حظيت خيارات النخبة في كل من الولايات المتحدة الأميركيةوإيران، سواء في ما يتعلق بالعلاقات المشتركة أو التعامل مع ملف طهران النووي، باهتمام كبير من قبل مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام المختلفة، ما أدى إلى نوع من quot; التجاهل الإعلامي quot; لتوجهات الرأي العام في البلدين بشأن تلك القضايا، خاصة على الجانب الإيراني.

واشنطن: يستعرض هذا التقرير توجهات كل من الرأي العام الإيراني والأميركي تجاه ملف العلاقات المشتركة، وقضية البرنامج النووي الإيراني، والخيارات المطروحة من قبل الطرفين للتعامل مع هذه القضايا.

البرنامج النووي الإيراني. قضية قومية؟

تحرص الحكومة الإيرانية على تصوير قضية البرنامج النووي باعتبارها quot;مشروعًا وطنيًا يحظى بدعم كل الإيرانيينquot;، ويركز الخطاب الإعلامي الرسمي وكذلك تصريحات المسؤولين الإيرانيين دائمًا على أن هدف الدول الغربية الأساسي ليس منع إيران من تخصيب اليورانيوم واستخدامه لإنتاج سلاح نووي، لكن منع إيران من الوصول إلى الطاقة النووية، لكي تبقى متخلفة ومعتمدة على الغرب.

وفي هذا الإطار فسر آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، في خطاب له أمام طلاب المدارس الثانوية في مارس 2005، معارضة الدول الغربية للبرنامج النووي الإيراني بالقول: quot;إنهم معارضون لتقدم الأمة الإيرانية وتطورها. إنهم لا يريدون لبلد إسلامي مستقل أن يحقق تقدمًا علميًا ويمتلك تكنولوجيا متطورة في منطقة الشرق الأوسط. لهذا السبب هم يعارضون امتلاكنا تكنولوجيا حديثة ويعارضون إحراز شبابنا أي تقدم في الميادين العلميةquot;.

وأضاف خامنئي quot;من الصعب على الاستكبار العالمي القبول بأن الأمة الإيرانية الموهوبة تمكنت من القيام بخطوات جبارة في ميدان العلم والتكنولوجيا، ولا سيما في ميدان التكنولوجيا النووية. إنهم يريدون أن تبقى طاقة إيران معتمدة على النفط بما أن النفط حساس لسياسات القوى العالمية. إنهم يرمون إلى السيطرة على الأمم الأخرى بحبال غير مرئيةquot;.

ويبدو هذا المنطق واضحًا أيضًا في تصريحات علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، حينما يقول: quot;يريد الغرب صنفين من الأمم: الدول التي تمتلك التكنولوجيا النووية ويمكنها أن تتقدم، ودول أخرى يقتصر إنتاجها على عصير الطماطم ومكيفات الهواءquot;.

ونتيجة لهذه الرؤية التي تتعامل بها الحكومة الإيرانية مع البرنامج النووي، أي التعامل معه كقضية وطنية، يعتقد كثير من المتخصصين في الشؤون الإيرانية أن طهران قد نجحت إلى حدّ كبير في حشد دعم شعبي كبير لبرنامجها النووي باعتباره quot;مسألة فخر وطنيquot;. لكن فريقًا آخر من المراقبين يذهب إلى أن الحماس الذي يبديه كثير من الإيرانيين للبرنامج النووي لا يجب أن يؤخذ كدليل على أن الشعب الإيراني يشارك الحكومة في وجهة نظرها. ويتمثل منطق هؤلاء في أن القضية النووية لا تمثل مسألة حيوية بالنسبة إلى الرأي العام الإيراني quot;لأنها لا يمكن أن تحل له مشاكله اليومية مثل البطالة، كما أنها لن تساعد على تحسين روابط إيران التجارية مع باقي دول العالم وتحسين أداء الاقتصادquot;.

