيا، بأن الدولة الأوروبية تدعم تدشين شكل جديد لنظام الدفاع الصاروخي الأميركي. فيما لفت مسؤولون أميركيون إلى أن إنشاء قواعد أميركية في رومانيا وبلغاريا تعد بمثابة الخطوة التي تتوافق تماما ً مع خطط الإدارة الأميركية لنقل القوات في البلدان الأجنبية. ( وهي الخطط التي سبق وأن أعلنها الرئيس جورج بوش في عام 2004 ).

وتقول الصحيفة إن تلك الخطط تتماشى مع النية التي تتوافر لدى البنتاغون الأميركي بتخفيض عدد قواته البالغ عددها 55 ألف جندي وتتمركز في ألمانيا، ليُعاد نشر جزءا ً منها في العديد من بلدان أوروبا الشرقية، بما في ذلك بلغاريا ورومانيا. وفي حديث له مع الصحيفة، قال ألكسندر خرامكيخين، نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري، إنه قد تم الكشف عن خطط الولايات المتحدة الرامية لبناء قواعد عسكرية في رومانيا وبلغاريا قبل قرابة العشرة أعوام. وتابع بالقول :quot;يحتاج الأميركيون بالفعل لمزيد من القواعد من أجل خدمة أهدافهم في الشرق الأوسط. صحيح أنهم يمتلكون قواعد في البحرين، وقطر، والسعودية، إلا أنهم غير كافين لإشباع كافة احتياجات واشنطن. كما يحتاج البنتاغون لقواعد جديدة في أوروبا الشرقية للإبقاء على قواتها في الشرق الأوسطquot;.

في حين يرى خبير آخر يدعى كونستانتين سيفكوف، أن ظهور قواعد جديدة تابعة للجيش الأميركي في بلغاريا ورومانيا أمر من شأنه أن يشكل تهديدا ً على المصالح الروسية. وأردف قائلا ً :quot; لن تكون هناك أعداد غفيرة من رجال الجيش الأميركي في القاعدتين، لكن من بوسعه أن يقول إن تلك الأعداد لن تتزايد بمقدار الضعف، أو الثلاثة أضعاف، أو الأربعة أضعاف في المستقبل ؟ علاوة على ذلك، ستكون قواعد الناتو الموجودة على ساحل البحر الأسود إضافة للبنى العسكرية الأميركية في منطقة بحر البلطيق، وهو ما سيجعل روسيا تشعر بأنها محاصرة. كما لا أرى أي مبرر منطقي لمن يقول إن واشنطن ستستغل هاتين القاعدتين في حماية مصالحها بالشرق الأوسط، فهناك مسافة تقدر بنحو أربعة آلاف كيلو متر تفصل ما بين رومانيا ومنطقة الشرق الأوسط، وهي المسافة التي تعتبر كبيرة للغاية بالنسبة لدولة تسعى للمحافظة على قواتها بالعراق وأفغانستان. وأتصور أن واشنطن سعت من وراء القاعدتين إلى تأمين حصولها على قدر كاف من صادرات النفط والغاز الموجودين في بحر قزوينquot;.