الفاينانشيال تايمز: طهران تخضع لإختبارات
نيويورك: دعا تقرير سياسي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الانتظار حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في إيران، قبل إطلاق السعي الجدي للتفاوض مع طهران، دون إهمال احتمال الاتصال المباشر بمرشد الثورة الإسلامية في البلاد، علي الخامنئي، صاحب القرار النهائي على المستوى السياسي.

وذكر التقرير، الذي يعتمد على آراء مجموعة من الخبراء بالشأن الإيراني، أن لواشنطن الكثير من المصالح المشتركة مع طهران، يمكن أن تشكل مدخلاً للمفاوضات الثنائية، التي يحدد التقرير الهدف الأميركي منها بتجميد برنامج إيران النووي ووقف دعم حماس وحزب الله، إلا أنه يحذر من أن إيران لن تقدم الكثير على الأرض قبل حصول تطور بالمفاوضات.

التقرير الذي نشرته مجلة تايم، حمل آراء عدد كبير من الخبراء في ملفات طهران، بينهم علي أنصاري، الباحث بالشأن الإيراني لدى مركز أبحاث quot;شاثم هاوسquot; البريطاني الذي قال إن على أوباما التريث إلى ما بعد يونيو/حزيران المقبل بانتظار تحديد هوية الرئيس الإيراني الجديد.

ولفت أنصاري إلى أن الرئيس الإيراني الحالي، أحمدي نجاد، قد يخسر السباق أمام الرئيس السابق الأكثر انفتاحاً على الغرب، محمد خاتمي، أو قد يجد نفسه مدفوعاً إلى إبداء المزيد من الليونة أمام الغرب بسبب عودة خاتمي لميدان السياسة، كي يفقد منافسه ورقة القوة الأساسية لديه. غير أن خبيراً أميركياً رفض الكشف عن اسمه، قال إن انتظار الانتخابات الرئاسية أمر غير ضروري، خاصة وأن السلطة السياسية الحقيقية موجودة بيد المرشد الأعلى، علي الخامنئي، داعياً أوباما إلى البحث عن سبل الاتصال المباشر به أو الطلب إليه اختيار الشخص الذي سيفاوض الولايات المتحدة.

وفي الإطار عينه، قالت مان ليفيريت، التي تولت إجراء مفاوضات سرية بين إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، وإيران بين عامي 2001 و2003، إن المفاوضين الإيرانيين الذين التقت بهم كانوا يحرصون على تقديم تقاريرهم حول المفاوضات إلى الخامنئي.

أما على الجانب الأميركي، فقد دعا الخبراء أوباما إلى عدم اختيار دينيس روس للتفاوض مع إيران، وذلك نظراً لمواقفه السابقة حيال التشدد بالعقوبات عليها، وصلاته مع إسرائيل، غير أنهم شددوا على أن طهران ستجد نفسها في نهاية المطاف مضطرة للتعامل معه، إذا أصر البيت الأبيض على اختياره.

وبالنسبة للمواضيع التي ستتصدر جدول الأعمال، فرأى الخبراء أن الولايات المتحدة ترغب في أن ترى نهاية البرنامج النووي الإيراني، ووقف الدعم لتنظيمات مثل حماس وحزب الله، في حين ترغب إيران بتأكيد حقها في برنامج نووي سلمي وإنهاء العقوبات المفروضة عليها وإبعاد شبح تغيير النظام فيها.

ويرى كريم سجدبور، من معهد كارنيجي للسلام، أنه من الأفضل البدء عبر التعاون في ملفات مشتركة، مثل أفغانستان، لبناء الثقة المتبادلة، وتنبع أهمية التعاون في الملف الأفغاني من واقع أن طهران وواشنطن تتشاركان الرغبة في عدم عودة نظام حركة طالبان، الذي كاد أن يخوض حرباً مع إيران عام 1998، بعدما قتلت عناصر تابعة له ثمانية دبلوماسيين إيرانيين.

كما أن لطهران رغبة في مكافحة النمو المتزايد لتجارة المخدرات وزراعتها في أفغانستان، بعد أن بدء تأثير ذلك يمتد إليها، إلى جانب أن الملف الأفغاني شهد في السابق تعاوناً وطيداً بين طهران وواشنطن بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وإن كان قد ظل خلف الكواليس.

لكن ليسلي غالب، الخبير في مؤسسة quot;مجلس العلاقات الخارجيةquot; شكك في إمكانية أن تكون هذه الخطوات مقدمة لتفاهم حقيقي بين طهران وواشنطن، باعتبار أن الجانب الإيراني لن يكون متحمساً لها، نظراً لقيامه في السابق بإسداء خدمات مماثلة للولايات المتحدة دون أن ينال شيئاً في المقابل.