طالب إيران بوقف دعم المليشيات وتهريب السلاح والمخدرات للعراق
حزب الهاشمي: زيارة رفسنجاني غير مرحب بها

أسامة مهدي من لندن: أكد الحزب الإسلامي العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إن الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني إلى العراق غير مرحب بها في وقت كشفت مصادر عن محاولات يقوم بها أعضاء في الوفد الإيراني الزائر بناء على طلب من رفسنجاني شخصيًا لتحقيق لقاء يجمعه بالهاشمي الذي رفض المشاركة في الإستقبال الرسمي الذي جرى له في بغداد. وطالب أعضاءٌ في المكتب السياسي للحزب الحكومة العراقية بفتح الملفات المتعلقة بتدخلات طهران في الشأن العراقيquot;، والتي أضرّت بالوضع الأمني والسياسي وكادت تجر البلاد إلى إتون الحرب الأهليةquot;. وأوضحوا أن تطوير العلاقات بين البلدين إيجابيًا يستدعي إحترام الشأن الداخلي العراقي والكف عن التدخل به quot;مثل دعم الميليشيات وإثارة النعرات الطائفية وجعل الحدود بين البلدين ممراً لإدخال السلاح والمخدرات إضافة إلى حقوق عراقية لا تزال طهران متمسكة بها كما قالوا في بيان صحافي وزعه مكتب اعلام الحزب اليوم.

ووصل رفسنجاني الذي كان يتولى منصب رئاسة الجمهورية الإيرانية خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988 قد بدأ امس زيارة رسمية الى العراق تستغرق خمسة أيام بدعوة من الرئيس العراقي جلال طالباني. وجاء رفض الحزب الإسلامي لزيارة رفسنجاني الى العراق في وقت قال مصدر مقرب من الرئاسة العراقية إن الهاشمي quot;سني وضابط في الجيش العراقي السابقquot; لم يحضر مراسيم استقبال رفسنجاني كاشفاً عن ldquo;تحركات للوفد الإيراني الزائر بناء على طلب من رفسنجاني شخصيًا لتحقيق لقاء يجمعه بالهاشميquot;. معروف ان الهاشمي كان اعرب في مرات عدة عن امتعاضه من تدخل إيران في شؤون العراق الداخلية ورفض بداية الاسبوع الحالي تصريحات إيرانية اعتبرت البحرين جزءًا من إيران.

وألمح المصدر الى احتمال عقد الاجتماع فعلاً لمناقشة بعض الملفات التي لا تزال عالقة مع إيران وفي مقدمتها تبعات الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات والتدخل الإيراني بالشأن العراقي بحسب آخر التقارير الأمنية فضلاً عن مطالب إيران بمئات المليارات من الدولارات عما تقول انها تعويضات عن الحرب. وأضاف أن الاجتماع إذا ما تم فسيناقش ايضًا استهداف المخافر الحدودية العراقية ومشكلة المياه الإقليمية بين البلدين وتجفيف منابع المياه التي تدخل الأراضي العراقية عبر إيران إلى جانب مناقشة ملف هام آخر يتعلق بتصريحات بعض الساسة الإيرانيين العدائية ضد مملكة البحرين تاريخيًا وجغرافيًا والتشكيك بعروبة سكان هذه المملكة العربية.

وقد عبرت اوساط شعبية اخرى عن عدم ترحيبها بزيارة رفسنجاني ايضًا، حيث استنكر مجلس العموم لشيوخ لعشائر العراقية هذه الزيارة مؤكدين في بيان أصدروه عقب اجتماع لقادته بأن رفسنجاني قد تلطخت يداه بالدماء العراقية على مدى عقدين أو أكثر من الزمن. واشاروا الى أن العشائر ترى في استقبال هذا الشخص استهانة بدماء شهداء الحرب مع إيران وتضحياتهم ونكرانًا لحق المغدورين الذين تمت تصفيتهم على أيدي الميليشيات الإيرانية وفرق الموت. ومن جهته أكد رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك أن زيارة رفسنجاني فيها استفزاز كبير لمشاعر العراقيين ولعوائل الشهداء على وجه الخصوص. وقال في تصريحات صحافية ان يران لم تتصرف بشكل ايجابي مع العراق داعيا الحكومة العراقية الى عدم الذهاب بعيدا في علاقتها مع إيران لأنها تتصرف بعنجهية مع العراق والعراقيين.

