برغم تدخلات رسمية على أعلى مستوى فقد فشل مجلس النواب العراقي اليوم في التصويت للمرة السابعة على قانون الانتخابات في ظل فقدان أي حل لمعضلة كركوك التي تعرقل تمريره في وقت اصبحت تثار فيه شكوك حول امكانية اجراء الانتخابات التشريعية بموعدها المقرر في 16 كانون الثاني (يناير) المقبل.. فيما قرر رئيس الوزراء نوري المالكي تشكيل لجنة دائمة لمعالجة الحالات الطارئة والاستثنائية تضم ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والصحة والكهرباء وامانة بغداد كما نقل عنه مركز الاعلام الحكومي.

أسامة مهدي من لندن: بحث رئيس الوزراء نوري المالكي مع رئيس مجلس النواب أياد السامرائي اخر المستجدات على الساحة السياسية والعقبات التي تواجه إقرار قانون الانتخابات وسبل حل أزمة كركوك. كما بحثا quot; التحالفات السياسية للمرحلة المقبلة وتبادلا وجهات النظر حول العملية السياسية وافاق تطورها بما يحقق طموحات الشعب العراقيquot; كما قال بيان لمكتب إعلام مجلس النواب وصل نسخة منه الى quot;إيلافquot; اليوم.

ومن جهته أجرى نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي اتصالا هاتفيا مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وبحث معه لأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة.

كما بحث عبد المهدي في اتصال هاتفي مماثل مع رئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور برهم صالح آخر المستجدات في الوضعين الأمني والسياسي وقضية الانتخابات. وقد اجتمع مجلس النواب اليوم لكن موضوع التصويت على قانون الانتخابات لم يدرج على جدول اعماله كما كان مقررا حيث بدأت جلسته للتصويت على قانوني زيادة رواتب المتقاعدين والخدمة والتقاعد العسكري.

وتدور خلافات كبيرة بين الاكراد الذين يصرون على اجراء الانتخابات في محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والتي يطالبون بضمها الى اقليمهم الشمالي باستخدام سجل الناخبين لعام 2009 فيما يرفض عرب وتركمان المحافظة هذا السجل الذي يقولون ان الاكراد اضافوا له بشكل غير شرعي الاف الاسماء الكردية ويدعون الى تاجيل الانتخابات فيها عاما واستخدام سجل عام 2004.

وقدمت الامم المتحدة مقترحا جديدا لحل الازمة ستم مناقشته داخل المجلس من اجل التوصل الى حل لهذه الازمة يمهد للتصويت على التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات حيث ينص على اجراء الانتخابات في كركوك في 16 كانون الثاني (يناير) وفق سجل الناخبين عام 2009 على ان تشكل لجنة تضم مفوضية الانتخابات وبعثة الامم المتحدة وممثلين عن البرلمان لتدقيق سجلات الناخبين، على ان لا تجري انتخابات اخرى، الا بعد تدقيق هذه اللجنة لتلك السجلات.

وقد ابدى النائب عن الكتلة الكردية محمود عثمان امتعاضه الشديد من مواقف النواب العرب والتركمان عن محافظة كركوك مشدد على انهم لا يعبرون عن راي اهالي المحافظة. واضاف في quot;هم من يعارض مقترح المنظمة الدولية وليس الاكراد.. النواب التركمان والعرب رايهم مخالف لراي مواظني محافظة كركوكquot;.

وشدد عثمان على ان كتلته سوف لن تدخل جلسة البرلمان للتصويت على قانون الانتخابات اذا تضمن عدة مقترحات حول انتخابات كركوكquot;. وقالquot;نجري مفاوضات اللحظة الاخيرة ولانستبعد الابقاء على القانون الحاليquot;. وعلى صعيد اخر وجه رئيس الوزراء نوري المالكي وزارة الداخلية بتشكيل لجنة دائمة لمعالجة الحالات الطارئة والاستثنائية.

