دبي:تبدأ في منتجع quot;شرم الشيخquot; على ساحل البحر الأحمر الاثنين، أعمال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي دعا إليه الرئيس المصري حسني مبارك، بمشاركة وفود رسمية تمثل نحو 71 دولة، إلا أن الطرف الإسرائيلي، الذي يفرض حصاراً شاملاً على القطاع الفلسطيني، لن يكون ممثلاً في أعماله.

وبعد أن توصل طرفا الصراع الداخلي الفلسطيني، ممثلين في السلطة الوطنية وحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;، إلى اتفاق للمصالحة الوطنية، رافقه فيما يبدو، تسوية للخلاف بين الجانبين بشأن الطرف الأحق بتلقي مساعدات إعمار القطاع، فإن مشكلة الحصار الإسرائيلي تُعد الآن هي quot;أكبر المشاكلquot; التي قد تعترض جهود الإعمار.

ومن المتوقع أن تثير هذه quot;الإشكاليةquot; الكثير من المناقشات بين أروقة المؤتمر، للبحث في كيفية إقناع الحكومة الإسرائيلية بإزالة قيودها عن دخول مستلزمات الإعمار إلى القطاع، الذي أُصيب بدمار شديد نتيجة عملية quot;الرصاص المصبوبquot;، التي قام بتنفيذها الجيش الإسرائيلي على مدى ثلاثة أسابيع، وخلفت أكثر من 1300 قتيل وأربعة آلاف جريح.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس مبارك كلمة بافتتاح المؤتمر، يؤكد فيها على ضرورة بذل كافة الجهود المطلوبة لتعبئة الموارد الضرورية للوفاء باحتياجات إعادة تأهيل وإعمار غزة، وحشد وتعبئة المجتمع الدولي لتنفيذ تعهداته بشأن إعادة الإعمار، كما يستعرض جهود مصر من أجل المصالحة الفلسطينية وتحقيق التهدئة، وفك الحصار، وفتح المعابر، بهدف فتح الطريق أمام إعادة الإعمار.

كما من المتوقع أن تتضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات من كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بالإضافة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وسوف يعرض رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، ما يُطلق عليه quot;الخطة الوطنية الفلسطينية للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في غزةquot;، والتي تمت صياغتها بالتشاور مع عدد من الأطراف الدولية الأخرى، وهي الخطة التي قالت وزارة الخارجية المصرية إنها ستكون quot;الوحيدةquot; المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، الذي يستمر ليوم واحد.

ومن المقرر أن تعرض جامعة الدول العربية خلال المؤتمر تقريراً حول نتائج لجنة quot;تقصي الحقائقquot;، والتي ضمت ممثلين عن عدد من المنظمات العربية المتخصصة، قاموا بزيارة قطاع غزة، للاطلاع على طبيعة وحجم الدمار الذي خلفه quot;الاحتلالquot; الإسرائيلي.

وعن نتائج هذه اللجنة، قال الأمين العام للجامعة، عمرو موسى، في تصريحات للصحفيين قبيل توجهه إلى شرم الشيخ مساء الأحد، إنه استمع إلى ملاحظات اللجنة على انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، بعد الاجتماع مع المسؤولين في الأمم المتحدة بالقطاع، وكذلك بعض الضحايا ومنظمات المجتمع المدني، وفقاً لما جاء في بيان رسمي صدر عن مقر الأمانة العامة للجامعة .

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفاquot; عن السفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية قوله، فيما يتعلق بخطة إعمار غزة: quot;نحن ندعم الخطة المقدمة من السلطة الوطنية إلى مؤتمر شرم الشيخ، وسيعرض الأمين العام أمام المؤتمر جهود الدول العربية الجماعية لمساندة أهالي قطاع غزة، ولدعم إعمار القطاع.quot;

كما نقلت عن السفير الفلسطيني بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، نبيل عمرو، قوله إن مؤتمر إعادة الإعمار هو quot;الإسهام الدولي الفعال، ليس فقط في إعادة بناء ما هدمته آلة الحرب، وإنما لوضع الأسس المتينة لتسوية سياسية مستقبلية، تكون عملية إعادة الإعمار بمثابة البنية التحتية للكيان الفلسطيني المقبل.quot;

وأضاف السفير الفلسطيني، في تصريح للصحفيين بمقر انعقاد المؤتمر في منتجع شرم الشيخ: 'المؤتمر عمل سياسي استراتيجي من الدرجة الأولىquot;، وتابع أن quot;مصر التي بادرت إلى هذه الخطوة الكبرى، ستواصل عملها من أجل ضمان أن ما بني اليوم لا يهدم غداً.quot;

وبخصوص قضية المعابر وارتباطها بملف الإعمار، شدد عمرو على أن quot;المعابر ترتبط بالحصار الظالم المفروض من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والمطلوب هو ضمان حرية الحركة على جميع المعابر وليس على معبر واحدquot;، في إشارة إلى معبر quot;رفحquot; الذي يربط بين القطاع الفلسطيني ومصر.

وقال في هذا الصدد: quot;حرية الحركة تعني دخول الأشخاص والبضائع بحرية، وهذه مسألة الشقيقة مصر حريصة على إنجازها بأكمل وجه، وفي اللحظة التي يرى فيها المصريون أن جهة شرعية تقف على الجزء الآخر من معبر رفح، لن يتوانوا عن فتحه كما كان في السابقquot;، بحسب قوله.