قيود على استطلاعات الرأي

وفي هذا الإطار يؤكد quot;كريستوفر دي بيلاغي quot; مراسل مجلة quot;الايكونومستquot; الذي قضى سنوات عديدة في طهران، على أن هناك شكوكًا كثيرة حول الدعم الشعبي للمشروع النووي. ويقول quot;دي بيلاجيquot; إن المؤيدين للبرنامج النووي هم أقلية، quot;فالناس في إيران اليوم يهتمون بالقضايا الدنيوية التي تمس أمور حياتهم اليومية مثل أسعار المنتجات أو تغيير الشروط المطلوبة للخدمة العسكريةquot;.

ويضيف quot;في الأربع سنوات التي قضيتها في إيران لم أشاهد أبدًا مناقشة تلقائية حول البرنامج النووي بين الطبقة المتوسطة الإيرانية. صحيح أن استطلاعات الرأي القليلة المدعومة من جانب المؤسسات الحكومية المحافظة تظهر وجود رأي عام قوي داعم أو مؤيد للبرنامج النووي الإيراني، لكن ثمة أسبابًا عدة تدفع نحو إثارة الشكوك حول نتائج هذه الاستطلاعات أهمها: الانفصال الواضح بين المواطن الإيراني والقضايا السياسية، والغموض الكبير الذي يحيط بدورة الوقود النووي، يضاف إلى ذلك سيطرة أجهزة الإعلام الإيرانية المحلية مباشرة على مناقشة هذا الموضوع وبحثهquot;.

ويمكن إرجاع هذا التضارب في الحديثإلى مدى دعم الإيرانيين للبرنامج النووي إلى عامل رئيس وهو غياب استطلاعات الرأي العام داخل لإيران، فمسألة قياس الرأي العام داخل إيران مسألة شديدة صعوبة تتطلب درجة متقدمة من الحرية والشفافية لا تتوافر في الحالة الإيرانية. فضلاً عن أنه لا يمكن الوثوق بالاستطلاعات التي تجريها الحكومة الإيرانية. وحتى الاستطلاعات المستقلة التي تجريها مؤسسات أو شخصيات مستقلة لا يتم السماح بها إلا في أضيق الحدود، وعادة ما تؤدي إلى عواقب وخيمة.

فعلى سبيل المثال قام عباس عبدي Abbas Abdi- وهو إصلاحي بارز كان من أشد المؤيدين للتيار المحافظ وشارك في احتجاز الرهائن الأميركيين داخل السفارة في الرابع من نوفمبر عام 1979- بإجراء استطلاع مستقل، في العام 2003، توصل من خلاله إلى أن 75% من الإيرانيين يفضلون وجود علاقات مع الولايات المتحدة. وكان من تداعيات ذلك أن تم القبض عليه وسجن لفترة وجيزة بسبب نشر هذه النتائج، ووجهت إليه السلطات الإيرانية تهمة الارتباط بالعناصر الأميركية والمخابرات البريطانية، وهي جهات ترى الحكومة الإيرانية أنها تمارس quot;حربًا نفسية تهدف إلى إسقاط النظامquot;.

ونتيجة لتلك الصعوبات التي تواجه استطلاعات الرأي العام في إيران، لا يمكن الجزم بشكل قاطع بتوجهات الرأي العام الإيراني. ولعل ذلك ما يفسر قلة الدراسات التي تعرضت لتوجهات الشارع الإيراني، خاصة بشأن البرنامج النووي. (أهمها دراستان: الأولى للباحث المرموق كريم سيجادبور تحت عنوان quot;كيف نفهم الشارع الإيراني؟quot;، دورية quot;واشنطن كوارتيرليquot;، شتاء 2006-2007. والدراسة الثانية للباحث مايكل هيرزوغ الصادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تحت عنوان quot;الرأي العام الإيراني والقضية النوويةquot; يونيو 2006.