وذكر مصدر في الامانة العامة لمجلس الوزراء ان رئيس الوزراء امر خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بتشكيل اللجنة التي سيرأسها مدير عام دائرة الدفاع المدني في وزارة الداخلية وعضوية ممثلين من ذوي الخبرة والاختصاص عن وزارات الدفاع والداخلية والصحة والكهرباء وامانة بغداد كما نقل عنه مركز الاعلام الحكومي.

وأضاف المصدر ان اللجنة ستتولى مهام التنسيق والتعاون والمتابعة مع الجهات المختصة لادارة عمليات الطوارئ والاغاثة وتوجيه الجهد المركزي للدولة في معالجة الحالات الاستثنائية الناجمة عن الحوادث المختلفة، والاعمال الارهابية. ويأتي تشكيل هذه اللجنة اثر تكرر حوادث التفجيرات الدامية التي تعرض لها العراق مؤخرا وادت الى تدمير مقار وزارات ومؤسسات حكومية وسط بغداد حيث قتل واصيب فيها اكثر من الف و500 عراقيا.

المرشحون المحتملون لمنصب رئيس الوزراء في العراق( رويترز)
الى ذلك،تتنافس مجموعة من التحالفات في الانتخابات البرلمانية العراقية التي تجرى يوم 16 يناير كانون الثاني وليس من المرجح أن يحصل أي منها على أغلبية واضحة. وهذا يعني أن البرلمان سيستغرق أسابيع ان لم يكن شهورا في اختيار رئيس الوزراء المقبل.
وفيما يلي الشخصيات السياسية التي ورد ذكرها كمرشحين محتملين لرئاسة الوزراء:

نوري المالكي - يتنافس رئيس الوزراء الحالي في الانتخابات المقبلة على رأس ائتلاف quot;دولة القانونquot;. وفي حين أن حزب الدعوة الذي ينتمي له ذا جذور اسلامية فان المالكي أعاد تصوير نفسه باعتباره شخصية قومية علمانية تخوض الحملة الانتخابية على أساس تحسين الوضع الامني بشكل يحقق له شعبية كما يدعو الى تحسين الخدمات العامة ويشجع رؤية عراق موحد وقوي. والائتلاف الذي يقوده في الانتخابات الوطنية المقبلة مماثل في طبيعته للائتلاف الذي كان أداؤه قويا خاصة في الجنوب الذي تسكنه أغلبية شيعية في انتخابات المحافظات في يناير كانون الثاني من هذا العام. وشهدت الشهور الاخيرة من فترة ولاية المالكي تدفقا لصفقات تقدر بمليارات من الدولارات مع كبرى شركات النفط العالمية في خطوة يقول محللون انها تهدف الى ابلاغ الناخبين أنه يعتزم أيضا تشجيع الرخاء. وظهر المالكي كزعيم قوي وينظر له أنصاره على أنه صادق ونزيه. لكن البعض ينظر للمالكي على أنه سريع الغضب وانه مسبب للانقسام فقد تمكن من تحويل حلفاء سياسيين سابقين الى أعداء ويشكك من ينتقدونه في مدى استعداده للسعي للمصالحة مع السنة الذين كانت في أيديهم مقاليد الامور خلال عهد الرئيس الراحل صدام حسين.

بيان جبر - زعيم بارز في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهو من الحلفاء الرئيسيين السابقين للمالكي الذين تحولوا لمنافسين في الانتخابات. تولى جبر منصب وزير المالية في حكومة المالكي وكان أيضا وزيرا للداخلية خلال حكومة ابراهيم الجعفري عندما كانت فرق الاغتيالات تعيث فسادا في وزارة الداخلية. ولم تكن الفوضى التي كانت تحكم الوزارة في صالح جبر. درس جبر الهندسة التي كان لها أثر عليه كوزير للمالية. وينظر لخطابه على أنه عملي أكثر منه سياسي.

