بهذا العنوان يكتب رئيس مركز تحليل الإستراتيجيات والتكنولوجيات الروسي رسلان بوخوف عن صفقة ميسترال.

موسكو: لا تزال غير واضحة الأهداف الحقيقية من شراء سفينة الإنزال حاملة المروحيات الفرنسية quot;ميسترالquot; التي جرى تعريف قادة عسكريين وممثلي قطاع التصنيع العسكري وصحفيين روس بها في سانت بطرسبورغ يوم أمس.

وأغلب الظن أن هذا القرار حظي quot;بترخيصquot; من الأعلى، حيث قرروا مكافأة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعقد كبير على موقفه المتعاطف مع السياسة الروسية.

ومن أجل تبرير عقد هذه الصفقة المحتملة يجري الحديث عن عدم توفر خبرة تصميم وبناء مثل هذه السفن لدى روسيا. غير أن مكتب نيفسكي للتصاميم ببطرسبورغ قد أعد منذ عام 1989 المشروع 1174، وهو عمليا عبارة عن سفينة إنزال حاملة مروحيات، مجمل حمولتها 14 ألف طن. وجرى بناء 3 سفن من هذا الصنف. وتلفت جميعها بسبب عدم خضوعها للتصليح المطلوب.

ويقال إن حصولنا بشراء quot;ميسترالquot;، على تكنولوجيا حديثة معينة يشكل أحد الإيجابيات الرئيسية للصفقة المحتملة. ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق. فالفرنسيون لن يعطوا منظومة القيادة الحربية الإعلامية المتقدمة SENIT 9، ومنظومة تبادل المعلومات وقيادة القوات SIC-21 المتكاملة مع أحدث منظومات الناتو لنقل المعلومات، المزودة بهما quot;ميسترالquot;. كما أن من الممكن شراء مجمل منظومة المحركات الكهربائية المستعملة في حاملة المروحيات الفرنسية quot;ميسترالquot; من المصنع المنتج بصورة مباشرة.

وعلى العموم توجد لدينا مصنوعات مشابهة حيث تضم تشكيلة البحرية الروسية منذ عام 2008 السفينة الهيدروغرافية quot;فايغاتشquot; (مشروع 19910) التي تعمل بمحركات كهربائية. كما يجري بناء عدد من السفن المساعدة بمحركات مشابهة، بما فيها سفينة الإنقاذ الكبيرة quot;ايغور بيلووسوفquot; (مشروع 21300).

هذا ويتولد الانطباع بأن قصة شراء quot;ميسترالquot; تكشف من جديد عن مشكلة افتقار وزارة الدفاع وقيادات مختلف أصناف القوات المسلحة إلى رؤية دقيقة بشأن الآفاق البعيدة المدى في مجال السياسة العسكرية التقنية.

رسلان بوخوف