الرأي العام الإيراني والقضية النووية

لم تحل الصعوبات السابقة دون قيام مراكز استطلاعات الرأي العام العالمية بمحاولات للإجابة على سؤال (ماذا يريد الإيرانيون؟)، وإن كانت قدرة هذه الاستطلاعات على التعميم وإمكانية الاعتماد عليها بشكل قطعي لمعرفة توجهات الإيرانيين، تظل محل شك. فضلاً عن التساؤلات المتعلقة بمدى توافر الشروط الموضوعية في الاستطلاع من حيث نوع العينة ومدى تمثيلها للمجتمع الإيراني. وكان آخر هذه المحاولات، استطلاع للرأي أجراه مشروع quot;الرأي العام العالميquot; على نحو 1.003 إيرانيا في الفترة بين 27 من أغسطس و10 من سبتمبر 2009، بهامش خطأ يبلغ 3.1٪، وذلك عبر الهاتف من خارج إيران.

ومشروع الرأي العام العالمي هو quot;مشروع دولي تعاوني يهدف إلى معرفة توجهات الرأي العام في مختلف أنحاء العالم حول القضايا الدوليةquot;. وقد أنشأ المشروع، ويتم إدارته، من قبل برنامج توجهات السياسة العالمية بجامعة ميريلاند الأميركية.

وقد توصل الاستطلاع إلى مجموعة من النتائج تشير إلى أن معظم الإيرانيين:

أولاً: يعارضون امتلاك سلاح نووي: فقد أعرب حوالي 58% من العينة عن رفضهم لتطوير إيران لقنبلة ذرية، بما في ذلك 3٪ أبدوا معارضتهم التامة للبرنامج النووي. وفي المقابل يؤيد 38٪ من الإيرانيين تطوير قنبلة ذرية.

ثانيًا: يؤيدون استمرار تخصيب اليورانيوم: فعند سؤالهم عما إذا كانوا يؤيدون اتفاقًا يتم بموجبه إزالة العقوبات مع السماح لإيران بمواصلة برنامجها النووي بشرط وقف تخصيب اليورانيوم، أبدى 55% من الإيرانيين رفضهم لهذه الفكرة، ولم يؤيدها سوى 31% فقط، في حين رفض 14٪ الإجابة على السؤال. وحتى من بين أولئك الذين قالوا إنهم صوتوا لصالح مرشح المعارضة مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية الماضية (12 من يونيو 2009)، عارض 51٪ موافقة إيران على التخلي عن تخصيب اليورانيوم، في حين أيد 43٪ هذه الفكرة.

ثالثًا: يؤيدون الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة: فقد أبدى 60% من الإيرانيين موافقتهم على دخول بلادهم في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، في حين عارض 30٪ من الإيرانيين إجراء مفاوضات quot;كاملة وغير مشروطةquot; بين الحكومة الإيرانية والولايات المتحدة، ويمكن إرجاع ذلك إلى تزايد ثقة الإيرانيين في قدرة بلادهم على تحمل الضغط، فحوالى 57% منهم يقولون إنه على مدى السنوات الأربع الماضية أصبحت إيران أكثر قدرة على الوقوف في وجه الضغوط الخارجية.

رابعًا: يؤيدون التوصل لاتفاق مع الولايات يضمن استمرار التخصيب: فعند سؤال المعارضين لوقف تخصيب اليورانيوم عما إذا كانوا يؤيدون صفقة أخرى من شأنها أن ترفع العقوبات عن طهران وتسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم، لكن مع منح المفتشين الدوليين سلطات غير مقيدة في الوصول إلى جميع المنشآت النووية الإيرانية للتأكد من أن طهران لا تنتج قنبلة ذرية قنبلة، قال 34% (من العينة كلها) إنهم يفضلون التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل، بينما أبدى 22٪ معارضتهم لمثل هذا الاتفاق.

ويعني ما سبق أن ما مجموعه 65٪ من الإيرانيين (31% وافقوا على اتفاق يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم و34% وافقوا على التوصل لاتفاق) يعربون عن استعدادهم لعقد اتفاق ما من شأنه أن يمنع إيران من صنع سلاح نووي.

