كامل الشيرازي من الجزائر: يطرح مراقبو الشأن السياسي في الجزائر استفهامات بالجملة، عما إذا كانت التلميحات المنسوبة إلى الرئيس الجزائري quot;عبد العزيز بوتفليقةquot; (72 عاما) بشأن quot;خلافتهquot;، لها علاقة بثمة سيناريو مفترض يجري طهيه في هدوء، خصوصا مع تأخر الرئيس الجزائري في تلبية نداءات مؤيديه الخاصة بترشحه لولاية رئاسية جديدة، فهل يفكر بوتفليقة من الآن في مغادرة القصر الرئاسي بعدما عدّل الدستور بشكل يسمح له بالمكوث في الحكم لفترة زمنية غير محددة؟
وانفجر الجدل بعد ساعات من حديث نائبة اشتراكية فرنسية زارت الجزائر، عن إعطاء بوتفليقة quot;تلميحات وإشارات ضمنيةquot; عن شخص سيخلفه في منصبه، وهو ما جعل الهمس يرتفع حول ما إذا كانت المرحلة المقبلة المتزامنة مع انتخابات الرئاسة قد تشهد quot;مفاجأةquot; من شأنها تحوير أفق الجزائر السياسي.
وقالت نائبة مجلس الشيوخ الفرنسي quot;سامية غاليquot; ذات الأصول الجزائرية، أنّ اللقاء المطوّل الذي جمعها رفقة مواطنها quot;جان نوال غيرينيquot; ببوتفليقة، جعلها تحس بأنّ quot;بوتفليقة بصدد تحضير خليفتهquot;، وعلّقت النائبة الفرنسية:quot;بدا لي بوتفليقة وكأنه يحضر لخليفتهquot;، بينما اكتفى مواطنها quot;جان نوال غيرينيquot; بالقول أنّه التقى في الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات كاملة، بـquot;رجل في صحة جيدة وحضور يميزه الفطنة والذكاء الفكريquot;، فيما لم تصدر الجزائر أي تعليق رسمي حول الموضوع.
وفاجأت تصريحات quot;سامية غاليquot; المتابعين للشأن الجزائري، سيما وأنها أتت عشية إعلان بوتفليقة ترشحه رسميا لانتخابات التاسع أبريل/نيسان القادم، ما دفع محللين إلى الربط بين تصريح النائبة الفرنسية وأخبار تلوكها الألسن عن سيناريوهات يجري التحضير لها في المستقبل المنظور.
وشهدت الجزائر خلال الفترة ما بين 2005 و2006 حرب تصريحات حول quot;استخلاف بوتفليقةquot; بعد خضوع الأخير لعملية جراحية دقيقة بمشفى quot;فال دوجراسquot; الباريسي، وفترة النقاهة المزمنة التي أعقبتها، ما جعل الزعيمان الأمازيغيان المعارضان quot;حسين آيت أحمدquot; وquot;سعيد سعديquot; يتحدثان آنذاك عن quot;انشغال النظام بتحضير خليفة بوتفليقةquot;.
لكنّ quot;أبو جرة سلطانيquot; وزير الدولة الجزائري وزعيم حركة مجتمع السلم الإسلامية لم يتردد عن quot;تخوينquot; كل من يتحدث عن خلافة بوتفليقة، ونفى صحة ما عُرف بـquot;مرحلة ما بعد بوتفليقةquot;، وقال إنّ كل من يتحدث عن خلافة الرئيس quot;متآمر ومشوشquot;، كما نعت ما راج عن مرحلة ما بعد الرئيس بكونه quot;تشتيت للصفوف، ووضع للعصي في عجلة الدولة الجزائريةquot;.
التعليقات