نضال وتد من تل أبيب: أبرزت الصحف الإسرائيلية صباح الأحد، الأزمة الجديدة في العلاقات بين الإدارة الأميركية وبين حكومة نتنياهو على خلفية البناء في المستوطنات، مع تأكيدها على الضغوط الأميركية الممارسة على إسرائيل لوقف مخطط الحكومة الإسرائيلية لبناء الشقق السكنية للمستوطنين اليهود في قلب الحي الفلسطيني الشيخ جراح، مشيرة إلى أن الخلاف الجديد مع الولايات المتحدة، يدور هذه المرة على محاولة الولايات المتحدة منع الحكومة الإسرائيلية من البناء في القدس، وعلى مسافة مئات الأمتار من مختلف الوزارات الحكومية، والمقر القطري لقيادة الشرطة الإسرائيلية، كما ركزت الصحف اليوم، على استئناف نتنياهو لمحاولات شق حزب كديما عبر السعي لإقرار قانون جديد يجيز لشاؤول موفاز ومجموعة من أعضاء الكنيست في كديما، الانسلاخ عن حزب كيدما وتأسيس كتلة جديدة تنضم لحكومته. وواصلت الصحف تغطية المواجهات بين اليهود الحريديم وبين الشرطة الإسرائيلية في القدس، وأشارت الصحف أيضا، إلى قلق فلسطيني من احتمالات التوصل إلى تسوية أميركية إسرائيلية بشأن الاستيطان، تكون في صالح إسرائيل.
يديعوت أحرونوت: مواجهة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركيون يطالبون بوقف البناء في القدس
تطالب الولايات المتحدة من إسرائيل بوقف البناء في حي الشيخ جراح شرقي القدس، ليس بعيدًا عن المقر القطري لقيادة الشرطة الإسرائيلية. فقد استدعت وزارة الخارجية الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل أورن، ونقلت له رسالة قاطعة: على إسرائيل أن توقف على الفور الاستعدادات للبناء في مقر فندق quot;شيبردquot; السابق، الذي اشتراه رجل الأعمال اليهودي الأميركي الجنسية إيرفين موسكوفيتش.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكوفيتش، كان اشترى الفندق المذكور، الواقع في قلب حي الشيخ جراح، على مقربة من الصليب الأحمر والقنصلية التركية، عام 1985، وقام بتأجيره لمدة ثلاثة أشهر لحرس الحدود الإسرائيلي. وقبل ثلاثة أشهر أقرت لجان التنظيم والبناء لشركة موسكوفيتش، بناء 20 شقة سكنية في الموقع. وأشارت الصحيفة إلى أن الفندق يقع بجوار عدد من الوزارات والدوائر الحكومية الإسرائيلية ( في قلب القدس الشرقية) مثل وزارة العمل والرفاه الاجتماعي، ووزارة الأمن الداخلي، ومقر القيادة القطرية للشرطة الإسرائيلية، والحرم الجامعي للجامعة العبرية على جبل سكوبس، ومستشفى هداسا، وغيرها من المؤسسات والدوائر الحكومية والعمومية الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كان قدتوجه إلى الولايات المتحدة مطالبًا بتدخلها لأن بناء المجمع الاستيطاني سيمنع التوصل إلى تسوية نهائية يعلن في نهايتها عن شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وقد استجاب الأميركيون لطلب أبو مازن، وطالبوا إسرائيل بوقف البناء، على اعتبار أن البناء في الأحياء العربية سيغير الملامح الدموغرافية لهذه الأحياء، وأنه من غير المعقول أن تبدأ إسرائيل ، في الوقت الذي يطالبها أوباما بتجميد الاستيطان، البناء في القدس الشرقية.
