الدوحة: كان موضوع quot;إدارة أوباما والعالم الإسلاميquot; محور نقاش جلسة العمل العامة التى استهل بها منتدى أميركا والعالم الإسلامي أعماله فى يومه الثالث والأخير في فندق الفورسيزونز. وتطرقت الجلسة بشكل عام إلى أولويات الإدارة الأميركية الجديدة، وإلى العديد من القضايا من وجهة النظر الإسلامية والأميركية، بدءاً من الوضع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي إلى باكستان وأفغانستان وإيران والصراع العربى الإسرائيلي.

وجرى التذكير على أن زمن الإفلات من العقاب قد ولّى. وطرح المتحدثون والمشاركون عبر مداخلاتهم أفكاراً عدة بشأن هذه القضايا، وعبّروا عن آرائهم تجاهها من منطلق ما يرونه وما يتأملونه من الإدارة الأميركية الجديدة.

وناقشت الجلسة بعض التصورات والتوجهات التي حاول المتحدثون أن يستنبطونها من تصريحات وخطابات الرئيس أوباما تجاه قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها النزاع العربي الإسرائيلي، وملف إيران النووي.

ولفت المتحدثون الرئيسيون في هذه الجلسة إلى أن العديد من الملفات الساخنة مطروحة على طاولة أوباما كذلك، كمسألة العراق وأفغانستان من دون أن يغفلوا قضية المصالحة الوطنية الفلسطينية التي اعتبرها البعض شرطاً أساساً لأي مفاوضات يجريها الجانب الفلسطيني مع إسرائيل.

ورأى المتحدثون أن إدارة أوباما تتجه إلى الانفتاح أكثر نحو قضايا المنطقة، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. واعتبر البعض أن سياسة أوباما الجديدة باتجاه إيران ستعتمد على الحوار أكثر.

في المقابل، فرض مزيد من العقوبات، مستبعدين أن يكون الخيار العسكري مطروحاً لحلّ هذه القضية. بينما يرى آخرون أن تبقى كل الخيارات مفتوحة بعد أن تستنزف كل الجهود الرامية إلى حثّ طهران على التخلّي عما سمّوه طموحاتها النووية.

واقترح بعض المتحدثين على ضرورة إشراك أطراف أخرى في الحوار مع إيران كالصين باعتبار حجمها القوي، من دون إغفال دور روسيا الحيوي في هذا الموضوع.

وفي حين طالب بعض المتحدثين في الجلسة الرئيس الأميركي الجديد بالتحرك بشكل أسرع وأكبر لإيجاد حلول للمشاكل التي تقف عائقاً بين علاقات أميركا والعالم الإسلامي، رأى السيناتور كيث أليسون عضو الكونغرس أن تحرك إدارة أوباما تجاه المنطقة كان سريعاً، حيث عيّن جورج ميتشل مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط.

كما عيّن ريتشارد هولبروك مبعوثاً لأفغانستان وباكستان. وتوقّعت بعض مداخلات الجلسة أن تغيّر الولايات المتحدة من سياستها الخارجية باتجاه العالم الإسلامي، ومنها سياستها تجاه باكستان وأفغانسان.

وطالب البعض في هذا السياق بأن يضع أوباما في اعتباره أن معالجة مشكلة أفغانستان يجب أن تتم في إطار شمولي وليس عسكري فقط، وذلك عن طريق استراتيجية إقليمية، تضم دول جوار أفغانسان ومنها باكستان.

ولفت بعض المشاركين إلى أن أوباما لم يتحدث عن الديمقراطية في خطاب القسم. كما إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أشارت إلى أن أوباما سيركّز على مسائل الدفاع والدبلوماسية والتنمية.

وبيّن الصحافي جاكسون دايل من جريدة واشنطن بوست أن أوباما، وفي حوار أجرته معه الجريدة، تحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنه ركّز على الانتخابات الحرة وتطوير المؤسسات التي تعمل على ذلك.

وتطرقت جلسة quot;إدارة أوباما والعالم الإسلاميquot; إلى سياسة الرئيس الأميركي الجديد في ما يتعلق بالسودان، وخاصة أزمة دارفور. وفي هذا الصدد قال عضور البرلمان السوداني صالح محمود عثمان إن الرئيس أوباما لديه التزام حيال مشكلة دارفور، وكان عبّر عن قلقه إزاء هذه الأزمة قبل تولّيه الرئاسة في عام 2004.

مشيراً إلى أن أوباما يتحدث في هذا الشأن عن مبدأ العدالة والمحاسبة. ولفتت بعض المداخلات إلى ضرورة إشراك بكين إذا ما رغبت الإدارة الأميركية الجديدة إجراء أي حوار مع الخرطوم، على اعتبار أن الصين لديها مصالح كبيرة في أفريقيا، ومنها السودان التي ترتبط بعلاقات قوية معها.

وبخصوص المسار السوري، اعتبر بعض المتحدثين أن هناك 3 مقاربات يمكن أن تشجّع على ردم الهوة بين واشنطن ودمشق، وهي التوصل إلى مفاوضات بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي، واستكمال الجهود التي بدأتها تركيا لمحادثات سلام غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، وكذلك عدم تجاهل إيران في أي حل للنزاع العربي الإسرائيلي.

كما أجمع المتحدثون في الجلسة على أهمية أن يتوخّى أوباما أخطاء الرئيس السابق جورج بوش، خاصة في ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، وعدم إطلاق الوعود التي يصعب تحقيقها حالياً في هذا الشأن.

وبخصوص أي حوار تجريه الإدارة الأميركية الجديدة مع حركة حماس، رأى البعض من المتحدثين في الجلسة أن الكيانات السياسية في واشنطن، وكذلك العديد من دول العالم، قد تهاجم الرئيس أوباما إذا فعل ذلك. لكنهم شدّدوا في الوقت نفسه على أهمية حوار وطني فلسطيني، يفضي في النهاية إلى إيجاد طرف فلسطيني واحد يتفاوض مع إسرائيل.