خامسًا: يرون العقوبات ضارة ويتوقعون فرض مزيدٍ منها في المستقبل: فعند سؤالهم عما إذا كانت العقوبات التي فرضت على إيران كان لها أثر سلبي على الوضع في إيران، قال 60٪ من المستطلع آراؤهم إن العقوبات كان لها بعض الآثار السلبية، في حين قال 23٪ إنه كان هناك كثير من الآثار السلبية، وذهب 30% إلى أن العقوبات إما لم يكن لها سوى تأثير ضئيل (15٪) أو لا تأثير لها (15٪). وتوقع 70٪ من الإيرانيين فرض عقوبات على إيران في المستقبل، إذا واصلت بلدهم تخصيب اليورانيوم، مقابل 19% لم يتوقعوا ذلك.

وتثير النتائج السابقة ملاحظة أساسية مفادها أن مواقف الرأي العام الإيراني تقترب إلى حد كبير من موقف إيران الرسمي، على الأقل في جانبه المعلن، ويتضح ذلك بصورة أساسية في رفض غالبية الإيرانيين لوقف تخصيب اليورانيوم، ورفض امتلاك الأسلحة النووية. ويحرص المسؤولون الإيرانيون دائمًا في كل مناسبة مواتية على التأكيد على أن بلادهم لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.

الرأي العام الأميركي وملف إيران النووي

على الجانب الآخر، ومن خلال استطلاعات الرأي المختلفة التي تناولت موقف الرأي العام الأميركي من قضية البرنامج النووي الإيراني، أو التعامل مع إيران بشكل عام، يمكن الوصول إلى مجموعة من النتائج الرئيسة، تشير إلى أن غالبية الأميركيين:

أولاً: يهتمون بقضية البرنامج النووي الإيراني: فقد أظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في الفترة من 30 من سبتمبر- 4 من أكتوبر 2009، أن 41% من الأميركيين قد سمعوا كثيرًا عن الملف النووي الإيراني، (وهي النسبة ذاتها في سبتمبر 2006)، بينما قال 41% إنهم سمعوا قليلاً (وهي نسبة أقل من عام 2006، 44%)، في حين قال 18% من الأميركيين إنهم لم يسمعوا شيئًا عن ملف إيران النووي، وهي نسبة أكثر من عام 2006، حيث كانت نسبتهم 14%.

ثانيًا: يعتقدون أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية: ففي استطلاع للرأي العام أجرته كل من quot;شبكة سي. إن. إنquot; ومؤسسة بحوث استطلاع الرأي، في الفترة من 16-18 من أكتوبر 2009، أعرب 88% من الأميركيين عن اعتقادهم أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، مقابل 11% رفضوا ذلك، و2% غير متأكدين.

واللافت هنا أن نسبة من اعتقدوا في سعي إيران لامتلاك سلاح نووي قد تزايدت بصورة ملحوظة، حيث كانت نسبة من يعتقدون ذلك في عام 2007 حوالى 61%. ولعل ذلك يرجع إلى الزيادات المتكررة في أجهزة الطرد المركزي، التي تعلن عنها طهران بصورة مستمرة، وإصرار الأخيرة على المضي قدمًا في تخصيب اليورانيوم.

ثالثًا: يؤيدون الطريقة التي يتعامل بها أوباما مع إيران: ففي استطلاع رأي لشبكة quot;سي بس إسquot;، في الفترة بين 5-8 أكتوبر 2009، أعرب 43% من الأميركيين عن موافقتهم على الطريقة التي يتعامل بها أوباما مع إيران، بينما أبدى 35% معارضتهم لأسلوب أوباما، في حين قال 22% إنهم غير متأكدين.

وفي استطلاع مركز بيو- السابق الإشارة إليه- قال 17% من الأميركيين إنهم يثقون بشكل كامل في أن أوباما يفعل الشيء الصحيح تجاه إيران، وأبدى 34% ثقتهم الكبيرة في تعامل أوباما مع إيران، في حين أعرب 24% أنهم لا يثقون لحد كبير في تعامل أوباما مع إيران، بينما عبر 20% عن عدم ثقتهم على الإطلاق.

