حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني من محاولات لتفجير حرب طائفية بين العراقيين ودعا الأجهزة الأمنية إلى وضع إستراتيجية جديدة وخططًا فاعلة تدعم الجهد الاستخباري بالأموال والأجهزة والتدريب لمنع تكرار الأعمال الإرهابية بينما فقد اتشحت مدينة كربلاء بالسواد، كما بدأت استعدادات أمنية وصحية وخدمية ضخمة لاستقبال ملايين العراقيين لإحياء مناسبة عاشوراء ذكرى مقتل الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب.

لندن: دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني خلال خطبة من صلاة الجمعة في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) قادة الأجهزة الأمنية إلى توخي الحيطة والحذر خاصة بعد التفجيرات الدامية الأخيرة التي شهدتها بغداد والموصل وكربلاء والتي وصفها بالنوعية وتحمل أهدافًا سياسية خطرة.

وقال quot;إننا نقترب من يوم إحياء مراسم عاشوراء وبعدها مراسم إحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين وهي مهمة جدًا وحساسة يشترك فيها الملايين حيث سيكون إحياؤها متزامنًا مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية في السابع من آذار (مارس) المقبل حيث ستكون كل هذه المناسبات دافعًا للقوى الارهابية للقيام بالمزيد من الأعمال الإرهابية من خلال تفجيرات جديدة ربما تكون نوعية أيضًاquot;.

وأشار ممثل السيستاني إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات فان هناك أهدافا سياسية واضحة من وراء هذه العمليات الإرهابية ألا وهي جعل المواطن يفقد الثقة بالمؤسسات السياسية وبالكتل السياسية وبالعملية السياسية برمتها quot;وبالتالي إيجاد حالة من الإحباط والتذمّر لدى المواطنين وفي الوقت نفسه القيام بحملة إعلامية مضللّة لغرض تغيير قناعات المواطنين وتوجهاتهم الانتخابية، ولخلق حالة من الاحتقان الطائفي وذلك بتوجيه هذه الأعمال الإرهابية نحو جموع المشاركينquot;.

وأشار الشيخ الكربلائي إلى انه بعد أن فشلت محاولات الإرهابيين لإدخال العراق في حرب طائفية quot;فأنهم يحاولون الآن تجريد البلاد والشعب من حالة التآخي والتآلف التي وصلت إليها مختلف شرائح المجتمع العراقي بفضل جهود المرجعية الدينية والمخلصين من القادة السياسيين ووعي الشعب العراقي وبالتالي إيجاد حالة من التذمّر والسخط تجاه الوضع الجديد في العراقquot;، كما نقل عنه موقع quot;نونquot; الالكتروني المقرب من المرجعية الشيعية من مدينة كربلاء.

وحذر من أن هناك وسائل إعلام بدأت منذ الآن بالترويج للأفكار الهدامة لكي يبتعد المواطن العراقي عن قواه السياسية الوطنية لصالح جهات طالما عاثت في هذا البلد فسادًا وتقتيلاً. وأشار إلى أن الغرض الثاني فهو quot;خلق حرب طائفية بين المكونات العراقية المختلفة خاصة بين السنة والشيعة بعد فشل إثارة هذه الحرب أبان تفجيرات مرقد الإمامين العسكريين في سامراء مطلع عام 2006.

حيث تمكنت القوى السياسية الوطنية ورجال الدين من مختلف الطوائف العراقية من نسف ذلك المخطط البغيض بعد التكاتف الذي ظهر بينهم ووقوفهم صفًا واحدًا بوجه تلك الهجمة الصفراء الشرسة التي قال إنها لو كانت نجحت في مساعيها لكان العراق الآن شعلة من نار.

وطالب قادة الأجهزة الأمنية بإعادة النظر بالخطة الأمنية السابقة ووضع إستراتيجية جديدة وخططًا فاعلة لمنع تكرار تلك quot;الأعمال الإجراميةquot; وفي الوقت نفسه دعم الجهد الاستخباري بالأموال والأجهزة والتدريب بالشكل الذي تجعله قادرًا على توفير المعلومات الكافية التي تساعد الأجهزة الأمنية من منع الأعمال الإرهابية.

ومع بدء اليوم الأول من شهر محرم الجمعة الذي يصادف العاشر منه ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب فقد اتشحت كربلاء بالسواد وبدأت استعدادات أمنية وصحية وخدمية ضخمة لاستقبال ملايين العراقيين لإحياء هذه المناسبة.

وبدأ المواطنون برفع اللافتات السوداء بهذه المناسبة الاليمة التي وقعت احداثها عام 61 للهجرة كما بوشر منذ اليوم تنظيم مواكب العزاء ضمن برنامج تعده لجنة خاصة تعمل على تنظيم المجالس الحسينية والمسيرات والمواكب والهيئات إضافة إلى ترتيب وتنظيم عملية دخول المواكب من خارج المحافظة بعد حصولها على الموافقات الرسمية.

وقد اتشحت العتبتين الحسينية والعباسية للامام الحسين واخيه العباس في كربلاء بالاعلام واللافتات السوداء التي تعزي المسلمين بهذه المناسبة الاليمة .