كشفت مصادر سياسية مصرية عن أنّ القاهرة على الرغم من اتجاهها لتقديم طلب إلى الجامعة العربية لعقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية لتقديم التقرير الذي أعدته حول خلفيات تعثر المصالحة الوطنية الفلسطينية، والأطراف التي تعطلها، غير أن المصادر ذاتها نفت أنباء بشأن تخلي مصر عن ملف المصالحة الفلسطينية، على خلفية التأجيل المتكرر للمصالحة وعدم قيام حركة حماس بالتوقيع على الورقة المصرية.

القاهرة: قالت مصادر سياسية إن رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيقدم قريبًا تقريرًا شاملاً بشأن الجهود التي بذلها مع وفدي حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot;، يشرح فيه كافة الخلفيات والتفاصيل التي رفضتها حماس في الورقة المصرية، والملابسات التي أحاطت إنجاز المصالحة والتوقيع عليها الذي كان وشيكًا قبل أيام. ومضت المصادر المصرية ذاتها موضحة أن القاهرة بعد تقديمها ملف المصالحة الفلسطينية للجامعة العربية لن تعلن تخليها عن هذا الملف، لكنها تفكر بإعادة معالجته وفق أسلوب جديد، لم تشأ المصادر الخوض في تفاصيله، باعتباره شأنًا يسبق أوانه، ويرتبط بالتطورات والاتصالات الجارية خلال هذه الأيام.

كما كشفت المصادر ذاتها ما وصفته بخفايا المناورات الأخيرة التي شهدتها عملية تأجيل المصالحة الفلسطينيةrlm;، وأوضحت أن مصر فوجئت بحماس تسوق الذرائع بهدف التسويفrlm;، كما أشارت إلى أن مصر بذلت جهودًا مضنية على مدى أكثر من عام شهد اجتماعات وحوارات ومناقشات مكثفة من أجل الوصول إلى صيغة اتفاق للمصالحة الوطنية تقبلها كافة الأطراف الفلسطينية الفاعلة على الساحة.

ونقلت المصادر المصرية القريبة من ملف الحوار الفلسطيني عن قادة في حركة quot;حماسquot; تأكيدهم بأن الاتصالات مع مصر مازالت مستمرة لمعالجة هذا الموقف المأزوم، بغية التوصل إلى مساحة اتفاق بشأن الورقة المصرية الأخيرة للمصالحة، والتي وقعت عليها حركة فتح، بينما ترفض حماس التوقيع عليها، وتتحفظ على بعض بنودها.

أدوار إقليمية

وأكدت المصادر ذاتها أن مصر قادت جولات الحوار الفلسطيني بفاعليةrlm;، وتدخلت كثيرًا للتوفيق بين مواقف الأطرافrlm;، وعندما وصلت الأمور إلى طريق مسدودrlm;، اقترحت رؤية لحل الخلافاتrlm;، وتجاوبت بالفعل الفصائل والقوى المختلفة مع الجهود المصرية لإنجاح الحوارrlm;، حتى وصلنا إلى لحظة إنهاء الانقسام وتوقيع الاتفاق، ثم فوجئت بموقف حماس الذي وصفته بأنه quot;غير مفهوم، وغير مبررquot;، ويصب في اتجاه التسويف والمماطلةrlm;، ورفض وفد الحركة الحضور إلى القاهرة في الموعد المحددrlm;، بدعوى موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل تقرير quot;غولدستونquot; الذي أدانته حركة حماس نفسهاrlm;، عقب صدوره.

وكانت مصادر دبلوماسية فلسطينية في القاهرة قد أشارت إلى أن المسؤولين المصريين غاضبون للغاية من حركة quot;حماسquot; بسبب التأجيل المتكرر للمصالحة الفلسطينية، ورفض قادة الحركة التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة وإنهاء الانقسام، وأكدت المصادر أن القاهرة تدرك أن قيادة حركة حماس تتعرض الآن لضغوط من قبل دول إقليمية، وأخرى عربية، في إشارة لإيران وسورية، لعرقلة المصالحة للتأثير على دور مصر الإقليمي في المنطقة، على حد تعبير المصادر الفلسطينية التي تحدثت معها quot;إيلافquot; في القاهرة.

وفي السياق ذاته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أن الولايات المتحدة تحقّق تقدمًا في تكوين رؤيتها لإحياء عملية السلام، وتسعى للحصول على تعهدات من الأطراف كافة، وقال إن القاهرة تستشعر أن واشنطن تحقق قدرًا من التقدم في جهودها، وتحاول الحصول على تعهدات وتأكيدات تخدم الرؤية التي تصب في اتجاه دفع عملية السلام على نحو جدي.

ومضى زكي قائلاً إنّ الحديث عن الإطار الزمني متداول منذ 17 عامًا، أي منذ مؤتمر مدريد، وهو أمر لم يعد مقبولاً حتى في المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن الإطار الزمني العملي أمر مطلوب، موضحًا أن الحديث حاليًا هو عن انسحاب شامل بعد عملية تفاوضية تحدّد كل التفاصيل المطلوبة، واعترف بأنّ الربط بين جهود السلام والوضع الفلسطيني الداخلي في ظل استمرار الانشقاق الراهن يحمل قدرًا من الصحة لكن ليس صحيحًا بالمطلق لأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو المفوّض إليه في المفاوضاتquot;، على حد تعبير الدبلوماسي المصري.