نجلاء عبد ربه من غزة: لم تعد أحلام الطفلة فداء عبد ربه quot;8 سنواتquot;، من شمال قطاع غزة، تتعدى العيش بأمان، ففداء التي رأت بعينها مشاهد دامية خلال الحرب على غزة في السابع والعشرين من ديسمبر/كانون الاول2008، لم يعد بإمكانها الرجوع إلى ما قبل تاريخ الحرب، فالأحداث كانت أكبر من إستيعابها وفكرها وعقلها، خاصة وأن 5 من أفراد أسرتها قد قتلوا، فضلاً عن تدمير منزلها بالكامل المكون من خمسة طوابق. وتعيش الطفلة فداء الآن مع من تبقّى من عائلتها في منزل عمها، غرب جباليا، شمالي قطاع غزة. تتمنى جدتها quot; أم حسين quot; على كل القادة الكبار أن يعملوا جاهدين على الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة. وقال لإيلاف quot; أتمنى ألا يختلف قادة الفصائل الفلسطينية على الأموال القادمة للقطاعquot;.

وقالت الطفلة فداء quot;نريد أن يعاد بناء منازلنا، فبالأمس كانت أمطار شديدة وغزيرة جدًا، وكنا تحت الخيام، والبرد قارص، لا احد يشعر بنا ولا بالألم الذي عشناه خلال فترة الحرب على القطاع. في المكان ذاته.. لكل بيت قصة ولكل رجل حكاية.. أما الأطفال فلا شيء سيعيد لهم حياتهم كما السابق سوى بعض الوقت لإشغالهم عن التفكير.

تتمنى أم إياد quot;68 عاماًquot;، وهي والدة أحد قتلى شمال غزة جراء هجوم صاروخي، quot;أن يتم العمل بسرعة قصوى بإعادة بناء القطاع، حتى يتمكن أصحاب البيوت المدمرة من إعادة بناء منازلهمquot;. وطالبت بفتح المعابر وخاصة معبر رفح الحدودي حتى يتم إدخال مواد البناء اللازمة للبناء وإعادة الإعمار، معتبرة أن مشاركة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر إعادة إعمار غزة بداية مبشرة لسلام حقيقي وعادل في الشرق الأوسط، لأنها خطوة ايجابية تحسب في تاريخ الولايات المتحدة.....

كان حديث محمود الحاج لإيلاف، رجل كهل، يختلف عن سابقيه. فأمنيته أن quot;من سيحصل على أموال إعادة إعمار القطاع أن يكونوا أمناء على أموال المواطنين الأبرياءquot;. ويشعر الرجل الذي هدم منزله بالكامل خلال الحرب باستياء كبير من آلية توزيع الأموال التي قامت حماس بتوزيعها. وقال quot;ما كانت تعلنه عبر وسائل الإعلام شي وما كان يطبق على ارض الواقع شيء آخر، وعندما كنا نستفسر عن عدم اكتمال المبلغ يقومون بالرد علينا. يا ابيض يا اسود إلي مش عاجبه الله يسهل عليه، فنضطر إلى اخذ الموال رغمًا عنا لأننا نحتاج إلى أي مبلغ من هنا أو من هناك حتى نتمكن من إعادة بناء منزلنا المدمرquot;.

وطالب أن يكون quot;الدعم حقيقيًا وليس فقط أمام وسائل الإعلام quot;.

وجمع مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد بمشاركة 71 دولة عربية وأجنبية لإعادة إعمار غزة، ما يقرب من 5 مليار دولار. لكن آمال الفلسطينيين مرتبطة بتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد إقتتال دام أوقع ما يقرب من 500 قتيل. وكانت مؤسسات القطاع الخاص في غزة قد انتقدت وبشدة عدم إشراكها في مؤتمر شرم الشيخ. وأعرب ممثلو مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني عن استيائهم جراء عدم اتخاذ الترتيبات الكفيلة بمشاركة وفد من قطاع غزة في مؤتمر المانحين الخاص بإعادة إعمار القطاع.

واعتبر رجال أعمال وقائمون على مؤسسات أهلية أن عدم تمثيل القطاع بوفد في هذا المؤتمر أضاع فرصة لعقد لقاءات مع الوفود المشاركة وإطلاعهم على طبيعة الأضرار التي لحقت بكل قطاع على حدة. وأكد الدكتور إياد السراج، عضو اللجنة التحضيرية المنبثقة عن اللجنة الوطنية لإعادة الإعمار إنه quot;على الرغم من أن وفد السلطة المشارك في مؤتمر شرم الشيخ سيطلع المانحين على خطة إعادة الإعمار والأضرار التي لحقت بقطاع غزة جراء العدوان، إلا أنه كان هناك ضرورة لتمثيل قطاع غزة في هذا الوفد، حيث لا يعقل أن يجري الحديث عن قطاع غزة دون وجود وفد يمثل القطاعquot;. وأضاف 'لا نعلم حقيقة الأسباب التي حالت دون مشاركتنا، سواء كانت بسبب إجراءات بروتوكولية تتعلق بهوية الجهات المشاركة كونها تمثل وزراء الدول المانحة، أم أنها تعد لترتيبات فنية حالت دون تمكن الجهات المنظمة من اتخاذ اللازم لمشاركة وفد قطاع غزةquot;.