أياد علاوي - كان علاوي وهو شيعي علماني رئيسا للوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة من 2004 الى 2005. وتفتت القائمة العراقية الوطنية التي يتزعمها لكنه شكل تحالفا يسمى قائمة عراقية ومن المحتمل أن ينضم أيضا السياسي السني البارز صالح المطلك ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. وأصبح علاوي الذي درس الطب منتقدا رئيسيا لحكومة المالكي وللغزو الامريكي. وكان ينتقد أيضا بشدة التدخل الايراني في العراق وخاصة دعم طهران لميليشيا شيعية. وقيل ان علاوي سعى منذ ذلك الحين لاصلاح العلاقات مع الاثنين. وهو يتحدث الانكليزية بطلاقة.

ابراهيم الجعفري - كان الجعفري الذي درس الطب وهو سياسي شيعي رئيسا لوزراء العراق في الحكومة الانتقالية بين 2005 و2006. وكان الجعفري رئيسا لحزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي لكنه انسحب منه وسط خلافات. وانضم الى الائتلاف الوطني العراقي الذي يرأسه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي.

عادل عبد المهدي - قيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وعضو في عائلة تمتهن السياسة منذ عصر الملكية. وكان عبد المهدي عضوا في حزب البعث قبل تولي صدام السلطة ثم أصبح ماركسيا بارزا ثم اسلاميا في نهاية الامر. وهو حاليا أحد نائبي رئيس البلاد بعد أن تولى منصب وزير المالية في حكومة علاوي. وينظر له على أنه مؤيد للاستثمار الاجنبي والاعمال ويتحدث الفرنسية بطلاقة.

أحمد الجلبي - هو شيعي علماني وأصبح زعيما بارزا للمؤتمر الوطني العراقي الذي كان أعضاؤه منفيين والذي قام بدور رئيسي في تشجيع الادارة الامريكية والرئيس الامريكي السابق جورج بوش على غزو العراق والاطاحة بصدام. وكان ينظر له في واشنطن يوما على أنه الزعيم العراقي المفضل للولايات المتحدة في العراق لكنه فقد دعم الامريكيين وسط اتهامات بأنه أوصل معلومات الى ايران. وانضم الجلبي الى الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي.

جواد البولاني - هو حاليا وزير الداخلية. ويعتقد أن البولاني أثار غضب اخرين في الحكومة خاصة المالكي عندما شكل الحزب الدستوري قبل انتخابات المحافظات في يناير كانون الثاني 2009 . ولم يكن أداء الحزب قويا وكان كثيرون يتوقعون أن يتحالف البولاني مع المالكي في الانتخابات الوطنية. وبدلا من ذلك شكل تحالفا مع أحمد أبو ريشة وهو أحد زعماء مجالس الصحوة العراقية وأحمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني وهو هيئة حكومية تشرف على المساجد والممتلكات لسنة العراق وقائمتهم هي ائتلاف وحدة العراق. وكان البولاني ضابطا بالجيش خلال حكم صدام.

قاسم داود - سياسي شيعي ليبرالي وكان عضوا في قائمة عراقية التي شكلها علاوي ووزيرا للامن الوطني في حكومة علاوي. وترك القائمة للانضمام الى التحالف الشيعي المؤيد لحكومة المالكي وتحالف مع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والائتلاف الوطني العراقي الذي يقوده الصدريون في الانتخابات المقبلة.

رعد مولود مخلص - ينحدر من عائلة شهيرة من الساسة السنة والتي تتمركز في تكريت مسقط رأس صدام. ومخلص ليس مشهورا بصورة كبيرة وانضم الى ائتلاف وحدة العراق الموحد الذي شكله البولاني. وقمع صدام عائلته بشدة وتم اعدام بعض أقاربه. رأس مخلص حزبا خاض به الانتخابات الماضية التي أجريت في 2005 لكن أداءه لم يكن قويا.