نضال وتد من تل أبيب: مع بقاء ستة أيام على الانتخابات الإسرائيلية العالمة، التي ستجرى الثلاثاء القادم، تشهد المعركة الانتخابية في إسرائيل بشائر تحولات في خطاب الأحزاب الإسرائيلية، ولا سيما الليكود وحزب العمل مع بوادر لتقارب بين الحزبين واحتمالات لتشكيل حكومة وحدة وطنية يتولى فيها براك ملف الأمن.
وتأتي هذ1ه التطورات في ظل استمرار تصاعد قوة حزب quot;يسرائيل بيتينوquot; الذي يتزعمه اليمين المتطرف ليبرمان، حيث تنبأت الاستطلاعات الأخيرة له بالحصول على 18 مقعدا مما يعني تقدمه على حزب العمل من جهة وتهديده لقوة حزب الليكود وعدد المقاعد التي سيحصل عليها. وكشفت مصادر حزبية داخل الليكود أمس، أن هذه التطورات دفعت بزعيم الليكود نتنياهو، إلى اعتماد خطاب دعائي جديد يعلن نتنياهو من خلاله عن عزمه على تشكيل حكومة وحدة وطنية، يكون براك فيها وزيرا للأمن، بشرط أن يحافظ حزب العمل على قوته في البرلمان، من جهة، وتشديد الخطاب الذي يدعو الناخب اليمين في إسرائيل إلى التصويت لليكود مباشرة وعدم الاكتفاء بتعزيز قوة معسكر اليمين.
وقالت أوساط في حزب العمل لصحيفة quot;يسرائيل اليومquot;، إن الليكود سيطرح في الأيام المتبقية للانتخابات شعارا جديدا يقول إن ليكود قوى مع عدد كبير من المقاعد هو الضمانة الوحيدة لحكومة مستقرة تنفذ طروحات الليكود ولا تكون تحت رحمة أحزاب اليمين الصغيرة، سواء شاس أو حزب ليبرمان. وفي هذا السياق شن الليكود حملة جديدة على ليبرمان، متهما إياه بأنه لن يتردد عن العودة لحكومة بقيادة كديما مقابل منصب وزاري.
ليبرمان محور الدعاية الانتخابية من اليمين واليسار
يعتبر ليبرمان وحزبه الرابح الأكبر من الدعاية الانتخابية ومن المعركة الانتخابية الحالية، فدعايته الانتخابية التي بناها على العداء للعرب فقي إسرائيل وللفلسطينيين بشكل عام، تحولت إلى نقطة قوة له ونقطة جذب في المعركة الانتخابية ككل. فقد مكنت هذه الدعاية من تسليط الأضواء على حزب ليبرمان وطروحات ليبرمان العنصرية، وشنت الأحزاب العربية حربها الدعائية ضد ليبرمان، ومثلها فعلت حركة ميرتس اليسارية، في الوقت الذي حاول فيه حزب العمل والليكود تجاهل ليبرمان والامتناع عن مواجهته، لكن تطورات المعركة الانتخابية الحالية، وخصوصا بعد انتهاء الحرب على غزة، عادت وسلطت الأضواء على دعاية ليبرماتن وتصاعد قوة حزبه مما اضطر الليكود والعمل إلى الالتفات لظاهرة ليبرمان ومحاولة وقف المد الانتخابي الذي تمكن ليبرمان من حصده لغاية الآن.
وكانت الاستطلاعات التيس أشرت في اليومين الماضية، والتي تنبأت بفوز ليبرمان ب18 مقعدا بمثابة نقطة تحول مفصلي في موقف الأحزاب الكبيرة من ليبرمان. وكانت بحسب محللي الشؤون الحزبية الدافع الأساسي وراء لقاء نتنياهو مع براك بالأمس، مما اعتبره المحللون بوادر لتقارب بين الاثنين ورسالة من نتنياهو للناخب اليميني بشأن ضرورة تعزيز قدرة الليكود وتوسيع صفوفه بدلا من التصويت للأحزاب اليمينية الصغيرة. والتي ألمح نتنياهو خلالها بأن براك هو المرشح المفضل لتولي وزارة الأمن بعد الانتخابات.
وكانت الاستطلاعات التيس أشرت في اليومين الماضية، والتي تنبأت بفوز ليبرمان ب18 مقعدا بمثابة نقطة تحول مفصلي في موقف الأحزاب الكبيرة من ليبرمان. وكانت بحسب محللي الشؤون الحزبية الدافع الأساسي وراء لقاء نتنياهو مع براك بالأمس، مما اعتبره المحللون بوادر لتقارب بين الاثنين ورسالة من نتنياهو للناخب اليميني بشأن ضرورة تعزيز قدرة الليكود وتوسيع صفوفه بدلا من التصويت للأحزاب اليمينية الصغيرة. والتي ألمح نتنياهو خلالها بأن براك هو المرشح المفضل لتولي وزارة الأمن بعد الانتخابات.
