تحت شعار quot; من أجلك أنت quot;، افتتح الحزب الوطني الحاكم في مصر أعمال مؤتمره العام السنوي السادس الذي انطلق رسميا يوم السبت، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وسط حالة جدل بِشأن مصير الحكم في البلاد، ومدى صحة التكهنات والرؤى والسيناريوهات التي تتحدث عن خلافة جمال مبارك لوالده الرئيس حسني مبارك، والذي سيلقي بدوره خطابا أمام المؤتمر في جلسة مسائية يوم السبت، وهو الخطاب الذي وصفته مصادر حزبية بأنه سيركز فيه على قضايا التنمية من دون التطرق إلى المسألة الشائكة التي تطرح تساؤلات عما إذا كان يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2011 .
القاهرة: بدأت وقائع مؤتمر الحزب الوطني الحاكم في مصر اليوم السبت بجلسة عامة استعرض فيها صفوت الشريف الأمين العام للحزب تقريرا عن أنشطة الحزب خلال العام الحزبي الماضي وخطة الحزب للعام المقبل تعقبها جلسة عامة ثانية يستعرض فيها زكريا عزمي الأمين العام المساعد لشؤون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية تقريرا عن أنشطة الحزب في مجالات التنظيم والانتخابات الحزبية للوحدات الحزبية التي جرت مؤخرا وكذلك عضوية الحزب.
وفي كلمته الافتتاحية أكد صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، والأمين العام للحزب الوطني أن المؤتمر السنوي ليس مطروحا عليه أي موضوع يتعلق بالترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، وقال الشريف quot;عندما نكون على أبواب الترشيح الرئاسي طبقا للدستور الذي يحدد توقيتا لفتح هذا الترشيح فسوف يقوم الحزب الوطني، وكل الأحزاب الأخرى بإعداد نفسها لتتقدم بمرشحيها للجنة الرئاسية العليا التي نص عليها الدستور في مادته السادسة والسبعين .
وفي ما يتعلق بترشيح رئيس الجمهورية، قال الشريف: إن لدينا مؤتمراً خاصاً باختيار المرشح الذي يتقدم به الحزب لانتخاب رئيس الجمهورية حيث نص النظام الأساسي على عقد هذه المؤتمرات، مشيرا إلى أن الهيئة العليا للحزب الوطني تجتمع وتنتهي إلى اختيار اسم معين بالانتخاب، ثم يطرح هذا الاسم على المؤتمر الخاص، وهذا المؤتمر ليس مؤتمرا عاما، ولا سنويا، وهو مؤتمر يحضره نحو ستة آلاف ممثل للقاعدة العريضة للحزب ، وساعتها سوف يكون الموضوع الرئيس والوحيد المطروح عليه هو اختيار مرشح الحزب الوطني لرئاسة الجمهورية .
ومضى الشريف قائلاً quot;إن منصب رئيس الجمهورية ما زال متبقيا عليه سنتان، وأن الرئيس حسني مبارك يقود مصر، ولديه التزام ببرنامج رئاسي محدد يتحقق منه كل يوم إنجازات عديدةquot;، على حد تعبيره .
وعلى الرغم من تعدد السيناريوهات، وتنوع القراءات بشأن مستقبل الحكم في مصر، فان ما سيحدث فعلاً سيبقى لغزا مرتبطاً بسلسلة معقدة من الاعتبارات فضلاً عما ستسفر عنه نتائج معارك صامتة وخارج دوائر الإعلام عادة، هذا فضلاً عن تصارع قوى الذي لا يظهر للعلن أساساًً إلا في لحظات تاريخية فاصلة .
برنامج المؤتمر
يأتي ذلك بالإضافة إلى عرض ميزانية الحزب تمهيدا لإقرارها والموازنة التقديرية للعام المقبل ، ثم تتوج أعمال اليوم الأول للمؤتمر في جلسة مسائية يلقي خلالها الرئيس حسني مبارك رئيس الحزب خطابه الشامل الذي يسبقه باجتماع مع أعضاء الهيئة العليا للمؤتمر .
أما في اليوم الثاني للمؤتمر الأحد فسوف يستعرض جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات، في جلسة صباحية، تقريرا عن أنشطة المجلس الأعلى للسياسات ولجانه خلال العام الماضي والجهود التي قامت بها في إعداد أوراق العمل والسياسات التي يناقشها المؤتمر تعقبها اجتماعات لمناقشة أوراق السياسات وأوراق العمل التي يتم طرحها على أعضاء المؤتمر، ثم تعقد جلسة يستعرض فيها أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تقرير الحكومة والإنجازات التي حققتها خلال العام الماضي وما تم تنفيذه في إطار البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك .
وفي اليوم الثالث للمؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني يتم استكمال مناقشة أوراق العمل قبل الجلسة الختامية التي يشهدها الرئيس حسني مبارك والتي سيتم خلالها حوار مفتوح مع أعضاء المؤتمر .
وتهتم أوراق المؤتمر بالمواطن المصري البسيط بهدف الارتقاء بمستوى معيشته وتحقيق المساواة في جودة الخدمات المقدمة إليه في كافة المحافظات وكذلك الإجراءات التي تحقق الإسراع بمعدل النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل للشباب وبلورة سياسة زراعية تتناول مختلف مكونات النشاط الزراعي، ومناقشة كافة القضايا التي تؤثرفي حياة الفلاحين .
ووفقاً لمصادر الحزب فإن أوراق المؤتمر تركز على مجال الرعاية الاجتماعية ومشروع قانون التأمينات والمعاشات وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي بما يحقق الحياة الكريمة لكل مواطن، كما يناقش أيضاً دور الثقافة وأهمية إبراز القضايا المرتبطة بها لدورها في الحفاظ على روح الأمة وإحياء ذاكرتها الوطنية .
ويناقش المؤتمر استكمال الاستعدادات لتنفيذ النظام الجديد للثانوية العامة والقبول بالجامعات وتطوير التعليم الفني والصناعي وتوفير الموارد اللازمة لذلك وكذلك مناقشة مشروع قانون التأمين الصحي الشامل لتوفير خدمات الرعاية الصحية لكل المواطنين في جميع المحافظات بغض النظر عن قدراتهم المالية بالإضافة إلى بحث سياسة اللامركزية وتوفير متطلباتها الإدارية والمالية والبشرية لضمان نجاحها .
ويشارك في المؤتمر 60 من المدعوين الأجانب يمثلون 19 دولة عربية وأجنبية ويمثلون شخصيات تشغل مناصب حزبية وبرلمانية وحكومية، كما يشارك عدد من الخبراء في المراكز البحثية والأكاديمية، وأعضاء من البرلمان الأوروبي ، وبرلمانات كندا ، والبرازيل ، وغانا ، وتنزانيا والسودان والصين .
التعليقات