الاعلامي عماد الاصفر في لقاء مع quot; ايلاف quot;:
الفلسطينيون يلومون وسائل الإعلام لأنها لا تتحدث بالقدر الكافي عن الفساد

ملكي سليمان ndash; من القدس : في لقاء مع quot; ايلاف quot; قال الاعلامي عماد الاصفر ndash; رئيس تحرير الفضائية الفلسطينية ان : القوة الاقتصادية والتقدم في شتى الميادين الاجتماعية وعلى رأسها التقدم الديمقراطي يصنع إعلاما قويا وصاحب مصداقية , وأما الضعيف فان إعلامه يبقى ضعيفا مهما بلغت عدالة رسالته وقديما وحديثا قيل عن القضية الفلسطينية بأنها اعدل قضية في أيدي افشل محامين.

و أضاف الأصفر:quot;ربما يكون للضعيف حظه في الإعلام ولكن بشرط أن تكون لديه رسالة موحدة وموقف واضح وأما حين تتعدد الرؤى وتختلط الأهداف والرسائل فان الإعلام سيعكس هذا التشتت وهذا ما نراه في واقعنا اليومquot;. وقال الاصفر: لا أجد أسبابا مقنعة لتعاظم حجم الآمال التي يعلقها الفلسطينيون على الإعلام ولكن قد يكون من بينها عدم ثقته بقواه السياسية وهو ما اتضح في استطلاع رأي أجرته مؤخرا مؤسسة الشرق الادني وجاء فيه أن أكثر من نصف الفلسطينيين لا يثقون بالتنظيمات وقد يكون من بين هذه الأسباب أيضا حاجة الفلسطيني إلى من يعبر عن همومه وطموحاته العامة بعد أن انشغل السياسيون في سجالات مخزية .

واضاف الاصفر: أن الفلسطينيين يلومون وسائل الإعلام لأنها لا تتحدث بالقدر الكافي عن الفساد أكثر مما يلومون الفاسد نفسه وتجدهم يلومون وسائل الإعلام إذا قامت بتغطية طوشة مسلحة داخلية أو مشكلة بين قوتين ويتناسون انتقاد من قام بهذه الطوشة أو أمر بها أو لم يتدخل لمحاسبة أطرافها بحيث يمنع تكرارها وإذا ما خسرت أية فئة في الانتخابات فان السبب جاهز وملقى على وسائل الإعلام لا على مواقف وسمعة وأداء المرشح أو الفئة التي رسبت .

quot;الحقيقة هي الضحيةquot;

و أبان ان نقل تلفزيون فلسطين لمشاهد قاسية ومؤلمة لاعتداءات قام بها أفراد حماس ضد كوادر وأعضاء من فتح بينها التمثيل في جثة سميح المدهون ومداهمة الأعراس والاعتداء على المصلين في الساحات أو مهاجمة عائلتي دغمش وحلس كانت المشاهد ورغم أن أقسى منها جرى بعيدا عن الكاميرات كانت قاسية ومؤلمة ومخزية وتدفع للكراهية وتحرض على الانتقام ولكنها كانت حقيقية هل كان علينا شطب الحقيقة ؟

وفي ذلك الوقت قال الاصفر : ان تلفزيون الأقصى نقل ومعه قنوات أخرى مشاهد لإحراق مقر المجلس التشريعي ومجلس الوزراء ووزارة التربية والاعتداء على مسيرات حماس وأجرى مقابلات مع ذوي معتقلين من حماس لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومقابلات مع ذوي سجين فارق الحياة في احد سجون السلطة , هذه المشاهد وتلك المقابلات كانت قاسية ومؤلمة ومخزية أيضا وتدفع لمزيد من الانقسام ولكنها كانت حقيقية فهل كان يجب شطبها ؟

ولفت الاصفر: الى ان المشكلة ليست في الإعلام وليست فيما بثه أو نقله أنها في السياسيين الذين أعطوا قرارا و أوامر بتنفيذ هذه الاعتداءات وجرائم الإحراق وإطلاق النار على الأرجل وتعذيب المعتقلين , ولكن المجتمع لا يميل لمحاسبة هؤلاء المسئولين بقدر ما يميل إلى محاسبة الصحافة ربما لان حيطها واطي ولأنها لا تملك سجونا ولا تمنح رواتب يمكن قطعها بمجرد الاشتباه .

quot;مسؤولية السياسيينquot;

وقال الاصفر الى ان الإعلام ينقل ما يقوله السياسيون واعتقد أنهم ( السياسيون ) مسؤولون عن أقوالهم وبالتالي فهم من يتحمل مسؤولية ما ينتج عن أقوالهم من سوء سمعة أو تشويه أو تحريض أو رصاص ويتحمل المسؤولية ثانيا قوى الرقابة المجتمعية من برلمانيين ومنظمات حقوقية وثالثا جمهورهم سواء في التنظيم أو في الشارع لأنه يسمح لهم بالاستمرار في هذه اللعبة القذرة يوم تخوين ويوم شراكة يوم رصاص ويوم حوار يوم شتائم ويوم تبادل قبل .

وقال الاصفر : ان الإعلام انخرط في النزاع لصالح هذا الطرف أو ذاك ولكن ليس بقرار منه ولو ترك له الخيار لاختار أن يكون مهنيا وان يراعي الدقة والمصداقية والنزاهة والحياد ولكن هذه المواصفات لا يجب أن تكون مطلوبة من الإعلام فقط بل يجب أن تكون مطلوبة من رجل الأمن ومن البرلماني ومن القاضي ومن الوزير ومن الناشط الحقوقي، الوضع الفلسطيني غريب من نوعه بل ربما الأغرب في العالم .

الإعلام المهني والأخلاقي

وقال الاصفر: ان هناك صفات مثالية عديدة يجب ان يتحلى بها الصحفي كالاستقلالية والجرأة والحياد والموضوعية وهناك مهام كثيرة مطلوبة من الصحفي مثل الالتزام بقضايا المواطنين وخدمة المجتمع والحرص على السلم والالتزام بالقوانين وتعميم كل ما ينفع من معلومات ونقل مختلف الآراء بكل صدق واتاحة أوسع مجال للنقاش بهدف الحصول على مقترحات مثمرة يجري تشكيل رأي عام حولها إلا أننا نستطيع الاقتصار على صفة واحدة تجمع كل المواصفات والمهام المطلوبة ألا وهي صفة المهنية ، ولآن رسالة الإعلام نبيلة كما هي رسالة الطب فأننا نستطيع إجراء المقاربة التالية بين عمل الصحافي وعمل الطبيب:

واخيرا وحول دور الاعلام أشار الاصفر: الى ان الإعلام يقوم بمهمات مجتمعية وقائية وعلاجية تهدف إلى توافق المجتمع ووحدته وتجانسه في كتلة واحدة تواجه الأخطار المتربصة بأمن المجتمع واستقراره وعلى رجل الإعلام أن يدمج هذه السياسة في خطط تنموية هادفة إلى تعميق الشعور بالانتماء وبالمواطنة .