يبدو ان ولادة اسم المرشد الجديد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر لن تكون سهلة وهناك توقعات بأن تكون قيصرية حيث لا يزال اسم المرشد الجديد قيد التداول بين أعضاء المكتب ولم يتم الاستقرار عليه بعد، وذلك بعد ان تم اختيار أعضاء المكتب الجديد في انتخابات اعتبرها مراقبون الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الجماعة حيث انها كشفت عن صراع على السلطة في صفوفها واتهم أعضاء بارزون فيها مخالفة الانتخابات للوائح التي تقول ان مكتب الإرشاد هو المفوض ان يدعو اليها.

القاهرة: يتداول مكتب الإرشاد الجديد لجماعة الإخوان المسلمين، الذي شكل مؤخرا عبر انتخابات لم ينته الجدل حولها، اسم المرشح الذي سيخلف المرشد الحالي محمد مهدي عاكف. و لا يبدو فى ضوء معلومات وصلت الى quot;إيلاف quot; من مصادر مقربة من مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة انه سيتم تسمية المرشد الجديد خلال الساعات المقبلة.

وقالت المصادر أن المرشد الجديد لا يزال قيد التداول بين أعضاء المكتب ولم يتم الاستقرار عليه بعد، مشيرين إلى ان الأمر سيحتاج الى عدة الأيام وربما أسابيع قبل ان يعلن عن اسمه. ونفت المصادر وجود خلافات بين أعضاء المكتب المنتخب حول هوية المرشد الجديد، مفضلة وصف ما يحدث quot;بالمشاورات او المداولات quot;، مؤكدين ان تشكيلة المكتب الجديد المكون من 16 عضوا، الذين ينتمون جميعهم الى الجناح المحافظ في الجماعة باستثناء الدكتور عصام العريان المحسوب على الجناح الإصلاحي، quot;لن تعطى مساحة لحدوث خلافات في أورقة المكتبquot;.

وقد اختار مجلس شورى الجماعة عبر اقتراع تم بشكل سري ومباشر أعضاء المكتب الجديد في انتخابات اعتبرها مراقبون الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ الجماعة ، حيث شهدت اكتساح التيار المحافظ للجماعة لجميع المقاعد على حساب التيار الاصلاحي، الذي لم يكن من نصيبه إلا مقعدا واحدا للعريان، فضلا أنها شهدت خروج اثنين من ابرز قيادات الجماعة في الفترة الاخيرة، النائب الأول للمرشد محمد حبيب الذي كان يرجحه مراقبون لتولي منصب المرشد الثامن للجماعة، خلفا لعاكف الذي رفض محاولات من قبل الجماعة لإقناعه بالعدول عن فكرة تقاعده المقرر ان تبدأ 13 كانون الثاني يناير المقبل بالاضافة الى القيادي الاصلاحي عبد المنعم ابو الفتوح.

ويتداول المكتب حاليا للاستقرار على مرشح من بين خمسة هم الدكتور محمد بديع الأستاذ المتفرغ للطب البيطري بجامعة بني سويف جنوب مصر، و الدكتور رشاد البيومى الذي حل ثانيا، ومحمود عزت الأمين العام للجماعة، والدكتور جمعة أمين والدكتور محمد حبيب.

واتفق الدكتور محمد بديع، الذي حصل على اكبر عدد من أصوات مجلس شورى الجماعة في الانتخابات الأخيرة، مع ما ذهبت إليه المصادر. وقال فى اتصال هاتفي لـ quot;إيلاف quot; انه quot;لم يتم حسم الأمر بعد quot;، مشيرا إلى ان المكتب يتداول ويبحث إمكانية كل مرشح ومدى رغبته فى تولي المنصب. وأضاف بديع، الأقرب الى منصب المرشد، ان الموضوع بسيط ولكن يحتاج الى بعض الوقت، مؤكدا ان ما يثار من أنباء حول وجود خلافات في المكتب وراء تأجيل الإعلان عن المرشد الجديد quot;ليس الا مبالغة quot;. وأكد بديع انه لا يهتم بتوليه منصب المرشد من عدمه وان هذا الأمر لا يشغله على الإطلاق، موضحا انه من quot;سمات الاخواني انه لا يبحث عن منصب او موقعquot;.

بيد ان الانتخابات الأخيرة كشفت عن صراع على السلطة فى صفوف الجماعة بين ndash;ما يسميهم المحللون - المحافظين والإصلاحيين. واتهم أعضاء بارزون فيها مخالفة الانتخابات للوائح. وقال محمد حبيب ان الانتخابات دعا إليها المرشد و هو ما يخالف اللائحة التي تقول ان مكتب الإرشاد هو المفوض ان يدعو اليها، ووصف الانتخابات بأنها باطلة وطالب المرشد بتشكيل لجنة قانونية لتحديد مدى صحة الانتخابات، كما هدد شباب يتبعون التيار الاصلاحي بالاعتصام أمام مكتب الإرشاد اعتراضا على نتيجة الانتخابات، وقدم أعضاء بارزون مذكرات طعن الى المرشد لم يتم النظر فيها حتى الآن.

وقال مصدر مقرب من المكتب quot;سيتم تسمية اثنين من المرشحين، من المرجح محمد بديع و جمعة امين. وبعد ذلك سيتم عرضهما على مجلس شورى الجماعة للتصويت عليهما مرة اخرى، ثم تتم استشارة أعضاء التنظيم الدولي للجماعة بشأن المرشح الذي يختاره المجلس وبعد الموافقة عليه يتم إعلانه بشكل رسميquot;، مشيرا الى ان quot;هذا الأمر من الصعب ان يحسم في خلال ساعات كما ادعى البعضquot;.

من جهة اخرى تحدث تقارير عن محاولات لترضية حبيب وابو الفتوح بعد الاطاحه بهما من مكتب الارشاد، من خلال تشكيل مجلس امناء للجماعة يتم ضم الاثنين اليه بالاضافة الى عدد من رموز الجماعة. بيد ان هذه التقارير اكدت ان الاثنين لن يقبلا الانضمام الى هذا المجلس الذى سيكون quot;ديكوريا quot;على حد قولها ولا يملك اي صلاحيات.