القاهرة:قالت مصر اليوم ان دعوة قطر لعقد مؤتمر دولي للمانحين لاعادة اعمار غزة quot;امر مستغربquot; مشددة على ان المؤتمر الذي تستضيفه القاهرة في الثاني من مارس المقبل هو المؤتمر الذي سيتوجه اليه المجتمع الدولي للعمل على اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي في القطاع.

واوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي في تصريح للصحافيين هنا اليوم ان مصر quot;سبق واعلنت منذ شهر عن الدعوة لعقد مؤتمر دولي لاعادة اعمار غزة بالقاهرة..وتابعنا الدعوة القطرية باستغراب شديد خاصة واننا وجهنا الدعوة الى الدوحة للمشاركة في المؤتمر الذي تزمع مصر اقامتهquot;. واكد ان مصر ستمضي في طريقها للاعداد للمؤتمر quot;بغض النظر عن اي شىء اخرquot;.

واعتبر زكي انه quot;عندما تكون هناك ازدواجية من هذا النوع فان هذا امر يشتت انتباه بعض الدول لما يحدث ولما يجب ان يحدث وللجهد ككل لكن معظم الدول واعية بان الجهد المصري هو الاساس سواء سياسيا او في موضوع اعادة الاعمارquot;. واشار الى ان مصر سبقت الجميع بالتشاور مع الاطراف الكبيرة ذات الثقل في هذا الموضوع والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والنرويج وغيرها من الاطراف لافتا الى ان الاعداد جار على قدم وساق فيما يتعلق بالمؤتمر الذي تستضيفه القاهرة.

وذكر ان الدعوة لهذا المؤتمر في القاهرة وردت في خطاب الرئيس حسني مبارك أمام القمة العربية الاقتصادية في الكويت مشيرا الى ان العمل يمضي منذ ذلك الوقت ولم يتوقف في وزارة الخارجية المصرية من اجل انجاح هذا المؤتمر. واضاف زكي ان مصر الآن بصدد تلقي الردود على دعواتها للاطراف المشاركة في مؤتمر اعمار غزة على مستوى وزراء الخارجية مشيرا الى ان سفارات مصر فى الخارج quot;تنقل ردود فعل كلها ايجابية وكلها ترحيب وكلها تعبر عن اعتزام المشاركة الفعالة من جانب هذه الدول في المؤتمرquot;.

وحول الدور التركي في ملف الحوار الفلسطيني وكذلك ملف اطلاق سراح الاسير الاسرائيلي لدى الفصائل الفلسطينية في غزة جلعاد شاليط مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين بين زكي انه quot;لا توجد لدينا مؤشرات بان موضوع الجندي الاسرائيلي في طريقه الى الحل عبر قناة اخرى غير القناة المصريةquot;.

واشار الى ان المسعى المصري في هذا الملف موجود ومستمر وقائم حتى هذه اللحظة. واوضح ان حركة حماس quot;لا تزال متمسكة بشروطها حول التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر كما ان المسألة من الجانب الاسرائيلى عليها ايضا بعض الملاحظات وبالتالي فان العمل الان يجرى على كيفية تحقيق تقدم يوائم الطرفين ويجعلهما ينضمان لتفاهمquot;.

وردا على سؤال حول الآلية التي تحكم موضوع معبر رفح واسباب اللغط الذي تثيره بعض الاطراف حول اغلاقه حاليا من جانب مصر قال المتحدث ان quot;المنطق الذي يحكم فتح معبر رفح او اغلاقه هو انه عندما تتم استعادة التهدئة فسيتم فتح المعابر وستتدفق السلع الى داخل القطاع باعتبار انه سوف يتم رفع الحصار بدرجة ومستوى معينquot;.

واضاف ان هذا الرفع للحصار quot;سيؤدي الى استعادة القطاع لقدر مهم من حيويته ومعيشته الطبيعية وقدرته على التعامل مع العالم الخارجي وفي استقبال السلع وبالتالي تنتفي الحاجة الى ان يكون معبر رفح معبرا لدخول المعونات الطبية والمساعدات مثلما كان الحال عليه فى وضع الحربquot;.