وخلال لقائه مع رفسنجاني امس اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان حكومته تسعى لتجاوز سياسات العداء التي مارسها النظام السابق ضد طهران بينما اعرب رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني عن سعادته لتسلم اصدقاء إيران السلطة في بغداد. وبحث المالكي مع رفسنجاني العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وضرورة الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين مؤخرًا. وقال ان تبادل الزيارات بين البلدين وعلى أعلى المستويات يؤكد ان العلاقات الثنائية قد تجاوزت آثار السياسات التي إتبعها النظام السابق وان العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار. من جانبه هنأ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران المالكي على نجاح إنتخابات مجالس المحافظات باعتبارها، مؤشرًا قويًا على مدى النجاح الذي حققته القوات الامنية في تثبيت الامن والاستقرار وبما يساعد في إنفتاح دول العالم على العراق كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام المالكي الى quot;ايلافquot; الليلة الماضية.

وفي وقت سابق امس قال رئيس مجلس تشخيص النظام في إيران انه سعيد لان يرى اصدقاء إيران الذين وقفوا ضد النظام السابق وقد استلموا السلطة في بلدهم مؤكدًا استعداد بلاده لمساعدة العراقيين في مختلف المجالات، بينما اكد الرئيس العراقي جلال طالباني سعي بلاده لاخراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من العراق كاشفًا عن محاولات لإقناع دولة ثالثة بإستضافتهم.

وقال رفسنجاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع طالباني انه مسرور لأن يرى المجاهدين العراقيين من اصدقاء إيران الذين عملوا معها قد استطاعوا التخلص من النظام السابق وحكم بلدهم بأنفسهم. واشار الى ان العراق هو مركز الثقل في اهتمام العالم الآن، مشددًا على ان إيران مستعدة لمساعدته والتعاون معه في مختلف المجالات. وتمنى ان تنتهي الظروف الامنية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي حاليًا في اسرع وقت quot;لنشهد عراقًا حرًا متحدًا متقدمًاquot;. واوضح انه لم يناقش بعد مع المسؤولين العراقيين القضايا الملحة بين البلدين من دون ان يدلي بتوضيحات اخرى.

ومن جهته، قال طالباني ان علاقات العراق الخارجية تتحسن باستمرار مع مختلف الدول وله حاليًا علاقات ممتازة مع جميع دول الجوار. واشار الى ان زيارة رفسنجاني مهمة جدا في تعزيز العلاقات العراقية الإيرانية وانها تؤكد بأن العراق قد خرج من عزلته الدولية.. وقال ان الزيارة هي quot;نعمة من الله وبركة quot;.

وعن وجود منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق اوضح طالباني ان الدستور العراقي يحظر وجود مسلحين اجانب على الاراضي العراقية وقال ان عناصر المنظمة وقفوا مع النظام الدكتاتوري السابق ضد الشعب العراق ونفذوا هجومات في شمال العراق وقتلوا عشرات الاكراد الابرياء ايضًا. واوضح ان العراق يسعى حاليًا لإخراج المنظمة واقناع دولة ثالثة باستضافتها. ورفض طالباني سؤالا يتعلق باقتصار مساعدة إيران على الاحزاب الشيعية العراقية مشيرا الى ان لطهران علاقات مع جميع القوى العراقية القومية واليسارية والعروبية ايضا.

ويترأس رفسنجاني مجلس تشخيص مصلحة النظام أعلى هيئة تحكيمية في النظام الإيراني ومجلس الخبراء الإيراني الذي يشرف على عمل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويقود رفسنجاني في زيارته هذه للعراق وفدا دينيا وسياسيا لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين إضافة إلى زيارة العتبات الشيعية المقدسة في العراق. ومن المقرر أن يلتقي رفسنجاني كبار المراجع الشيعية العراقية اضافة الى شخصيات سياسية ودينية اخرى.

وكان طالباني اختتم الاد الماضي زيارة رسمية الى طهران استغرقت ثلاثة ايام إيران حيث التقى كبار قادة إيران. ونشبت حرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين لكنه وبعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 فقد تحسنت العلاقات بين البلدين.