الرئيس المصري حسني مبارك في بودابست يوم 13 اكتوبر تشرين الاول 2009. رويترز
نشطاء الخارج ممنوعون من معارضة توريث جمال مبارك

يلف الغموض موضوع إنتخابات الرئاسة المصرية التي ستجرى في عام 2011. ولم يقدم حسني مبارك حتى الان اي معلومات حول اذا اذا كان سيرشح نفسه حين تنتهي فترة رئاسته الحالية.

القاهرة: لم يقل الرئيس المصري حسني مبارك حتى الان اذا كان سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في عام 2011 وتسبب الغموض الناتج عن ذلك في اثارة مخاوف بشأن ما اذا كان بامكانه تأمين إنتقال سلس للسلطة.

وفي عام 2006 قال مبارك انه سيحكم مصر إلى أخر نفس. ولم يقدم أي مؤشر على أنه سيترك الحكم حين تنتهي فترة رئاسته الحالية. وسوف يكون عمره 89 عاما في نهاية فترة رئاسة سادسة. ويعتقد على نطاق واسع أن رجل السياسة جمال مبارك ابن الرئيس المصري هو المرشح الارجح لقيادة مصر الحليفة للولايات المتحدة اذا ترك والده الحكم. لكنه على أي حال ليس الوحيد الذي ينافس على المنصب.

وفيما يلي بعض المرشحين المحتملين:

جمال مبارك:

تذهب أكثر وجهات النظر ذيوعا الى أن جمال (45 عاما) ابن مبارك والمصرفي السابق وهو الابن الاصغر للرئيس من بين ابنين يجري اعداده للحكم. وينفي كل من الرئيس المصري وابنه هذا الامر. ويشغل جمال منصب الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومنصب أمين السياسات في الحزب.

كما يرأس المجلس الاعلى للسياسات التابع لامانة السياسات. وهو متصل عن قرب باجراءات الاصلاح الاقتصادي وله حلفاء تكنوقراط في حكومة والده. كما أنه مسموع الكلمة لدى المستثمرين. لكن جمال - على عكس جميع الرؤساء الثلاثة الذين شغلوا المنصب بعد ثورة عام 1952 - ليس له خلفية عسكرية. ويقول محللون ان هذا الامر قد يمثل عقبة كبيرة أمام توليه المنصب.

عمر سليمان مدير المخابرات العامة:

هو أبرز المرشحين بعد جمال مبارك لخلافة الرئيس المصري. وسليمان مساعد مقرب للرئيس وبرز كوسيط مهم في عملية السلام في الشرق الاوسط وكذلك بين الفصائل الفلسطينية. ويقول محللون ان قيامه بمثل هذه المهمة يدل على انه يتمتع ثقة مبارك الذي يحب أن يؤكد دور مصر القيادي في صنع السلام في المنطقة. ونادرا ما يتحدث سليمان للجمهور.

وحتى اذا لم يبرز سليمان كمرشح فعلي للرئاسة فان الكثيرين يقولون انه يمكن أن يكون صانع الرئيس.

عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية:

لم يستبعد موسى (73 عاما) الوزير السابق للخارجية السعي لرئاسة البلاد حين سئل من جانب صحيفة مصرية في وقت سابق من الشهر الحالي. وأدى ذلك لاثارة التكهنات بانضمامه لقائمة المتنافسين. ونال موسى ثناء الكثيرين من المصريين العاديين لانتقاده اسرائيل والسياسة الامريكية في الشرق الاوسط. وفي انتخابات عام 2005 أطلقت جماعة مصرية حملة تدعوه لخوض الانتخابات.

محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية:

ظهرت الرغبة لدى عاملين في الحقل الجامعي وليبراليين في ترشيح البرادعي وهو مصري كمرشح يمكن أن يكون عليه توافق. ومع ذلك فان محللين قليلين يرونه منافسا جادا ويقولون ان الحديث عن البرادعي ربما يعكس بروزه على المسرح الدولي أكثر من أن يكون قائما على تقدير صحيح لنفوذه أو رغبته في تقلد المنصب الاعلى في مصر.

وفي نفس الوقت فان البرادعي ليس عضوا في هيئة عليا لاي حزب وهو شرط لازم لترشحه الا اذا ضمن تأييد أعضاء في المجالس المنتخبة.

أيمن نور السياسي المعارض:

احتل نور المرتبة الثانية بفارق كبير في الاصوات بعد مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005 وهي أول انتخابات رئاسة تنافسية لكنه سجن في وقت لاحق بتهم تزوير يقول انها لفقت لابعاده عن الحياة السياسية. وأفرج عن نور أوائل العام الحالي لاسباب صحية لكنه لدى خروجه من السجن وجد حزب الغد الذي أسسه ممزقا بعد أن حاول جناح منشق موال للحكومة السيطرة على الحزب.

وادانة نور من قبل محكمة جنايات القاهرة بالتزوير وهي جناية مخلة بالشرف تجعله غير مؤهل للانتخابات. لكنه قال انه سيتحدى مبارك عام 2011 اذا استطاع التغلب على الحظر. وفي وقت سابق من هذا العام شن نور حملة لمنع جمال من خلافة والده.

الاخوان المسلمون:

تمثل جماعة الاخوان المسلمين أكبر تهديد لهيمنة الحزب الوطني الديمقراطي على الحياة السياسية ويشغل أعضاء فيها نحو خمس مقاعد مجلس الشعب تالية للحزب الوطني الديمقراطي. لكن الجماعة التي يتعرض أعضاء فيها للاحتجاز من وقت لاخر في حملات امن محظورة وأي مرشح منها مضطر لخوض الانتخابات مستقلا وهو أمر عسير تماما بمقتضى قواعد الانتخاب في مصر.

ومن أجل أن يكون ممكنا للمستقل الترشح لانتخابات الرئاسة يتعين أن يحصل على تزكية 65 عضوا منتخبا في مجلس الشعب و25 عضوا منتخبا في مجلس الشورى و140 عضوا في المجالس المحلية للمحافظات.

وكل هذه المجالس يهيمن عليها الحزب الحاكم. ويقول محللون ان من المستحيل أن يحوز مرشح من جماعة الاخوان المسلمين تأييدا في تلك المجالس يؤهله لخوض انتخابات الرئاسة. ويلزم للترشيح لانتخابات الرئاسة أن يكون المرشح عضوا في الهيئة العليا لاحد الاحزاب لمدة عام على الاقل وأن يكون الحزب ممثلا في مجلس الشعب أو مجلس الشورى. والاحزاب القائمة على أساس ديني محظورة في مصر وهذا هو الاساس في حظر الاخوان المسلمين.