وردا على سؤال حول اصرار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على محاولة ايجاد مرجعية موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني قال زكي ان مصر quot;لديها مؤشرات عديدة أن هذا الحديث هو حديث لا يؤيده الكثيرون سواء داخل حركة حماس او خارجها من المنظمات الأخرىquot;. واعتبر ان هذا الحديث quot;هو حديث تقسيم ولا ينبغي ان يستمر فيه من ينادي به لانه سيؤدي الى تقسيم العمل الوطني الفلسطيني وما لذلك من تداعيات سلبية وخطيرة على القضية الفلسطينية ذاتهاquot;.

واكد انه quot;يجب التنبه الى مثل هذه الاحاديث وان يتم النظر اليها في اطارها الصحيح وهو انها احاديث فردية مدعومة باجندات اقليمية نعلمها جميعا ولكن لا نرى لها تاييدا حقيقيا في الشارع الفلسطيني او العربيquot;.

وحول تأثير الخلافات العربية على عقد القمة العربية العادية في الدوحة اوضح زكي انه quot;كان هناك توتر كبير جدا العام الماضي قبل قمة دمشق بسبب الوضع اللبناني وكانت هناك علامات استفهام حقيقية حول قمة دمشق وما اذا كانت ستعقد أم لاquot; مشيرا الى quot;ان مصر قررت حضور هذه القمة وساهمت ان لم يكن فى استعادة الوحدة فعلى الاقل في عدم تكريس الانقسامquot;.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية عن امله في ان quot;يسعى الجميع في القمة العربية المقبلة بنية صادقة لتوحيد الصف وليس لتكريس الانشقاق او دق الاسافين او العمل على تأليب الدول بعضها على بعض او استخدام الورقة الفلسطينية بشكل لا يخدم الفلسطينيين اولاquot;. واضاف ان الاجتماع الوزاري العربي القادم في 3 مارس quot;هو الاجتماع الذي يجب النظر اليه باعتباره اجتماعا تحضيريا حقيقيا للقمة العربية ويمكن عقد اجتماعات عربية أخرى مصغرة حتى موعد القمةquot;.

وحول تدمير اسرائيل لانفاق على الحدود المصرية مع غزة بين زكي ان الموقف المصري يشير الى ان الانفاق quot;موجودة منذ سنوات الاحتلال الاسرائيلى عندما كانت اسرائيل متواجدة داخل القطاع كما أن الانفاق وتهريب المواد الغذائية عبرها امر طبيعي في ظل الحصار وبالتالي يجب رفع الحصار اولا حتى تتوقف هذه الحركة ليجد المواطن الفلسطيني في غزة السلع متاحة امامه كما ان مصر نفت ان يكون هناك تهريب اسلحة عبر هذه الأنفاقquot;.

وردا على سؤال حول المخاوف من حدوث حوار أميركي - ايراني في الفترة المقبلة يعطي لطهران الحق في لعب دور اقليمي على حساب الدول العربية بين زكى ان دول المنطقة quot;لديها مواقفها فيما يتعلق بايران وهي دولة جار للعالم العربيquot;.

واضاف انه اذا رأت ايران انها تريد ان تعمل لصالح الاستقرار في المنطقة فسيكون هذا سلوكا نؤيده اما اذا استمرت ايران في سلوكها الذي يغذي عدم الاستقرار ويزيد الاستقطاب ومن حالة المواجهة وتحديدا المواجهة العسكرية في هذه المنطقة وبما يزعزع الأمن والاستقرار فيها فهذا الأمر يجب التصدي له بغض النظر عن مواقف هذه الدولة الكبرى او تلك سواء أوروبا او الولايات المتحدةquot;.

واعتبر ان الحوار مع ايران quot;امر يخص تلك الدول المحاورة ولكن دول المنطقة واعية تماما للتحركات الايرانية وللسلوك الايراني واذا اتجه هذا السلوك في اتجاه ايجابي فاهلا وسهلا اما اذا ذهب في اتجاه سلبي فنحن متنبهون تماما لذلك وسنعمل على التصدي لهquot;.