الخرطوم: قتل عاملان سودانيان من منظمة غير حكومية اوروبية، هما اول الضحايا من العمال الانسانيين هذا العام في اقليم دارفور السوداني الذي تمزقه الحرب الاهلية، على ما اعلن مسؤولون الاثنين.

وقال كمال سيقي الناطق باسم قوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة في دارفور لوكالة فرانس برس ان شاحنة تنقل مدنيين كانت مساء السبت على الطريق الذي يربط كورونجي الى كور ابيشي، عندما تعرضت لمكمن نصبه 24 رجلا كانوا على احصنة وجمال.

واضاف المصدر quot;في هذه الاثناء وصلت سيارة لاند روفر فيها ثلاثة اشخاص من منظمة +ايد ميديكال انترناسيونال+ الى المكان. وقتل عاملان سودانيان وجرح اربعة مدنيينquot;.

وشدد quot;يبدو انه عمل سرقة لا دوافع سياسية او اتنية لهquot; موضحا انه لا يسعه التأكيد ما اذا كان المعتدون ينتمون الى ميليشيات الجنجويد العربية التي تسلحها السلطات السودانية.

واكدت منظمة quot;ايد مديكال انترناسيونالquot; غير الحكومية مقتل اثنين من موظفيها المحليين، مشيرة الى انهما كانا يتنقلان في حافلة.

وصرح فريديريك بار الناطق باسم المنظمة التي تشغل نحو عشرة اجانب و70 موظفا محليا في ثلاثة مواقع لعملياتها في دارفور ومقرها في الخرطوم، لوكالة فرانس برس quot;اتخذنا قرارا بالتنقل في حافلات النقل المشترك لان السيارات الرباعية الدفع قد تجذب لصوص دارفور.

وهذه الحادثة الاولى التي يقتل فيها عمال انسانيون هذا العام في دارفور على ما صرحت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اورلا كلينتون لوكالة فرانس برس، مضيفة ان 11 عاملا انسانيا قتلوا في تلك المنطقة في العام الماضي.

وقال مار quot;سبق ان اطلقت تحذيرات امنية لكنني اعتقد انها المرة الاولى التي يقتل فيهاquot; اشخاص من منظمتنا في دارفور. واضاف quot;الوضع دقيق في دارفور لكننا ما زلنا نستطيع العمل هناكquot;.

وتخشى المنظمات غير الحكومية ووكالات الامم المتحدة العاملة على الارض عمليات السطو المتفشية على طرقات اقليم دارفور الشاسع، الذي يوازي فرنسا مساحة. وتعرض اكثر من 200 الية تنقل المساعدات الانسانية لاعتداءات عام 2008 بحسب الامم المتحدة.

واسفرت الحرب الاهلية في الاقليم الغربي عن مقتل 300 الف شخص ونزوح 2,7 ملايين منذ 2003، بحسب الامم المتحدة. اما الخرطوم فلا تعترف الا بعشرة الاف قتيل نتيجة اعمال العنف. ويشهد اقليم دارفور حاليا اضخم عملية انسانية في العالم من حيث الموارد المبذولة، بحسب الامم المتحدة.

وبدأ النزاع بمواجهات بين جماعات من المتمردين والجنجويد، لكن الوضع تأزم بعد اندلاع معارك بين فصائل التمرد نفسها.

في 17 شباط/فبراير وقعت الخرطوم وحركة العدل والمساواة الاكثر تسلحا من بين الجماعات المتمردة رسالة نوايا تنص على تنظيم مفاوضات من اجل مؤتمر للسلام في دارفور. لكن المعارك اندلعت غداة توقيعها بحسب المتمردين.