يقول خبراء ان اسامة بن لادن مازال مطلق السراح بعد ثماني سنوات من هروبه من القوات الاميركية في أفغانستان بسبب انعدام الثقة ونقص التنسيق بين واشنطن واسلام اباد.
كابول:يبدو الرئيس الاميركي باراك أوباما على وشك الاعلان عن ارسال مزيد من القوات الى أفغانستان. وقال أوباما انه يريد تركيز الجهود على تفكيك تنظيم القاعدة بزعامة ابن لادن المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي فجرت الحرب. واثار تقرير للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ كشف النقاب عنه يوم الاحد الاهتمام مجددا بقضية هروب ابن لادن من كهوف تورا بورا الافغانية أواخر عام 2001. وألقي التقرير باللوم على عدم تنسيق الجهود بين ادارة الرئيس السابق جورج بوش والقادة العسكريين الاميركيين مما سمح بهروب ابن لادن.
وقال التقرير quot;الفشل في انجاز المهمة يمثل فرصة ضائعة غيرت للابد مسار الصراع في أفغانستان ومستقبل الارهاب الدولي.quot; وتعتقد أجهزة المخابرات على نطاق واسع ان ابن لادن يعيش منذ ذلك الحين في مخبأ بمكان ما في باكستان وانه يفلت من الاعتقال بسبب عدم وجود تنسيق جيد بشكل كاف بين واشنطن واسلام اباد. وقال كامران بخاري المحلل البارز بشركة ستريتفور التي تعمل في مجال المخابرات ان باكستان تؤكد انها لاتملك معلومات مخابراتية قوية بشأن أماكن وجود زعماء القاعدة وانها تركز على جهود مكافحة التطرف على أراضيها. وأضاف quot;هناك أيضا عدم ثقة متبادل بين الولايات المتحدة والمخابرات الباكستانية.quot;
وقال أحمد راشد وهو صحفي مقره باكستان متخصص في الكتابة عن طالبان والقاعدة انه يعتقد ان ابن لادن يختبيء على الجانب الباكستاني من الحدود مع افغانستان وتحديدا في مناطق خارجة عن سلطة اسلام اباد. واضاف quot;أصبح الامساك بابن لادن الان أكثر صعوبة لان هذا الحزام القبلي بأكمله في أيدي طالبان الباكستانية.quot; وقال بخاري انه يعتقد ان ابن لادن قد يكون ابتعد عن المنطقة الحدودية الى عمق الاقليم الحدودي الشمالي الغربي لباكستان حيث يمكنه العثور على المزيد من الاماكن للاختباء.
وأضاف ان ابن لادن قد يفضل الابتعاد عن الحدود لانه يدرك أن فكرة توغل القوات الاميركية في عمق الاراضي الباكستانية أمر غير مرجح الى حد كبير. وتابع بخاري ان الطائرات الاميركية دون طيار تشن ضربات على طول الحدود الباكستانية مع افغانستان الا أن توغلها أكثر في الاراضي الباكستانية سيكون أمرا غير مقبول من جانب اسلام اباد. وقال راشد انه بينما اعتقل الجيش الباكستاني أو قتل الكثير من قادة وأعضاء تنظيم القاعدة الا أن اسلام اباد لم تلتزم قط باعتقال ابن لادن. وأضاف راشد مشيرا الى الحكومة الباكستانية quot;ليس هناك تصريح أو التزام علني بأن الحكومة أو الجيش مشارك في مطاردة ابن لادن.quot;
وقال بخاري انه في ظل تشظي وعدم وضوح هيكل القاعدة كتنظيم فان القبض على ابن لادن لن يؤدي الى انهيار الجماعة لان دوره القيادي محدود للغاية. وأضاف quot;اسامة بن لادن في تقديري ليس زعيما ميدانيا فعالا بل ان العمليات اليومية من فعل أتباعه.quot; واذا كان الهدف النهائي هو تحقيق الاستقرار في افغانستان فان القضاء على ابن لادن لن يحقق الكثير في نهاية المطاف. وقال بخاري ان قضية quot;أفغانستان ترتبط بطالبانquot;. واضاف ان طالبان أفغانستان تزعم انها مختلفة عن طالبان باكستان والقاعدة.
التعليقات