بحث جلال طالباني الرئيس العراقي مع روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي في بغداد الخميس تطورات الاوضاع السياسية والامنية في العراق وتطوير التنسيق بين قواتهما لمواجهة تصاعد اعمال العنف في هذا البلد، ثم ناقش طالباني مع سفراء دول الإتحاد الأوروبي المعتمدين لدى العراق السبل الكفيلة بتفعيل آليات التعاون بين بلاده ودول الأوروبي في جميع المجالات بما يخدم المصالح العليا للعراق وتلك الدول، كما تسلم اوراق إعتماد السفير البريطاني الجديد لدى العراق جون جينكينز.

لندن: ناقش جلال طالباني الرئيس العراقي مع روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي الذي وصل الى بغداد في وقت سابق الخميس في زيارة مفاجئة الأوضاع السياسية والامنية في العراق إضافة الى العلاقات الثنائية بين بلديهما وبرنامج الانسحاب الاميركي منه . وجرى خلال اللقاء الذي حضره نائبا رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي و طارق الهاشمي ورئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح ووزيري الدفاع عبد القادر العبيدي والموارد المائية لطيف رشيد ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني quot;بحث الأوضاع السياسية والأمنية في العراق لا سيما الملف الأمني والسبل الكفيلة بمقارعة الارهاب وتوفير الأمن والاستقرار في البلادquot; كما اشار بيان رئاسي الى quot;ايلافquot;.

كما استعرض طالباني آخر المستجدات على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي مسلطاً الضوء على مسار الاصطفافات والتحالفات التي تشهدها الساحة السياسية في العراق استعداداً للتنافس الانتخابي المقبل. وعبر quot;عن امتنانه وشكره العميقين للولايات المتحدة حكومة وشعباً وجيشاً لدورهم في دعم الشعب العراقي وتجربته الديمقراطية مؤكداً ضرورة توسيع العلاقات بين البلدين الصديقينquot;.

كما تم بحث الاجراءت الأمنية الأكثر فاعلية لمواجهة الهجمات الارهابية التي يتعرض لها العراق حيث تحدث نائبا رئيس الجمهورية ورئيس حكومة إقليم كردستان ووزير الدفاع عما يجب اتخاذه من إجراءات واقعية أكثر صلابة لتدعيم الوضع الأمني مؤكدين ضرورة تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين القوات العراقية والأميركية.

من جهته جدد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تصميم الولايات المتحدة على المساهمة في تهيئة المناخات الملائمة لاجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق من خلال توطيد العمل المشترك بين الجانبين لتفعيل الآليات اللازمة للضرب بقوة على أوكار الارهاب والارهابيين.
ورافق الوزير الأميركي وفد تألف من سفير واشنطن في بغداد كريستوفر هيل ومساعدي الوزير غيتس وعدد آخر من المسؤولين الأميركيين.

وجاء وصول غيتس الى بغداد مع بدء جلسة برلمانية لاستجواب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي للاجابة على اسئلة النواب حول الاختراقات الامنية التي تسببت خلال الاربعة اشهر الاخيرة بثلاثة تفجيرات دامية كبيرة ادت الى مصرع واصابة حوالي 3 الاف عراقي.

ولم يستطع المالكي الاجتماع مع غيتس بسبب انشغاله في تقديم ايضاحات الى مجلس النواب حول الانهيارات الامنية الاخيرة وذلك في جلسة طويلة استمرت ست ساعات.

وسيجري غيتس في وقت لاحق مع وزير الدفاع عبد القادر العبيدي وقادة القوات الاميركية مباحثات حول التطورات الامنية في البلاد حيث تخشى واشنطن ان يؤدي انهيار الامن الى تأجيل جدول انسحاب قواتها من العراق المقرر ان ينتهي اواخر عام 2011 .

ويقول غيتس إن قرار العراق إجراء الانتخابات في السابع من آذار (مارس) المقبل بعد بضعة أسابيع من الموعد الذي كان مقررا أصلا لن يؤثر على خطط الولايات المتحدة لإنهاء العمليات القتالية في آب (اغسطس) المقبل وخفض عدد القوات الأميركية إلى 50 ألفا من حوالي 115 ألفا الآن.

