امتلأت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم بخبر الاستيلاء على السفينة فرانكوب المحملة بمئات الأطنان من القذائف والصواريخ المتوجهة الى حزب الله والتي اعتبرتها quot;هدية من السماءquot; في ظل المناقشات الدائرة في أروقة الأمم المتحدة حول تقرير غولدستون.
تل أبيب: لم تحلم تل أبيب في أوج مناقشات الأمم المتحدة لتقرير غولدستون أن تحصل على quot;هدية من السماءquot; بهذا الحجم، اكثر من خمس مئة طن من القذائف والصواريخ، تم ضبطها على متن السفينة فرانكوب بينما كانت في طريقها إلى حزب الله، وأكبر دليل يمكن لتل أبيب أن تلوح به تصديقا لمكافحتها quot;للإرهابquot;، هذه عمليا خلاصة ما كتبته الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، في معرض تعليقها على قيام وحدات كوماندو بحرية بالاستيلاء على السفينة quot;فرانكوبquot; في عرض البحر، وهي محملة بأطنان من القذائف لصاروخية، التي قالت تل أبيب إنها تكفي لمد حزب الله بالسلاح لشهر كامل من القتال ضد إسرائيل.
وامتلأت الصحف الإسرائيلية بالتفاصيل والصور التي توضح حجم السلاح الذي تم ضبطه على متن السفينة، ووجهته، عدا عن استعراض عملية إنزال قوات البحرية الإسرائيلية وسيطرتها على السفينة ثم quot;جرها quot; إلى إسرائيل حيث تم إفراغ حملتها من الأسلحة.
وإلى جانب quot;الاعتزازquot; والاحتفاء بquot;مهنية القوات البحرية الخاصةquot; تساءلت الصحف عن قدرة الحكومة الإسرائيلية على توظيف سفينة الأسلحة الإيرانية، سياسيا لتكثيف الضغط على المجتمع الدولي باتجاه الضغط على إيران، وليس أدل من ذلك هو تصريح نتنياهو الذي نشرته الصحف حيث قال: من كان يريد دليلا على نوايا إيران فها هو الدليلquot;.
واستطاعت الصحف الإسرائيلية من ربط كميات السلاح التي تم ضبطها، بالحرب ضد تقرير غولدستون، الذي تناقشه الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث أشارت إلى أن نتنياهو وليبرمان استدعيا على نحو خاص السفير السابق لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، وكلفاه منذ الليلة الماضية بالتوجه إلى نيويورك للمشاركة في المساعي الإسرائيلية لإحباط قرار دولي بإحالة تقرير غولدستون إلى مجلس الأمن الدولي.
وأشارت الصحف إلى تسريبات من أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح جاء فيه إن الرئيس الفلسطيني أبلغ مركزية فتح أنه لا يعتزم ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة، مقابل اتصال هاتفي بين عباس وبيرس، قالت الصحف إنه تناول المصاعب التي تعترض عملية السلام.
معاريف: هدية من السماء
تحت هذا العنوان كتبت معاريف تقول إن القيادة الإسرائيلية لم تتجرأ على أن تحلم بتوقيت أفضل لضبط السفينة المحملة بالأسلحة والوسائل القتالية بهذا الحجم والمخصصة لحزب الله.وعمليا، وعلى ضوء مناقشة تقرير غولدستون، والتي بدأت أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والحملة ضد إيران، فقد جاء ضبط السفينة فرانكوب هدية من السماء، والسؤال المطروح الآن هو كيف تترجم هذه الهدية لإنجاز سياسي.
quot;فقد أعربت إسرائيل أمس أملا بأن quot;يدرك المجتمع الدولي مع من نتعاملquot; على حد قول وزير رفيع المستوى. وبكلمات أخرى، فإن إسرائيل تعتزم أن تستغل جيدا صور الأسلحة والوسائل القتالية التي تم ضبطها على متن السفينة في كافة أنحاء العامل لتنقل رسالة إسرائيلية تقول: quot;إن إسرائيل تحارب إرهابا قاسيا يهدد وجودها ووجود مواطنيها. وقد اعترف وزير رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية أمس quot;لقد جاءتنا هدية من السماء، إن التحرك العملي الآن يجب أن يكون باتجاه إطلاع العالم على مع من نتعامل، فصور الوسائل القتالية ستثبت أن إسرائيل تدافع عن نفسها وتحمى نفسها من الإرهاب وأنه لا يمكن مكافحة الإرهاب بقفازات حريرية.
