يعقد البرلمان اللبناني اليوم جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يُفترض أن تنهي شغوراً رئاسياً استمر لأكثر من عامين.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، لم ينجح البرلمان خلال 12 جلسة في امتخاب رئيس للبلاد.

وأعلنت قوى المعارضة اللبنانية توافقها على انتخاب قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، رئيساً للجمهورية.

جاء ذلك في بيان صادر عن اجتماع نواب المعارضة في مقر حزب القوات اللبنانية.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محللين قولهم إن "الدور المطلوب من الجيش في المرحلة المقبلة لتنفيذ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله شكّل عنصراً حاسماً في ترجيح كفّة جوزيف عون".

وقد أعلن سليمان فرنجية، الأربعاء انسحابه لصالح قائد الجيش، كما تكثّفت الاجتماعات والمشاورات بين القوى السياسية في الساعة الأخيرة بهدف التوصل الى "توافق" حول قائد الجيش .

قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون لبنان في 8 سبتمبر 2017.
Reuters
قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون لبنان في 8 سبتمبر 2017.

ومنذ مطلع الأسبوع، أجرى كل من الموفد الأمريكي إلى بيروت آموس هوكشتاين، والموفد السعودي يزيد آل فرحان، والموفد الفرنسي جان-إيف لودريان، لقاءات منفصلة مع نوّاب وشخصيات سياسية مختلفة في لبنان.

وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، عن أمله فيي التوافق على رئيس جديد للجمهورية، قائلا: "للمرّة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه، بإذن الله، سيكون لنا رئيس جديد للجمهورية".

ويحتاج عون إلى تعديل دستوري في حال انتخابه، ليصبح رئيساً، إذ إنّ الدستور لا يسمح بانتخاب موظفين من الفئة الأولى وهم في المنصب وحتى عامين من استقالتهم أو إحالتهم إلى التقاعد.

ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من الانتخابات إلى غالبية ثلثي الأصوات، أي ستة وثمانين صوتاً من أصل مئة وثمانية وعشرين صوتاً للفوز. وفي حال جرت دورة ثانية، فالغالبية المطلوبة تكون بالأكثرية المطلقة، أي خمسة وستين صوتاً.

وفي حال انتخاب جوزيف عون سيكون رابع قائد جيش سابق يتولى رئاسة الجمهورية في لبنان، بعد اتفاق الطائف عام 1990.

والموضوع ليس محض صدفة على اعتبار أن كلا الموقعين يشغلهما مسيحي ماروني بحسب العرف.

لكن الظرف الحالي يزيد من رمزية وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية. فلبنان اليوم تحت المجهر الأمريكي بشأن تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدوانية بين حزب الله وإسرائيل، وهناك تعويل كبير على دور الجيش في القيام بذلك.

ويعتبر قائد الجيش الحالي جوزيف عون من الشخصيات التي تربطها علاقات وطيدة مع الأمريكيين الذين يشيدون بدور الجيش وبما يفعله حتى اللحظة في إطار تنفيذ الاتفاق.

والولايات المتحدة تعتبر الداعم الأبرز للجيش اللبناني، وهي الجهة التي تقدم له المساعدات الأكبر رغم ضآلة الحجم الإجمالي لهذه المساعدات وعدم شمولها على أي أسلحة نوعية، كما أنها أسهمت في مرحلة سابقة في دعم أجور عناصره.

ونُقل عن لسان الموفد الرئاسي الأمريكي، آموس هوكستين، الذي زار لبنان مطلع الأسبوع، قوله إن جوزيف عون يمتلك المواصفات المطلوبة في المرحلة المقبلة، وإن كان ليس الوحيد بهذه المواصفات.

كما أنه يأتي من مؤسسة يُنظر إليها بأنها جامعة ووطنية وأنها مترفعة عن الانقسامات السياسية ولا تشوبها اتهامات فساد.