لندن: تداعيات الحرب على غزة والانتخابات العراقية المحلية كانتا القضيتان الرئيسيتان اللتان حظيتا بتغطيات على صفحات الصحف البريطانية الصادرة الاحد.

ففي صحيفة الاوبزيرفر نقرأ تغطية عن تداعيات الحرب على غزة تحت عنوان: غزة بحاجة ماسة الى الغذاء بعد ان دمرت اسرائيل اراضيها الزراعية.

وتشير الصحيفة الى ان سكان غزة، البالغ عددهم قرابة مليون ونصف مليون نسمة، يواجهون ازمة غذائية نتيجة التدمير الواسع لاراض زراعية خلال الغزو الاسرائيلي للقطاع.

وتنقل الصحيفة عن ارقام برنامج الغذاء العالمي، وهي منظمة تابعة للامم المتحدة، ان بين 35 و 60 في المئة من قطاع الزراعة في غزة دمر خلال الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع، والذي جاء في اعقاب عامين من الحصار الاقتصادي.

وتقدر هذه المنظمة الدولية وجود 13 ألف اسرة تعتمد مباشرة في معيشتها على الرعي والزراعة وصيد السمك، وهذه تعرضت الى ضرر كبير جدا.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول في فرع البرنامج بغزة قوله ان غزة تنتج نحو نصف حاجتها من الغذاء، لكن هذه النسبة تراجعت بنحو 25 في المئة.

اما الاندبندنت فقد غطت قضية غزة تحت عنوان: غزة تحصي الكلفة، وتلقي الملامة.

ويقول مراسلها من هناك ان الفلسطينيين في غزة وجدوا انفسهم منقسمين حول كيفية اعادة بناء ما دمرته الحرب، وحول من سيدفع الفاتورة.


وينقل المراسل عن كريس جينيس رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قوله ان الوكالة خصصت اكثر من 300 مليون دولار لتوفير امدادات غذائية وصحية عاجلة.

واضاف هذا المسؤول ان هناك حاجة الى كميات ضخمة جدا من مواد البناء لاعادة بناء ما دمرته الحرب.

quot;دمار في كل مكانquot;

ويرسم المراسل صورة لفظية بالقول ان الدمار في كل مكان في الخط الحدودي الذي يفصل غزة عن اسرائيل.

وان آثار جنازير الدبابات ما زالت موجودة في كل مكان وطأته، حيث قسمت الوحدات العسكرية الاسرائيلية القطاع الى مساحات جغرافية غير مرتبطة ببعضها.

ومن الدمار في غزة الى الانتخابات المحلية في العراق، حيث تغطي الاوبزرفر آخر احداثها تحت عنوان: العراقيون يخرجون باعداد غير مسبوقة في انتخابات حاسمة.

وترى الصحيفة انها ستكون اختبارا حقيقيا، ومفصلا مهما لرسم خريطة التقسيمات الطائفية، ومحكا للصراع بين الحكومة المركزية والمحافظات العراقية التي لم تتضرر من تلك احداث الصراع الطائفي.

وتقول الصحيفة ان اعداد المقترعين فاقت التوقعات في المحافظات التي جرت فيها الانتخابات، وعددها 14 من مجموع اجمالي محافظات العراق البالغة 18 محافظة.

ونقلت عن مراقبي الانتخابات قولهم انها لم تشهد احداث عنف تذكر، او وجود تدخلات للتأثير على الناخبين او اجبارهم او قسرهم في طريقة التصويت.

وتوضح الصحيفة ان هناك مخاوف وتحذيرات سبقت تلك الانتخابات من احتمال قيام التنظيمات المسلحة في العراق، المناهضة للعملية السياسية والوجود الاجنبي في البلاد، بموجة من الهجمات لعرقلة عملية الانتخابات والتأثير عليها سلبيا.

لكن هذا لم يحدث الا على نطاق ضيق جغرافيا ومحدود التأثير، وكانت في محافظة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

مشاركة سنية واسعة

وتشير الصحيفة الى خروج اعداد كبيرة من العرب السنة في محافظاتهم، بعد مقاطعتهم للانتخابات العامة التي جرت في مطلع عام 2005.

اذ تنقل بعض التقديرات خروج ما لا يقل عن 60 في المئة من سكان محافظة الانبار، معقل العرب السنة وثقلهم السكاني الرئيسي في العراق، مقابل مشاركة لم تزد على اثنين في المئة في انتخابات 2005.

اما في صحيفة التايمز فنقرأ تغطية اخرى عن انتخابات العراق تحت عنوان: المسلحون العراقيون يستبدلون الرصاص باوراق التصويت.

وتورد الصحيفة مثلا هو احد هؤلاء المسلحين، وهو حميد الجميلي، الذي كان يقود وحدة من المسلحين تخصصت في تفجير عربات الجنود الاميركيين، وطائراتهم في مدينة الفلوجة، التي تعد احد اقوى معاقل المسلحين السنة، وكانت مسرحا لواحدة من اعنف المعارك في الحرب على العراق.

وتقول التايمز ان حميد (37 عاما) كان في مقدمة قائمة من المرشحين ضمن قائمة الجبهة الوطنية لتحرير العراق، في انتخابات جذبت الملايين من الناخبين من طرفي المشهد الطائفي، السني والشيعي، الذي مر بحرب اهلية كادت ان تمزق البلاد عقب الغزو الاميركي للعراق في عام 2003.

محك مصداقية

واعتبرت الصحيفة ان هذا الحدث يعتبر اقوى صورة من صور الدعم الاجتماعي شهدتها العملية الديموقراطية في العراق، كما انه اقوى محك لمصداقية وقوة قوى الامن العراقية التي تشكلت خلال السنوات الخمس الماضية.

وكانت النتيجة انتخابات سلمية نسبيا، واعتبرها المراقبون الغربيون مؤشرا على امكانية تقليص القوات الاميركية والبريطانية من حجم تواجدها في العراق من دون المخاطرة بخشية وقوع اعمال عنف طائفية.

وتقول الصحيفة انه لا احد يمكن ان يجسد هذا التحول من الرصاص الى اوراق الاقتراع اكثر من حميد الجميلي.

اذ قال انه لم يتخلى عن الذي ما مازالوا يقاتلون القوات الاميركية، لكنه اختار ان يتخذ الاسلوب السلمي في المقاومة.

وفي هذا قال: quot;انا ما زلت اعتقد ان المقاومة حق مشروع، وانها لم تنتهي، الا انني شخصيا سأستمر بانتهاج الاسلوب السياسيquot;.