طلال سلامة من روما: بدلاً من مراسلة سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، كما تقتضي به العادات والطقوس الديبلوماسية بين دولتين، اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما مراسلة رئيس المعارضة، فالتر فلتروني. إذن، فضل الرئيس أوباما الرد على رسالة تهنئة وجهها إليه فلتروني بمناسبة دخوله البيت الأبيض من أبوابه الرئيسية ليضحي حاكماً عالمياً ذو نفوذ واسع. بنظر أوباما، على الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا مواجهة سلسلة من التحديات التي يمكن تخطيها من دون صعوبات في حال تم مواجهتها كفريق واحد. كما يؤمن أوباما بفرص استثنائية ستخول أميركا وإيطاليا توسيع أهدافهما المشتركة في حال تم التقاط هذه الفرص من الجانب الصحيح.

وطالما اعتبر المراقبون التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بين البلدين جوهريان لمكافحة الإرهاب الدولي. إنما ما يقلقهم اليوم خطط أوباما الذي ينوي العمل في إطار إحلال السلام والصداقة بالتعاون مع فلتروني حصراً وكأن الأخير أضحى رئيساً للوزراء، بين ليلة وضحاها. من جهة، هناك علاقات حميمة تجمع أوباما وفلتروني تحت سقف واحد، يميل الى الاقتراب من الخط السياسي اليساري المعتدل والابتعاد عن كل ما هو ذو هوية يمينية. من جهة ثانية، تخيم العلاقات الجليدية على العلاقات بين أوباما وبرلسكوني الذي لم يكن حاضراً، كما في السابق، في مراسيم القسم الدستوري لأوباما قبل دخوله البيت الأبيض.

في أي حال، سيجري أوباما اتصالاً هاتفياً مع برلسكوني(الذي سخر مؤخراً من أوباما واصفاً إياه بالرجل الأسمر) في الأيام القادمة وهذا ما يعمل عليه قصر رئاسة الوزراء بروما بالتعاون مع البيت الأبيض. ولن يكون هذا الاتصال ودياً روتينياً إنما أقرب الى توزيع الأدوار والمهمات بصورة رسمية quot;لائقةquot;. ثمة العديد من المهمات العسكرية التي تجد الجيشين الأميركي والإيطالي يداً بيد كما في أفغانستان الذي يصفه الخبراء بأنه العراق الثاني.. القادم. كما يأخذ أوباما بالاعتبار أن برلسكوني سيكون رئيساً لمجموعة دول الثمانية الكبرى طوال هذا العام. وبرلسكوني بدوره حاكم عالمي ذو نفوذ واسع!