طهران: يزور مفتشو الامم المتحدة الاحد موقعا ايرانيا ثانيا لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد يعتبر مصدرا اساسيا لمخاوف القوى الغربية من برنامج ايران النووي. وسيمضي مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين وصلوا الى طهران الاحد ثلاثة ايام في ايران لتفتيش المنشأة التي يجري بناؤها داخل منطقة جبلية قرب مدينة قم المقدسة جنوب العاصمة طهران.
وابلغت اطهران المجموعة الدولية بهذا المصنع في 21 ايلول/سبتمبر بعد حوالى سنة من بدء اعمال البناء فيه ما اثار انتقادات دولية واسعة. وانتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكشف المتاخر عن المصنع فيما حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما ايران من انها قد تواجه quot;ضغوطا متزايدةquot; اذا لم توضح انشطتها النووية.
ويثير تخصيب اليورانيوم قلقا غربيا واسعا ازاء برنامج ايران النووي. وهو مخصص لانتاج الطاقة لمفاعلات مدنية لكنه يمكن ان يستخدم في صنع اسلحة نووية اذا تم التخصيب بدرجات عالية. وتشتبه الدول الغربية واسرائيل بسعي طهران لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران منذ سنوات.
وكانت ايران تقوم بتخصيب اليورانيوم في منشأة اخرى في نطنز سنوات عدة متحدية قرارات للامم المتحدة فرضات عقوبات عليها. ويقول مسؤولون ان جيلا جديدا من اجهزة الطرد المركزي سيوضع في قم.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن مسؤول لم تكشف اسمه في فيينا ان المفتشين سيزورون فقط منشأة قم. وقال المسؤول ان quot;مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقارنون بين المعلومات التي قدمتها ايران (حول المصنع) والمنشاة خلال زيارة تستغرق ثلاثة ايامquot;.
وارتدت عملية التفتيش هذه اهمية اكبر بعدما ارجأت طهران الجمعة ردها على مسودة اتفاق عرضته الوكالة الذرية ويتضمن ان تقوم ايران بشحن مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بدرجات منخفضة الى روسيا. ووافقت موسكو وباريس وواشنطن الجمعة على مشروع الاتفاق، لكن مندوب ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية اعلن خلال المفاوضات في فيينا ان طهران تدرس تفاصيل المشروع وستقدم ردها الاسبوع المقبل.
ولم تعرف التفاصيل الكاملة للاتفاق المقترح لكن فرنسا اعلنت ان ينص على الطلب من ايران ان تنقل 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بدرجات منخفضة من مصنع نطنز الى روسيا بحلول نهاية العام 2009. وتقوم روسيا حينئذ بتخصيب هذه المادة الى درجات اعلى تبلغ 19,75 بالمئة وهي التي يحتاجها مفاعل طهران للابحاث الذي يصنع نظائر مشعة تستخدم في المجال الطبي.
وقال دبلوماسيون ان موسكو يمكن ان توكل الى فرنسا عملية تحويل هذا اليورانيوم المخصب في روسيا الى قضبان وقود للمفاعل.
من جانب اخرى، اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما محادثات هاتفية السبت مع الرئيسين الفرنسي والروسي نيكولا ساركوزي وديمتري مدفيديف واعرب الرؤساء الثلاثة عن تطابق وجهات نظرهم حول الملف النووي الايراني. واعلن البيت الابيض انه خلال هذه المحادثات اكد الزعماء الثلاثاء quot;دعمهم الكاملquot; لمسودة الاتفاق التي عرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج والذي سيخصص لاغراض مدنية.
وكانت المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) استؤنفت في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في جنيف. وفي ضوئها، جرت المفاوضات الرباعية في فيينا بمشاركة ايران والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
التعليقات