وفي وزارة الخارجية يستعدون الآن لمعركة إعلامية وجوهرية في أروقة ومؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وقال مسئولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل تعتزم إطلاع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على حقيقة أن مصدر السلاح الذي تم ضبطه هو من إيران، وهو ما يثبت صحة ما تقوله إسرائيل منذ زمن طويل: إيران تنتهك بصورة مثابرة قرارات مجلس الأمن الدولي- بما فيها القرار 1747 الذي يحظر على إيران تصدير أسلحة ووسائل قتالية، كما تنتهك إيران بصورة فظة القرار الدولي 1701 بشأن إنهاء حرب لبنان، والذي نص على بقاء الجنوب اللبناني منطقة منزوعة السلاح، وأن يتجرد حزب الله من سلاحه.
وقد أكد رئيس الحكومة ، أيضا، بالأس قائلا :quot; إن من كان لا يزال بحاجة لدليل قطاع بأن إيران تواصل إرسال السلاح لمنظمات الإرهاب، حصل عليه اليوم بصورة واضحة وقاطعة. تقوم إيران بإرسال هذا السلاح لمنظمات الإرهاب من أجل المس بمواطني إسرائيل المدنيين. لقد آن الأوان لأن يمارس المجتمع الدولي الضغط على إيران لتوقف هذا النشاط الإجرامي، وأن يساند هذا المجتمع إسرائيل عندما تدافع عن نفسها في وجه الإرهابيين وعرابيهمquot;.
يديعوت أحرونوت: سلاح لشهر من القتال
أعادت يديعوت أحرونوت الإسرائيليين إلى أيام الحرب الأخيرة على لبنان، مطالبة إياهم quot;بالتفكير وتذكر آلاف القذائف الصاروخية التي سقطت على الجبهة الداخلية في إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية، والكم الهائل من قذائف الموتر والراجمات، وعلى بنادق الكلاتشنيكوف والقنابل اليدوية التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيل في الحرب لتقول إن كمية موازية لها تقريبا، أي ترسانة كاملة من الأسلحة التي استخدمها حزب الله خلال الحرب، تم ضبطها بالأمس على متن السفينة فرانكوب.
وقالت يديعوت إن الكميات الهائلة من الأسلحة التي تم ضبطها بالأمس لم يسبق لها مثيل، وهي تضاهي عشرة أضعاف الأسلحة التي تم ضبطها على السفينة كارين A عام 2002.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله: هذا ليس حملة تهريب لمنظمة عصابات بل إمداد عسكري بكل معنى الكلمة. ووفقا لقائد سلاح البحرية الإسرائيلية راني بن يهودا فإن الحديث هو عن كمية أسلحة يمكن لها أن تكفي لحزب الله شهرا كاملا من القتال ضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل عثرت في 36 حاوية على متن السفينة على آلاف صناديق الذخيرة والسلاح ت إخفاؤها جيدا، ومنها قذائف بقطر 122 ملم، و107، ومدافع بقطر 60 ملم و81 ملم و106 و122 ملم عدا كم هائل من القنابل اليدوية وبنادق من نوع كلاتشنيكوف وعيارات نارية بقطر 7.62 ملم.
وقالت الصحيفة إن ضبط السفينة يعتبر إنجازا كبيرا للجيش الإسرائيلي. فعلى الرغم من أن هذه الأسلحة ليست متطورة إلا أنها تشكل السلاح الأساسي الذي يعتمد عليه حزب الله. وقد تمكنت إيران ، منذ انتهاء حرب لبنان الثانية إلى إعادة حزب الله إلى ما كان عليه قبل الحرب من حيث العتاد والسلاح، عدا عن تغيير سلسلة المناصب القيادية في الحزب. واليوم فإن الترسانة المتوفرة لحزب الله تفوق عن تلك التي كان يملكها قبل الحرب إذ تشير التقديرات إلى أن الحزب يملك اليوم نحو 40 ألف صاروخ وقذيفة، إذ تساوي كمية السلاح التي تم ضبطها نحو 10% من مجمل السلاح المتوفر عند الحزب.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن إيران تواصل جهودها سباق تسليح أعداء إسرائيل، وما لا تنجح بتنفيذه برا تقوم به بحرا، فهذه هي ثالث سفينة إيرانية تضبطها إسرائيل هذا العام، كانت في طريقها من إيران إلى سوريا ومن هناك إلى حزب الله، ففي كانون ثاني الماضي تم القبض على سفينة كانت في طريقها من إيران عبر قبرص إلى حزب الله، وفي الشهر الماضي تم إيقاف سفينة ألمانية كانت محملة بالأسلحة وفي طريقها إلى مصر. ويعتبر المسار البحري رغم ضبط السفينة فرانكوب أمس أكثر مسار آمن للتهريب، ويقدر سلاح البحرية الإسرائيلي أن إيران كانت ستحتاج إلى أكثر من سبع رحلات جوية لنقل كمية السلاح التي تم ضبطها على متن السفينة بالأمس، وكان مجرد القيام بالرحلات الجوية سيكشف أمرها.
التعليقات