إلى ذلك ومن جهة أخرى فإن حركة شاس التي أخذت تخشى بدورها من انتقال أصوات الناخبين التقليدين في اليمين إلى ليبرمان بدأت هي الأخرى بحملة جديدة تركز من خلالها على التوجهات المعادية لدى حزب ليبرمان وأنصاره لكل ما يتعلق بالتقاليد اليهودية والهوية اليهودية الدينية، وحذرت شاس في دعايتها من خطر quot;ذوبان الشعب اليهودي وفقدانه لهويتهquot; في حال انتصر ليبرمان واتجه نحو سن قوانين علمانية أو سيطر على وزارة الداخلية المسؤولة عن تعريف من هو اليهودي وخصوصا بين المهاجرين الروس في إسرائيل.
قلق من نسبة مشاركة متدنية
وعلى صعيد أخر، فإن القلق يتصاعد لدى الأحزاب الكبيرة من اللامبالاة التي يبديها الإسرائيليون من الانتخابات وتصريح نسبة عالية منهم ،حو 30% على الأقل بأنهم لا يعتزمون المشاركة في الانتخابات، في حين تشير الاستطلاعات العامة إلى أن ما يوازي قوة 20 مقعدا من الناخبين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، وبالتالي فإن الأحزاب الكبيرة، واستنادا إلى تجحارب الماضي تخشى من أن تذهب هذه الأصوات في صفوف العلمانيين إما إلى حزب ليبرمان وإما إلى حركة ميرتس اليسارية، وهو ما قد يزيد من ضعف الأحزاب الكبيرة، ويزيد من عدم استقرار الخريطة الحزبية في إسرائيل.
وإذ1ا كانت الأحزاب الكبيرة قلقة منن نسبة متدنية من المشاركة، فإن الصورة في الوسط العربي أكثر خطورة. ففي الوقت الذي صعدت فيه الحركة الإسلامية، بقيادة الشيخ رائد صلاح، وحركة أبناء البلد من حملاتها ضد مشاركة الفلسطينيين في إسرائيل في الانتخابات للبرلمان الإسرائيلي، سواء بفعل قلة تأثير النواب والأحزاب العربية، ناهيك عن البعد الشرعي والديني، كما تروج لذلك الحركة الإسلامية، أو بفعل عدم منح الشرعية quot;للبرلمان الصهيونيquot; كما تقول حركة أبناء البلد.
وإذ1ا كانت الأحزاب الكبيرة قلقة منن نسبة متدنية من المشاركة، فإن الصورة في الوسط العربي أكثر خطورة. ففي الوقت الذي صعدت فيه الحركة الإسلامية، بقيادة الشيخ رائد صلاح، وحركة أبناء البلد من حملاتها ضد مشاركة الفلسطينيين في إسرائيل في الانتخابات للبرلمان الإسرائيلي، سواء بفعل قلة تأثير النواب والأحزاب العربية، ناهيك عن البعد الشرعي والديني، كما تروج لذلك الحركة الإسلامية، أو بفعل عدم منح الشرعية quot;للبرلمان الصهيونيquot; كما تقول حركة أبناء البلد.
وتخشى الأحزاب العربية الثلاثة المشاركة في الانتخابات، من أن تؤثر هذه الدعاية على نحو خاص في الانتخابات الحالية بفعل تراكمات الحرب على غزة، والغضب الذي خلفته هذه الحرب في صفوف الفلسطينيين في إسرائيل لجهة مقاطعة الانتخابات العامة. فالأحزاب العربية الثلاثة التي تعطيبها الاستطلاعات العامة فرص الحفاظ على قوتها (في أحسن الحالات) تخشى من ارتفاع نسبة التصويت في الشارع اليهودي مما سيزيد من صعوبة حصولها على العدد الكافي من الأصوات اللازمة لاجتياز نسبة الحسم والمقدرة بـ70 ألف صوت على الأقل، فيما يبدو أن قائمة الجبهة والحزب الشيوعي هي القائمة الوحيدة القادرة على اجتياز نسبة الحسم المذكورة، بينما تتأرجح فرص قائمتي التجمع والموحدة بين اجتياز نسبة الحسم أو الفشل تبعا لنسبة التصويت في الشارع اليهودي من جهة ولنسبة المشاركة بين الفلسطينيين في إسرائيل.
التعليقات