كلينتون في الشرق الاوسط وأوروبا الاسبوع المقبل

فالدنر وكلينتون: لقاء تنسيقي قبل مواعيد كبرى

واشنطن: تأمل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في طي صفحة سوداء في العلاقات الأميركية الروسية حين تلتقي بنظيرها الروسي سيرجي لافروف الاسبوع القادم لكن خبراء ومسؤولين يرون ان تحقيق انفراجة حقيقية قد يستغرق بعض الوقت. وكانت علاقة ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مع روسيا علاقة شكسة وتصادما حول الدرع الصاروخية الأميركية التي تريد واشنطن نشرها في أوروبا وحول استقلال كوسوفو والغزو الروسي القصير لجورجيا العام الماضي وكيفية التعامل مع ايران حتى تحد من برنامجها النووي.

وتلتقي كلينتون مع لافروف على ارض محايدة في جنيف يوم الجمعة القادم بعد محادثات لوزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي في بروكسل وهي عاصمة أوروبية شهدت مشادات كلامية حادة بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب معارضة موسكو ضم جورجيا واوكرانيا الدولتين السوفيتيتين السابقتين الى الحلف العسكري الغربي. وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الأميركية عن لقاء كلينتون ولافروف القادم quot;هذه علاقة جديدة يأملان تطويرها.. انها علاقة ايجابية. هناك الكثير من الاعمال التي على وزيرة الخارجية القيام بها مع نظيرها.quot;

وأضاف quot;العلاقة التي تربط الولايات المتحدة وروسيا علاقة مركبة لكننا نريد التوصل الى أرضية مشتركة.quot; ويقول خبراء في الشؤون الروسية ان كلينتون أمامها معركة لاصلاح العلاقات والتعامل بشكل جيد مع التحديات من الصراع العربي الاسرائيلي الى البرنامج النووي لكل من ايران وكوريا الشمالية. وأقر مسؤول في الخارجية الأميركية بأنه من الصعب معرفة ما اذا كانت روسيا ستستجيب للمشاعر المعادية للولايات المتحدة في الداخل أم أنها ستبدأ صفحة جديدة. وقال quot;يجب ان تكون رؤيتنا واضحة بشأن الخلافات. ويجب ان نرى اذا كان بوسعنا ان نحقق بعض التقدم العملي في بعض المجالات. لكني لا المح هنا الى اي انفراجة.quot;

ويرى توماس بيكرينج السفير الأميركي الاسبق في موسكو ان هناك quot;فرصة هائلةquot; لتغيير النغمة. وقال بيكرينج الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في روسيا خلال ادارة زوج كلينتون الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون quot;عليها ان تقيم علاقة شخصية طيبة وثيقة تقوم على الثقة.quot; وأوضح بيكرينج ان الرئيس كلينتون كانت تربطه علاقة quot; رائعةquot; مع الرئيس الروسي حين ذاك بوريس يلتسن لكنه لم يتفاعل بنفس الدرجة مع خليفته فلاديمير بوتين الذي يشغل الان منصب رئيس وزراء روسيا.

ولمح جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الى رغبة ادارة أوباما في تغيير المسار مع روسيا وقال امام مؤتمر للامن عقد في المانيا هذا الشهر انه حان الوقت للضغط على زر quot;اعادة ضبطquot; العلاقات مع موسكو. ومهد لاجتماع كلينتون ولافروف المدير السياسي للخارجية الأميركية وليام بيرنز وهو سفير سابق ايضا لدى روسيا وسافر الى موسكو هذا الشهر ليعرض أفكارا عن تحسين العلاقات. وأشار بيرنز الى حلول وسط بشأن الدرع الصاروخية الدفاعية وأبلغ المسؤولين الروس ان ادارة أوباما مستعدة لابطاء خطط نشر الدرع في شرق أوروبا اذا وافقت روسيا على مساعدة واشنطن على منع ايران من تطوير اسلحة نووية.

وقال مسؤول الخارجية الأميركية quot;الاساس المنطقي الواضح هو القلق من الخطر الايراني والى اي مدى يمكن ان نقلص هذا الخطر.. هذا بالقطع ما يشكل وجهة نظرنا.quot; وأضاف quot;اذا حققنا تقدما في العمل مع الروس ومع شركائنا الاخرين على تقليص هذا الخطر والقضاء عليه كما نأمل سيكون لهذا تأثير على نظرتنا الى الخطط الصاروخية الدفاعية.quot; وتعاون موسكو وواشنطن في مواجهة الازمة المالية هو مجال اخر بالاضافة الى أفغانستان حيث تريد ادارة أوباما من روسيا مساعدة الولايات المتحدة على كسب الحرب.

وتواجه واشنطن اغلاق قاعدتها الجوية في قرغيزستان في اسيا الوسطى وتحتاج مساعدة روسيا لتنويع طرق الامداد للقوات الأميركية وقوات حلف الطلسي التي تحارب في أفغانستان. وتأمل روسيا من جانبها ان تحيي الادارة الأميركية الجديدة معاهدة ثنائية نووية مدنية تقدر قيمة مردودها التجاري بمليارات الدولارات والتي سحبت من الكونجرس الأميركي بعد الغزو الروسي القصير لجورجيا.

ويقول تشارلز كوبتشان الخبير في الشؤون الروسية انه على الرغم من وجود فرص لتحسين التعاون في عدد من المجالات الا ان موسكو ستظل على الأرجح الشريك المتمنع لتبقى التوترات مع الولايات المتحدة على حالها لالهاء المواطن الروسي عن متاعبه في الداخل. وقال كوبتشان وهو خبير في مجلس العلاقات الخارجية quot;اذا كان هناك طرف سيماطل في الشهور القادمة سيكون هذا الطرف روسيا لا الولايات المتحدة. أعتقد ان ادارة أوباما ستكون كلها اذان صاغية حين يتعلق الامر بمجالات جديدة للتعاون.quot;