إيطاليا: وزير العدل يوسع صلاحيات الشرطة القضائية

طلال سلامة من روما: يعيش حزب quot;قيم ايطالياquot;، الذي يقوده المدعي العام السابق quot;أنتونيو دي بياتروquot; أوقاتاً صعبة نتيجة الأزمة السياسية القائمة بين الأخير ورئيس الجمهورية. وتوغلت هذه الأزمة داخل حزب quot;قيم ايطالياquot; إنما يبدو أنها أثرت هامشياً على مرجع الحزب، أي الناخبين والمتعاطفين معه الذين ما تزال ثقتهم بجورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية، عالية جداً منذ أن تربع نابوليتانو على عرشه في القصر الجمهوري quot;كوريناليquot;. لو نظرنا جيداً لرأينا أن 79 في المئة من الإيطاليين يعبرون عن تقديرهم إزاء شخصية رئيس الجمهورية، وهي أعلى درجة ثقة تنالها شخصية مؤسساتية هنا في تاريخ البلاد. لا بل تصل هذه الثقة، في صفوف ناخبي حزب quot;قيم ايطالياquot;، الى 85 في المئة!

برغم من التباين بين نظرة دي بياترو الى رئيس الجمهورية والثقة بالأخير التي يبديها له جمهور حزب قيم ايطاليا إلا أن حزب دي بياترو يواصل حصد النجاح والأصوات الجديدة المؤيدة لخطه السياسي. اليوم تتأرجح هذه الثقة بين 8 و10 في المئة من الناخبين الإيطاليين. بمعنى آخر، فان حزب دي بياترو يحصد الآن ضعف الأصوات مقارنة بما كانت الحال عليه في شهر أبريل(نيسان) الماضي. هذا ويتميز ناخبو حزب قيم ايطاليا بأعمار متوسطة ومتقدمة كما أنهم حائزين على درجة تعليم جامعية(بكالوريوس أم دراسات عليا). ويقدر الخبراء أن هذه الشريحة الانتخابية الحزبية ترسو على 16 في المئة من ناخبي دي بياترو، وهم أغلبهم مقيمين في المدن الكبرى. والعديد منهم صوت لصالح التيارات اليسارية الصغرى في الانتخابات السياسية الأخيرة. ويبدو أن سر نجاح حزب دي بياترو يكمن في ظاهرة quot;الاختلاف والتمردquot; الغائبة عن بقية التيارات الحزبية. هكذا، ينجح هذا المدعي العام في إغراء طبقة شعبية تكره السياسة، وأغلبها مستوطن في التيارات اليسارية المتشددة.

علاوة على ذلك، يبدي بعض ناخبي ائتلاف برلسكوني اليميني تضامناً سرياً مع دي بياترو. بالطبع، لا نستطيع وصفهم بالخونة كونهم لن يتوجهوا أبداً الى مراكز الاقتراع لانتخاب دي بياترو. بيد أن اعترافاتهم المتعلقة بتضامن غير معلن عنه مع دي بياترو سيجعلهم ضحايا الحملات الانتخابية القادمة التي سيخوضها دي بياترو. ما يعني أن إخضاعهم لعملية غسل أدمغة، سياسية، الطابع سيكون أسهل من أي وقت مضى على حساب حزب برلسكوني. علماً أن الناخبين الإيطاليين يعتبرون أنفسهم أحراراً أكثر في الانتخابات الأوروبية القادمة. وهذه فرصة ذهبية لأنتونيو دي بياترو لتلغيم التوازنات السياسية الحالية الهشة هنا!