الرئيس العراقي ناقش مع سفراء الاوروبي توسيع العلاقات المشتركة

من جهة اخرى، بحث الرئيس العراقي جلال طالباني خلال اجتماعه في بغداد الخميس مع سفراء الدول الاوروبية الذي حضره رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية على الساحة العراقية موضحاً quot;أن ما تعرضت له العاصمة بغداد من هجمات إرهابية حاقدة إستهدفت المواطنين الأبرياء كان الهدف منها عرقلة المسيرة الديمقراطية وتعطيل العملية السياسية الجارية التي توجت أداءها بإقرار قانون الإنتخاباتquot; . واكد ثبات الشعب العراقي ووقوفه موحداً بكل طوائفه وإستعداده الكامل لمواجهة التحديات الإرهابية الرامية الى زعزعة الأسس التي يرتكز عليها العراق الجديد كما نقل عنه بيان رئاسي الى quot;ايلافquot;.

وأشار الرئيس طالباني الى أهمية الإنتخابات التشريعية المقبلة بالنسبة للشعب العراقي كونها ستضع العراق على أعتاب مرحلة جديدة ملؤها التطور والإزدهار والتقدم وعلى جميع المستويات مشدداً على الدور المهم لدول الإتحاد الأوروبي في دعم عملية التنمية في البلاد عن طريق الإستثمارات الإقتصادية التي من شأنها تعميق وتوطيد العلاقات الثنائية بين العراق ودول الإتحاد.

من جانبه أشار رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح الى أن زيارته الحالية لبغداد تشمل عقد سلسلة إجتماعات مع عدد من المسؤولين هدفها حل القضايا العالقة وتذليل العقبات أمام بناء علاقات قوية وراسخة بين حكومة الإقليم والحكومة الإتحادية متمنياً نجاح تلك الإجتماعات في تحقيق أهدافها دعماً للتجربة الديمقراطية في البلاد ولكي يكون العراق مثالاً يحتذى به في المنطقة والعالم.

بدورهم أكد سفراء دول الإتحاد الأوروبي الرغبة القوية لبلدانهم من إجل خلق أرضية قوية لتأسيس علاقات متينة وراسخة مع العراق تشمل جميع المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والتنموية معبرين عن ارتياح دول الإتحاد جميعها بما توصلت إليه القوى السياسية العراقية من إتفاق نتج عنه إقرار قانون الإنتخابات التي سيشهدها العراق في السابع من اذار (مارس) المقبل والتي ابدت الدول الاوربية استعدادها لارسال مراقبين عنها لحضور هذه الانتخابات.

... واجتمع مع المبعوثة الخاصة لبراون

كما اجتمع طالباني في بغداد مع آن كلويد المبعوثة الخاصة لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لحقوق الإنسان.

وجرى أثناء اللقاء بحث قضايا حقوق الإنسان وأحوال المعتقلين في السجون العراقية وأكد طالباني quot;أن احترام حقوق الإنسان هو عماد الدستور العراقي وهو الأساس الذي يرتكز عليه بناء الدولة الديمقراطية، موضحاً سعي القادة السياسيين في العراق الى مراعاة تطبيق حقوق الإنسان من خلال سيادة القانون، والاحتكام الى القضاء كمؤسسة مستقلة ومحايدةquot;.

كما ثمّن quot; النضالات والجهود التي بذلتها الناشطة المعروفة في مجال حقوق الإنسان آن كلويد على مدى سنوات طويلة، واهتمامها البالغ في الدفاع عن المظلومين وحقوقهمquot;. من ناحيتها ثمنت المبعوثة الخاصة آن كلويد quot;خطوات ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في العراق الجديدquot; .

... واستلم اوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد

تسلم الرئيس جلال طالباني بقصر السلام في بغداد اوراق إعتماد سفير المملكة المتحدة البريطانية وشمال إيرلندا لدى العراق جون جينكينز.

وجرى خلال المراسم التأكيد على أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والمملكة المتحدة في جميع المجالات بما يضمن المصالح المشتركة ورقي شعبي البلدين الصديقين.

واشاد الرئيس طالباني quot;بمواقف المملكة المتحدة ودورها في تحرير الشعب العراقي من ابشع دكتاتورية عرفها التأريخ مثمناً مساهمة بريطانيا في جميع المجالات التي تسهم في ترسيخ المسيرة السياسية وتطوير العملية الديمقراطية في العراق quot; كما قال بيان رسمي . وابدى طالباني إستعداده الكامل لدعم الجهود التي يبذلها السفير البريطاني الجديد لتعميق العلاقات وتوطيد أطر التعاون والتنسيق بين البلدين.

من جانبه أكد السفير جون جينكينز تصميم المملكة المتحدة على الاستمرار في تقديم كل أنواع الدعم للعراق الجديد.