رابعًا: يؤيدون عقد مفاوضات مباشرة مع اعتقادهم أنها لن تثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي: فقد أبدى 78% من الأميركيين موافقتهم على الدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران في محاولة لمنعها من تطوير سلاح نووي، في حين رفض 22% الدخول في مثل هذه المفاوضات، وذلك بحسب استطلاع quot;سي إن إنquot; ومؤسسة بحوث استطلاع الرأي- سبقت الإشارة إليه. وفي استطلاع مركز بيو للأبحاث، أعرب 63% من الأميركيين عن موافقتهم على الدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران، بينما رفض 28% منهم ذلك، وأعرب 9% عن عدم تأكدهم.

وعلى الرغم من موافقة الأميركيين على الدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران، فإن غالبيتهم رأوا أن هذه المفاوضات لن تثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي. ففي استطلاع مركز بيو للأبحاث، أعرب 64% من الأميركيين عن أن المفاوضات لن تثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي، في حين رأى 22% أن المفاوضات قد تكون مجدية في هذا الإطار.

خامسًا: يؤيدون فرض عقوبات جديدة، مع اعتقادهم عدم جدواها أيضًا: فحوالي 77% من الأميركيين يوافقون على فرض عقوبات اقتصادية على إيران في محاولة لمنعها من امتلاك سلاح نووي، في حين يعارض 21% فرض مثل هذه العقوبات، بحسب استطلاع quot;سي إن إنquot; ومؤسسة بحوث استطلاع الرأي.

وفي استطلاع مركز بيو للأبحاث، أعرب 78% من الأميركيين عن موافقتهم على فرض عقوبات دولية مشتركة ضد إيران، بينما رفض 12% فرض مثل هذه العقوبات.

والغريب في الأمر أن غالبية الأميركيين- بحسب الاستطلاع السابق- يعتقدون أن العقوبات لن تكون ذات جدوى. فقد أعرب 56% عن عدم اعتقادهم أن العقوبات ستؤدي إلى تخلي طهران عن برنامجها النووي، في حين رأى 32% أن العقوبات قد تحقق ذلك.

سادسًا: يؤيدون عملاً عسكريًّا لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي: فقد أبدى 54% من الأميركيين موافقتهم على قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، في حين رفض 45% مثل هذا الخيار، بحسب استطلاع quot;سي إن إنquot; ومؤسسة بحوث استطلاع الرأي.

وعند سؤالهم عن ما - من وجهة نظرهم- منع إيران من تطوير أسلحة نووية، حتى لو كان ذلك يعني القيام بعمل عسكري، أم تجنب الصراع العسكري مع إيران، حتى لو عنى ذلك إمكانية تطويرها لسلاح نووي؟ قال 61% من الأميركيين إن منع إيران من امتلاك سلاح نووي هو الأهم، حتى لو كان ذلك بوساطة عمل عسكري، في حين أعرب 24% عن أن تجنب الصراع العسكري مع إيران هو الأهم.

وتثير النتائج السابقة مجموعة من الملاحظات الأولية، يتمثل أهمها في:

أولاً: لا يوجد اتفاق بين الأميركيين حول خيار محدد للتعامل مع إيران، فنسب تأييدهم لخيارات التفاوض وفرض العقوبات وحتى العمل العسكري تكون متقاربة، وهو الأمر ذاته الذي تعاني منه النخبة الأميركية، كما سبق توضيحه في تقرير سابق تحت عنوان quot;جدل أميركي حول خيارات التعامل مع إيرانquot;.

ثانيًا: لا يثق الأميركيون في قدرة أي من الخيارات المطروحة على إثناء إيران عن المضي قدمًا في برنامجها النووي. فعلى الرغم من تأييدهم للتفاوض مع إيران، لا يعتقد الأميركيون أن هذا الخيار سيدفع إيران إلى إنهاء برنامجها النووي، والأمر ذاته ينطبق على العقوبات.

ثالثًا: ما زال العمل العسكري يحظى بدعم جانب كبير من المجتمع الأميركي رغم الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان.

تقرير واشنطن