تقول إيران انها مستعدة لمبادلة الوقود إذا عملت الدول الكبرى على توفير شروط لكسب ثقتها.

طهران: قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الثلاثاء ان إيران لا تثق بالغربيين لكنها لا تزال مستعدة لمبادلة يورانيوم ضعيف التخصيب بوقود مخصب بنسبة 20 بالمئة. واوضح رامين مهمنباراست في مؤتمره الصحافي الاسبوعي quot;لم نقل ابدا اننا لن نقوم بذلك (تبادل اليورانيوم) لكن بسبب موقف بعض البلدان الغربية في الماضي فقدنا الثقةquot; لانهم quot;لم يفوا ابدا بوعودهمquot;.

واضاف quot;اذا عملوا على توفير شروط كسب ثقتنا فاننا على استعداد لمبادلة الوقودquot;. ورفضت إيران مشروع اتفاق لمبادلة قسم كبير من اليورانيوم الذي تملكه المخصب بنسبة 3.5 بالمئة بيورانيوم مخصب بنسبة 19.75 بالمئة لاستخدامه في مفاعل ابحاث في طهران.

وكانت الخطة تقضي بارسال اليورانيوم الإيراني الى روسيا ثم الى فرنسا قبل اعادته لإيران في شكل وقود. غير ان إيران رفضت ارسال اليورانيوم الذي تملكه الى الخارج بشكل مسبق قبل الحصول على الوقود النووي مع تأكيدها استعدادها لاجراء عملية التبادل على اراضيها الامر الذي رفضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتشكل مسالة تخصيب اليورانيوم محور النزاع بين إيران والغرب الذي يخشى ان تستخدمه طهران لغايات عسكرية رغم النفي المتكرر لذلك من جانب الإيرانيين.

وادى تصلب إيران التي صدرت بحقها اربعة قرارات دولية ثلاث منها تتضمن عقوبات، لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، الى ردود فعل قوية من الغرب. ونددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بالسياسة النووية الإيرانية وطلبت وقف بناء موقع لتخصيب اليورانيوم في فوردو على بعد مئة كلم جنوبي طهران، تم الكشف عن وجوده في نهاية ايلول/سبتمبر.

وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الاربعاء ان إيران ستنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة الذي تحتاجه مؤكدا ان بلاده تعتبر quot;ان القضية النووية اصبحت منتهية بالنسبة لناquot;. واضاف ان quot;الامة الإيرانية ستنتج بنفسها الوقود (النووي) المخصب بنسبة 20% وكذلك كل ما تحتاج اليهquot;.

إلى ذلك وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية العلاقات الايرانية - السعودية ب quot;الجيدةquot; منوها في الوقت نفسه بدور البلدين في تنمية المنطقة. وقال مهمانبرست quot;بامكان طهران والرياض القيام بدور مؤثر بخصوص تنمية المنطقة ونحن مستعدون للعمل مع جميع دول المنطقة من اجل توطيد التعاون لتحقيق المزيد من التقدم والرفاه لشعوب منطقتنا المهمة والحساسةquot;.

ودعا دول المنطقة الى تعزيز تعاونها في مختلف المجالات خدمة لمصالحها الاقليمية مشيرا الى وجود العديد من الامكانات والفرصة التي تساهم في ترسيخ العلاقات الاقليمية بين دول المنطقة. من جانب آخر اكد مهمانبرست ان بلاده لم تدرج على جدول اعمالها في الوقت الراهن موضوع التفاوض مع الولايات المتحدة مضيفا ان quot;قضية التفاوض مع واشنطن لم تطرح يوما واذا ما اجري حوار فهو يتعلق فقط بانشطتنا النووية السلميةquot;.

وحول تحديد الادارة الاميركية نهاية العام الجاري باعتبارها آخر فرصة امام ايران لتسوية خلافها مع الغرب حول ملفها النووي قال quot;نحن لا نقبل بمثل هذه اللهجة التي تنطوي على التهديد ونعتقد بانهم يسلكون الطريق الخاطئ لاسيما ان مثل هذه الاساليب لن تثنينا عن مواصلتنا حقوقنا المشروعةquot;.

وفيما يتعلق بالدور التركي للقيام بدور الوسيط بين واشنطن وطهران والمساهمة في حل ملفها اشار الى وجود quot;الكثير من الدول التي ترغب في القيام بدور ما لحل المشكلات التي تخلقها الدول الكبرى مع الدول المستقلة بشأن حقوقها النووية لذا من الممكن ان تسعى انقرة بنوايا سليمة في هذا الخصوصquot;.