معاريف: قلق فلسطيني من احتمالات التوصل إلى تسوية أميركية إسرائيلية بشأن الاستيطان
وفي السياق نفسه قالت معاريف إن مصادر في السلطة الفلسطينية تخشى من أن تبلور الولايات المتحدة معادلة تسوية مع الحكومة الإسرائيلية حول البناء في المستوطنات الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن صحيفة الأيام الفلسطينية، أن المبعوث الأميركي للمنطقة جورج ميتشيل، قال الأسبوع الماضي في اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية، إن الجهود الأميركية لوقف البناء في المستوطنات قد فشلت .
وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن الموضوع سيكون على رأس جدول أعمال اللقاءات التي سيعقدها مسؤولو السلطة الفلسطينية مع جورج ميتشل الأسبوع القادم. وقالت هذه المصادر إنه لا توجد لهذه القضية أنصاف حلول، فعلى إسرائيل واجب تنفيذ تعهداتها والتزاماتها في خارطة الطريق، وخاصة ما يتعلق بوقف البناء في المستوطنات، بما في ذلك ما يسمى بالبناء للزيادة الطبيعية. وقالت هذه المصادر إنه على ضوء فشل الإدارة الأميركية إقناع إسرائيل بوقف البناء، فإنه يخشى من أن تقدم الولايات المتحدة صياغات لتسويات للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
هآرتس: نتنياهو يواصل مساعيه لشق كديما وإقرار قانون موفاز
بعد أن تمكن، الأسبوع الماضي من إقرار مشروع الميزانية ، يعتزم رئيس الحكومة ، بينيامين نتنياهو، الآن التركيز على جهود تمرير قانون quot;شاؤول موفازquot;. إذ يتطلع نتنياهو إلى تمرير هذا القانون لتمكين شاؤول موفاز ومجموعته من الانشقاق من حزب كديما وتشكيل كتلة برلمانية جديدة، حتى قبل نهاية الدورة الصيفية للكنيست، التي ستنتهي في نهاية الشهر الجاري.
وينص القانون الذي يسعى نتنياهو لتمريره على أنه يمكن الانشقاق عن الحزب الأم وتشكيل كتلة برلمانية جديدة إذا توفر شرطان: أن يوازي المنشقون ثلاثين في المئة من مجمل أعضاء الكنيست للحزب، أو أن يكون عددهم سبعة أعضاء. وجاء هذا التعديل لكون موفاز ومجموعته التي ترغب في الانسحاب من كديما مكونة من 7 أعضاء فقط، وينقصها عضو واحد لتصل إلى 30% من مجمل أعضاء الحزب، وبالتالي إذا تمكن نتنياهو من تمرير القانون سيكون بمقدور شاؤول موفاز الانسحاب من كديما مع إقرار القانون وتشكيل كتلة جديدة في الكنيست، مما سيمهد الطريق أمام موفاز للانضمام لحكومة نتنياهو، من جهة، ويوجه ضربة قوية لحزب كديما وزعيمته، تسيبي ليفني.
ويأتي هذ التطور في الوقت الذي يخشى فيه نتنياهو أن يفقد تأييد أعضاء حزب ليبرمان، إذا أقدمت النيابة العامة على تقديم لائحة اتهام ضده، للاشتباه به بتبييض الأموال وخيانة الأمانة العامة، مما سيخلق مشكلة ائتلافية تهدد استقرار حكومة نتنياهو، ويسعى نتنياهو في هذه الحالة إلى تأمين دعم مجموعة موفاز لحكومته، لتفادي سقوط الحكومة مع بدء الدورة الشتوية القامة للكنيست في أواسط سبتمبر/أيلول القادم، بعد الأعياد اليهودية.
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إن الأخير يعتقد أن ليفني، سترفض مستقبلاً (في حال انسحاب حزب ليبرمان من الحكومة) الانضمام لحكومته، لكنها وخلافًا للوضع الذي ساد عشية تشكيل الحكومة ستواجه صعوبات في توحيد أعضاء الكتلة خلف موقفها مما يفسح المجال أمام موفاز للانشقاق عن كديما والانضمام لحكومة نتنياهو.
التعليقات