تحاول الحكومة الإسبانية جاهدة إنهاء قضية الناشطة الصحراوية المضربة عن الطعام أمينة حيدر، وترفض إسبانيا أن تموت حيدر فوق ترابها وهي مضربة عن الطعام، وأقرت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية بالدعم الذي تقدمه مدريد لمخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) حيث توجد معسكرات جبهة البوليساريو وأكد أن حجمها يصل إلى80% من قيمة المساعدات التي تصل إلى هناك.

محمد بوخزار من الرباط: كشفت ماريا تيريسا دي لافيغا ، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية أن أكثر من 80 في المائة من حجم المساعدات التي تصل إلى مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) حيث توجد معسكرات جبهة البوليساريو ، تأتي (المساعدات) من بلادها ؛ في إشارة انتقاد واضحة موجهة لمساندي الجبهة الذين اتهموا مرارا ، خلال الأيام الماضية، الحكومة الاشتراكية بما أسموه quot;التواطؤquot; مع المغرب للقضاء على أمينة حيدر، الناشطة الصحراوية المضربة عن الطعام منذ 26 يوما، احتجاجا على منعها من العودة إلى المغرب بعد أن أعلنت تخليها عن جنسيتها المغربية والتنازل عن جواز سفرها.

وقالت المسؤولة الإسبانية في معرض لقاء عقدته أمس الجمعة مع الصحافة، عقب انتهاء أشغال مجلس الوزراء الأسبوعي إن شرطة الحدود في مطارquot; لانثاروتيquot; هي التي سمحت بدخول حيدر الأراضي الإسبانية ، كونها تحمل رخصة الإقامة الشرعية في إسبانيا، وبالتالي فإن الشرطة توضح، دي لافيغا، تصرفت بكيفية قانونية ، مضيفة أن حكومة بلادها ستعمل كل ما في وسعها لوضع حد لهذه القضية ، مؤكدة أنها لن تقبل بأن تموت حيدر فوق التراب الإسباني ، بسبب إضرابها عن الطعام.

وثار جدل قانوني في إسبانيا في الأيام الأخيرة ، بخصوص إرغام الناشطة ، حيدر، على تناول الطعام ، حيث توزعت الآراء بين قائل إن إطعامها واجب في حالة فقدانها الوعي . وبخلاف ذلك، يجب احترام رغبتها. لكن المحامية الإسبانية الملازمة لحيدر ، صرحت بهذا الخصوص أن موكلتها طلبت منها عدم إطعامها حتى في حالة غيبوبتها.

إلى ذلك ، تسببت الرسالة التي بعثتها مجموعة من الكتاب والفنانين الإسبان ، إلى الملك خوان كارلوس، بدعم من اليسار المتطرف ، يطلبون منه التدخل لدى ملك المغرب للسماح للناشطة بدخول الأراضي المغربية ، تسببت(الرسالة) في ردود فعل رافضة من طرف الحكومة الإسبانية ،أن يتدخل الملك في معالجة شأن يتصل بالسياسة الخارجية التي هي من اختصاص وصلاحية الجهاز التنفيذي.

وذكرت الصحافة الإسبانية أن الحكومة الاشتراكية لم تستسغ مضمون الرسالة الجوابية التي بعثها البلاط الملكي الإسباني لزعيم اليسار الموحد حيث وردت الإشارة فيها إلى استعداد الملك للتعاطي الإيجابي مع دعوات المساندين للناشطة الصحراوية.

وأوضحت الحكومة على لسان رئيسها ونائبته، أنها تقوم بالواجب حيال هذه المشكلة وأنها تمانع أن يتدخل الملك في ملف ليس مضمون النجاح، نافية وجود خلاف بين قصر quot;لامنكلوا quot;(مقر رئاسة الحكومة ) والقصر الملكيquot; ثرثويلا quot; مبرزة أن رئيس الوزراء اطلع على مضمون الرسالة الملكية إلى زعيم اليسار الموحد ، ويؤيد ماورد فيها ، كما أن الحكومة من جهتها توافي الملك خوان كارلوس ، بكافة تطورات ملف حيدر ، الموكول معالجته إلى وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس. ومن الواضح أن الحكومة الاشتراكية قطعت الطريق على الملك خوان كارلوس ، حتى لا يتهمها خصومها بالعجز والفشل خاصة وأنها تتلقى الضربات من أكثر من جهة.

وعلى صعيد آخر ، جدد المغرب على لسان رئيس دبلوماسيته ، الطيب الفاسي الفهري ، تشبثه بالموقف الذي اتخذه حيال ملف حيدر ، نافيا أن تكون المعنية بالأمر ناشطة من أجل حقوق الإنسان، وإنما هي عنصر ضمن جبهة البوليساريو ، مبرزا أن بلاده تصرفت بمثل ما كانت ستقوم به أي دولة ديمقراطية في حالة مماثلة ولذلك فبلاده ترفض الابتزاز السياسي الذي تمارسه حيدر على حد قوله.

واتهم الفاسي الناشطة بعرقلة الجهود الدبلوماسية في أفق استئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء برعاية الأمم المتحدة.

وأدلى الفاسي بالتوضيحات المذكورة عقب اجتماعه أمس مع بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، لمدة نصف ساعة ، اتفق أثناءها الجانبان على مواصلة الاتصالات والتحدث مع الأطراف ثم تقييم الموقف لاحقا.

ومن جهتها واشنطن ، لم تتجاوب واشنطن كليا مع مطالب جهات إسبانية ناشدتها بالتوسط بين الرباط ومدريد ، أسوة بما قامت به الإدارة الأميركية في صيف 2002 حين اندلعت أزمة جزيرةquot; ليلى بيريخيل quot;المهجورة وكادت تؤدي إلى نزاع مسلح بين المغرب وإسبانيا. ونقل عن هيلاري كلينتون، كاتبة الدولة في الخارجية قولها إن ملف حيدر يجب أن يوجد له حل ضمن إطار العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد وأنها أثارت القضية مع نظيرها المغربي يوم الخميس ، بهدف إيجاد سبل لحل الأزمة.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الدبلوماسية الإسبانية سيبحث مع كلينتون تداعيات ملف حيدر أثناء وجوده في الولايات المتحدة يوم الاثنين المقبل.

وكان موراتينوس ، أجرى اتصالات بالجزائر وليبيا اللتين لهما علاقة طيبة مع جبهة البوليساريو ، لتطلب هذه الأخيرة من الناشطة إيقاف إضرابها عن الطعام.
وعلى صعيد مختلف تواصلت يوم الجمعة عملية تبادل الزيارات العائلية بين مخيمات تندوف في الجنوب الجزائري والمحافظات الصحراوية المغربية والتي بلغ عددها برسم السنة الجارية 38 رحلة . واستفادت من الرحلات منذ بدايتها في مارس (آذار) 2004 أكثر من تسعة آلاف وخمسمائة شخص(2340 عائلة)
يذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هي التي تتولى الإشراف على تنظيم الزيارات التي تتم بواسطة رحلات جوية.