يتحدث عمر بن لادن، الإبن الأكبر لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، في كتاب له عن الحياة التي عرفها برفقة والده. اذ ان صورة والده لم تكن كما أرادها دائما ان تكون، ويأمل عمر في أن تتغير صورة والده التي يعرفها العالم ويتحول الى والد عادي.

ما الذي يعنيه ان تكون ابنا لأسامة بن لادن؟ بالنسبة للابن الأكبر عمر، بين عشرين طفلا، لم تأت الصورة التي عرف وفقها والده إلا تدريجيا. فقد ظل بعيدا عن كل تلك الخطط التي كان بن لادن وراءها والتي استهدفت حياة آلاف الأبرياء، بمن فيهم بعض من افراد أسرته. طفولة عمر تحددت بعقوبات الضرب المنتظمة مع تدريبات متواصلة للبقاء على قيد الحياة، وسط تنامي عدد التابعين لوالده الذين راحوا ينادونه بـ quot;الأميرquot;، وهناك يبرز في ذاكرة عمر ذلك الملا الأفغاني الذي منح الأب جبلا برمته في منطقة تورا بورا.

جاءت هذه التفاصيل ضمن كتاب عن حياة أسرة أسامة بن لادن تشارك عمر (28 عاما)، ووالدته في كتابته. وحسبما جاء في مجلة quot;التايم الأميركيةquot; الصادرة اليوم 27 أكتوبر 2009، فإن عمر بن لادن ما زال يأمل بتراجع والده عن الإرهاب وتحوله الى أبا عاديا.

وكان الابن بن لادن قد هرب من أفغانستان حينما أصبح واضحا أن الولايات المتحدة تخطط للقيام بغزو أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. الا ان عمر رفض تصديق الاتهامات التي وجهت لوالده بأنه هو المسؤول عن الهجمات، حتى بعد مرور عدة أشهر عليها حينما سمع الصوت المألوف لأذنه على شريط تسجيل يدعي مسؤوليته عنها.

يقول عمر لمراسل quot;التايمquot; عبر التلفون من بلد في الشرق الأوسط: quot; كانت تلك اللحظة نسفا للحلم الذي ظل يراودني والمتمثل في قدوم اليوم الذي يتضح أن العالم كان على خطأ وأن أبي ليس المسؤول عن quot;فظائعquot; هجمات 11 سبتمبر.

يحمل الكتاب عنوانا طويلا: quot;العيش تحت اسم بن لادن: زوجة أسامة والابن يأخذاننا إلى عالمهما السريquot;، نشرته دار quot;سانت مارتن بريسquot;، وهو شهادة قيمة، اذ يأخذنا المؤلفان إلى الحياة الشخصية لأكثر الرجال مطلوبين حول العالم. ويعتمد الكتاب على ذكريات عمر وزوجة أسامة بن لادن الأولى نجوى، الأولى من بين خمس زوجات)، قام بصياغته الكاتب جان ساسون. فيه نتلمس شخصية أسامة بن لادن التي تجعل أفعاله النبيلة مع أتباعه شديدي الطاعة له، الا انه في الوقت نفسه كان شخصا استبداديا يريد دائما أن يكون لديه أكبر عدد ممكن من الزوجات والأطفال من أجل تكوين جنود لحروبه.

ويضيف عمر بن لادن لمجلة quot;التايمquot;، إنه رفض عرضا أميركيا بمنحه اللجوء الى الولايات المتحدة في حالة مساعدته للقبض على أبيه، ويقول: quot;قلت لهم عليكم يا وكالة الاستخبارات الأميركي ومكتب التحقيقات الفيدرالي واجب معرفة أين هو الآن، لكنني لا استطيع مساعدتكما لأني لا أعرفquot;.