أسامة مهدي من لندن: بدأ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح اليوم زيارة تاريخية لبغداد هي الاولى لمسؤول كويتي كبير منذ احتلال النظام العراقي السابق للكويت لها عام 1990. وابلغ مصدر عراقي مطلع quot;إيلافquot; ان الشيخ الصباح سيجري خلال زيارته التي تستغرق يوما واحدا مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا معه في وقت لاحق تتناول ملفات عدة عالقة بين البلدين. وعلم مراسل quot;إيلافquot; سعود الحمد من مصادر مطلعة أن زيارة الوزير الكويتي يوماً واحدا يتجه بعدها إلى لبنان.

واوضح ان المباحثات ستتطرق الى عدد من المشاكل التي تتضمن الاستغلال المشترك لاحد الحقول النفطية الحدودية وترسيم الحدود البحرية وتعويضات بمليارات الدولارات تطالب بها الكويت. وقد اعلنت الكويت الاثنين الماضي انها حصلت حتى الآن على 13,3 مليار دولار كتعويضات من العراق عن الغزو والاحتلال.

وكان مجلس الامن الدولي ارغم العراق على دفع 5% من عائداته النفطية لصندوق تابع للامم المتحدة للتعويض عن اجتياح الكويت. وتلقى الصندوق طلبات للتعويض قدرها 368 مليار دولار، الا انه اقر 52 مليارا فقط بينها 39 مليارا للكويت وذلك استنادا الى ارقام من الكويت ومن الصندوق. ويطالب العراق مرارا منذ سقوط النظام السابق الدول الاجنبية والكويت خصوصا بشطب عشرات مليارات الدولارت المستحقة عليه، او تخفيضها بشكل ملحوظ على الاقل.

وقد وقع العراق والكويت مؤخرا على محضر أجتماع مشترك يتعلق بعدد من هذه القضايا اثر مباحثات تراسها من الجانب العراقي محمد الحاج حمود وكيل الوزارة للشؤون القانونية والعلاقات متعددة الاطراف ومن الجانب الكويتي خالد سليمان الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتية. وتناول المحضر عدد من القضايا العالقة بين البلدين كالحدود البرية وإستثمار الحقول النفطية المشتركة وانهاء ملف الخطوط الجوية العراقية وتفعيل اللجنة المشتركة للبحث عن الاسرى والمفقودين الكويتين في العراق.

وقالت الخارجية العراقية في بيان صحافي ان الجانبين اتفقا خلال المباحثات التي جرت في الكويت اضافة الى القضايا المذكورة على تعويض المواطنين العراقيين التي تاثرت املاكهم نتيجة ترسيم الحدود وتسهيل حركة المرورعبر المنفذ الحدودي بين البلدين. وقد أحتفلت سفارة الكويت في بغداد الليلة الماضية بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتحرير الكويت من احتلال النظام العراقي لها والذي استمر سبعة اشهر من آب (غسطس) عام 1990 الى شباط (فبراير) 1991.

وقال السفير الكويتي الفريق علي محمد المؤمن quot;انها المرة الاولى التي نحتفل فيها بتحرير الكويت في بغداد. هناك صفحة جديدة من الاحترام نتطلع قدما الى علاقات جيدة بين البلدينquot;. واعتبر ان الحفل الذي حضرته حوالى 300 شخصية من دبلوماسيين وسياسيين وعسكريين يحمل دلالة خاصة بالنسبة لبلاده. وقال ان quot;اقامة الاحتفال هنا امر يعني الكثير بالنسبة لي شخصيا ولشعبنا وقيادتنا. لدينا مهام كبيرة امامنا وسنبذل اقصى الجهودquot;. وكتب على قالب ضخم من الحلوى quot;اشقاء للابدquot; تم تزيينه بالعلمين العراقي والكويتي. وقد عينت الكويت في تموز (يوليو) الماضي الفريق المؤمن وهو رئيس اركان سابق سفيرا لها في العراق للمرة الاولى منذ عام 1990 وقدم اوراق اعتماده الى الرئيس العراقي جلال طالباني في 22 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.