أسامة مهدي من لندن: قال رئيس مجلس تشخيص النظام في ايران انه سعيد لان يرى اصدقاء ايران الذين وقفوا ضد النظام السابق وقد استلموا السلطة في بلدهم مؤكدا استعداد بلاده لمساعدة العراقيين في مختلف المجالات بينما اكد الرئيس العراقي جلال طالباني سعي بلاده لاخراج منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من العراق كاشفا عن محاولات لاقناع دولة ثالثة باستضافتهم.

وقال رفسنجاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع طالباني في بغداد اليوم انه مسرور لان يرى المجاهدين العراقيين من اصدقاء ايران الذين عملوا معها قد استطاعوا التخلص من النظام السابق وحكم بلدهم بأنفسهم. واشار الى ان العراق هو مركز الثقل في اهتمام العالم الان مشددا على ان ايران مستعدة لمساعدته والتعاون معه في مختلف المجالات. وتمنى ان تنتهي الظروف الامنية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي حاليا في اسرع وقت quot;لنشهد عراقا حرا متحدا متقدماquot;. واوضح انه لم يناقش بعد مع المسؤولين العراقيين القضايا الملحة بين البلدين من دون ان يدلي بتوضيحات اخرى.

ومن جهته قال طالباني ان علاقات العراق الخارجية تتحسن باستمرار مع مختلف الدول وله حاليا علاقات ممتازة مع جميع دول الجوار موضحا ان الرئيس التركي عبد الله غول سيزور العراق قريبا. واشار الى ان زيارة رفسنجاني مهمة جدا في تعزيز العلاقات العراقية الايرانية وانها تؤكد بأن العراق قد خرج من عزلته الدولية.. وقال ان الزيارة هي quot;نعمة من اللهquot;.

وعن وجود منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في العراق اوضح طالباني ان الدستور العراقي يحظر وجود مسلحين اجانب على الاراضي العراقية وقال ان عناصر المنظمة وقفوا مع النظام الدكتاتوري السابق ضد الشعب العراق ونفذوا هجومات في شمال العراق وقتلوا عشرات الاكراد الابرياء ايضا. واوضح ان العراق يسعى حاليا لاخراج المنظمة واقناع دولة ثالثة باستضافتها. ورفض طالباني سؤالا يتعلق باقتصار مساعدة ايران على الاحزاب الشيعية العراقية مشيرا الى ان لطهران علاقات مع جميع القوى العراقية القومية واليسارية والعروبية ايضا.

وكان رفسجاني وصل الى بغداد اليوم في وقت سابق وهو يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام أعلى هيئة تحكيمية في النظام الإيراني ومجلس الخبراء الإيراني الذي يشرف على عمل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويقود رفسنجاني في زيارته هذه وفدا دينيا وسياسيا لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين في مقدمتهم طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي إضافة إلى زيارة العتبات الشيعية المقدسة في العراق. ومن المقرر أن يلتقي رفسنجاني كبار المراجع الشيعية العراقية اضافة الى شخصيات سياسية ودينية اخرى.

وكان طالباني اختتم امس زيارة رسمية الى طهران استغرقت ثلاثة ايام إيران حيث التقى كبار قادة إيران. ونشبت حرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين لكنه وبعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 فقد تحسنت العلاقات بين البلدين. وقد وصفت صحيفة quot;طهران تايمزquot; زيارة رفسنجاني الى العراق بأنها تعبيرعن تطوير وتعزيز الروابط الاقليمية بين ايران ودول المنطقة. وقالت ان الرئيس طالباني صرح خلال لقائه مدير مكتب رفسنجاني في بغداد مؤخرا أنه سوف يرافق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني أثناء تجواله بمدن العراق. واوضحت الصحيفة أن محادثات واسعة ستجري في مجال التطوير الاقليمي، وبخاصة في الشؤون التي تتعلق بالعلاقات مابين طهران وبغداد.