شكّل الإعتداء على قاعدة فورت هود صدمة للجيش الأميركي، الذي بات يتّخذ إجراءات صارمة حول القواعد العسكريّة ووسع من صلاحيات الشرطة حولها، وفيما يتابع التحقيق حول الحادثة، كشفت صحيفة وورلد تريبيون الأميركية النقاب عن أن الجيش الأميركي يخطط الآن للبدء في إعادة النظر بالأعداد المتزايدة للمسلمين ضمن صفوفه، حيث تبيّن أنَّ الأعداد الحقيقية للمسلمين داخل الجيش الأميركي تزيد بكثير عما تظهره السجلات.
في إطار متابعتها لآخر مستجدات المجزرة التي وقعت في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الأميركية يوم الأربعاء الماضي على يد ضابط مسلم من أصل عربي راح ضحيتها 43 عسكريًا بين قتيل وجريح، تواصل وسائل الإعلام الأميركية رصدها لآخر مستجدات التطورات الداخلية سواء بشأن التحقيقات الجارية حول الحادث أو الإجراءات التي تعتزم المؤسسة العسكرية الأميركية اتخاذها لمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلاً. وفي هذا الشأن، ازاحت صحيفة وورلد تريبيون الأميركية النقاب عن أن الجيش الأميركي يخطط الآن للبدء في إعادة النظر بالأعداد المتزايدة للمسلمين ضمن صفوفه.
وتقول الصحيفة في سياق حديثها إنه بحسب ما يُعتقد، فإن الأعداد الحقيقية للمسلمين داخل الجيش الأميركي تزيد بكثير عما تظهره السجلات الرسمية. ويشير بعض المسؤولين إلى أن الرقم الحقيقي هو ثلاثة أضعاف الرقم الحالي، الذي يقدر بـ 3409 أفراد، بحسب الإحصاء الذي أجرته وزارة الدفاع للجنود النشيطي الخدمة حتى أبريل / نيسان عام 2008. وتستهل الصحيفة حديثها بالإشارة إلى أن الميجور نضال مالك حسن، المتهم بارتكاب مجزرة فورت هود، لم يكشف عن هويته كونه مسلما عندما تم تجنيده. وتنقل عن مسؤولين في السياق ذاته قولهم إنه قد تم تجنيد نضال كجزء من حملة عسكرية أميركية كانت تهدف إلى فتح قنوات تواصل مع المجتمع الإسلامي.
كما يلفت المسؤولون إلى أن وزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة وضعتا خطة لمناقشة دراسة وجود المسلمين في الجيش الأميركي والتهديد الذي يمثله نفوذ تنظيم القاعدة. وكشفوا عن أن الكونغرس أصر على إجراء تلك المراجعة في أعقاب الحادثة التي وقعت في الخامس من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري. وتنقل الصحيفة في الإطار ذاته عن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال جورج كيسي، قوله :quot; علينا أن نعود وننظر إلى أنفسنا ونواجه بالأسئلة الصعبة. هل ما نفعله هو الصواب ؟ وهل لنا أن نستفيد من ذلك ؟
وتحدث المسؤولون أيضًا عن أن عملية إعادة النظر سوف تركز على حصر العدد الدقيق للجنود المسلمين داخل الجيش، الذي شجَّع على حدوث مثل هذا الانتساب. وهنا، تنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله :quot; نعتقد أن هناك عددًا أكبر من المسلمين الذي لم يكشفوا عن ديانتهم عند تجنيدهم. ويرغب بعض هؤلاء ببساطة في تجنب التعرض لمضايقات؛ في حين قد يكون لبعضهم الآخر جدول أعمال شريرquot;. وتنوّه الصحيفة بأن الجيش قام على مدار العشرة أعوام المنقضية بتكثيف عمليات تجنيده لأفراد يتحدثون العربية والفارسية والبشتون للمشاركة في حربي العراق وأفغانستان.
وفي محور آخر، يكشف مسؤولون النقاب عن أن البنتاغون كان يتلقى تقارير عن جنود مسلمين يرفضون الحملات الأميركية العسكرية في العراق وأفغانستان. وقالوا إن أئمة وضباطًا مسلمين أمثال نضال كانوا يبثون روح الاعتراض هذه في نفوس الجنود. ويضيف المسؤولون ان الجيش الأميركي سعى لحماية المسلمين من الانتقام في أفغانستان والعراق. ولفتوا إلى أنَّ الجنود المسلمين كانوا يتلقون في معظم الحالات أوامر لاستخدام أسماء عائلات وهمية لمنع وقوع عمليات انتقامية ضد عائلاتهم في الخارج.
وقال السيناتور عن ولاية كونيكتيكت جوزيف ليبرمان، رئيس لجنة الشؤون الحكومية والأمن الداخلي بمجلس الشيوخ :quot; أود أن أقول بصورة سريعة للغاية إننا لا نعرف ما يكفي لقوله الآن، لكن توافرت إشارات تحذيرية قوية جداً هنا عن أن دكتور نضال أصبح متطرفًا إسلاميًا، لذا يمكن اعتبار فعلته عملاً إرهابيًاquot;. وأشار ليبرمان كذلك إلى أن لجنته ستحقق في الواقعة، وبخاصة دافع الهجوم. ولفت إلى أن التركيز سينصب حول ما إن كان الجيش الأميركي قد تجاهل إشارات تحذيرية بشأن تخطيط نضال لشن هجوم.
التعليقات