أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعدت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية في عددها الصادر اليوم الأحد تقريرا موسعا ً عن رزمانة التحديات والأهداف التي باتت تواجه القوات الأميركية في أفغانستان، وقالت في صدر تحليلها أن المهام العسكرية التي يقوم بها الجنود الأميركيين هناك خلال هذه الأثناء تبدو في بدايتها علي أنها مهام ذات مغزي دبلوماسي أكثر منها قتالي، غير أنها تنتهي بمواجهة أقل ارتياحا ً ، وذلك عند قيام الجنود الأميركيين وعناصر الشرطة الأفغانية بمواصلة عمليات التفتيش بحثا عن الأسلحة المختبئة في احدي المزارع المكتظة بأناس يحدوهم الصمت وتسيطر علي ملامحهم مشاعر الإجفال والخوف.

وقالت الصحيفة أن الدورية التي استمرت علي مدار خمس ساعات في مقاطعة لوغار قبل أسبوعين وقادها الملازم في الجيش الأميركي quot; ستيف نيبوادا quot; وباقي طاقمه المكون من سبعة عشر رجلا ً، قد اشتملت علي كلا من الأهداف المتناقضة للمجهودات العسكرية الأميركية المتنامية في أفغانستان وكذلك الرسائل المختلطة التي تقوم بإرسالها للسكان المضطربين المهتاجين الذين لا يعرفون فيمن يمكنهم ان يضعوا ثقتهم. وأشارت الصحيفة إلي أن قادة الجيش في لوغار قاموا بوصف قائمة مروعة للأهداف الخاصة بعملياتهم التي يقومون بتنفيذها في مقاطعتين ريفيتين جنوب العاصمة كابول تلخصت في التالي: تحقيق الأمن، وإنقاص الدعم لمسلحي طالبان، وتحسين أداء الشرطة والقوات المسلحة الأفغانية، وتأسيس نظام جيد للحكم، ودعم الاقتصاد، وتحسين البنية التحتية مثل مرافق المياه والإنشاءات الخاصة بالطرق.

وعلي كافة الجبهات، اعترف القادة العسكريون بأن أمامهم مهمة غاية في الصعوبة. أما الأزمة الأكثر وضوحا ً التي تواجههم فهي متعلقة بالطريقة التي يحمون أنفسهم من خلالها وتتيح لهم اصطياد المسلحين دون إبعاد السكان المقيمين في تلك المقاطعة الزراعية الهادئة التي تتمتع في الوقت ذاته بأهمية إستراتيجية. ونقلت الصحيفة عن الكولونيل دافيد هايت، القائد الإقليمي لوحدة جديدة مكون من ثلاثة آلاف جندي من الكتيبة القتالية الثالثة المقيمة في لوغار ومقاطعة وارداك المجاورة :quot; لا نريد أناسا يحبوننا، لكننا نريدهم أن يثقوا في أننا هنا من أجل مساعدتهم علي إحراز التقدم. فالعدو لا يمكنه أن يجابهنا في العملية القتالية، لكن أمامنا تحديا كبيرا يتمثل في مهمة إقناع الأفغان بأن حكومتهم هنا من أجل مساعدتهم quot;.

وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته علي أن تلك المهمة تتطلب وجود توازن مخادع بين الريبة والحساسية، وفقا ً لما أوضحته الدورية المسائية التي كان قد قام بها القائد نيبوادا. فقبيل مغادرته لقاعدة ألتيمور التشغيلية متوجها ً صوب منطقة باراكي باراك الهادئة التي يتسلل إليها عدد كبير من مسلحي طالبان، أعطي نيبوادا تعليماته لطاقمه بأن يكونوا غاية في اليقظة وأن يتأهبوا لتصويب الطلقات النارية في جميع الأوقات، لكن مع تجنب ارتكاب أي جرائم ضد المدنيين.

وبرغم تكرار مثل هذه الدوريات التي عادة ما تشهد قدرا كبيرا من الحذر والحيطة سواء من جانب القوات الأميركية أو مسلحي طالبان، إلا أن السكان في تلك المقاطعات يعبرون بشكل دائم عن آرائهم المتضاربة بخصوص تواجد القوات الأميركية في المناطق التي يسكنوها. فبعض الأفغان يقولون أنهم يخشون طالبان ويشعرون بالامتنان لتواجد الجيش الأميركي. بينما يقول آخرون أنهم يخشون من أن تؤدي الأنشطة المتزايدة للقوات الأجنبية إلي جلب المزيد من المسلحين إلي المنطقة. وقال أحد ضباط الشرطة الأفغانية أن بلاده سوف تنساق إلي حرب أهلية بين الميليشيات إذا تخلت القوات الأميركية وقوات الناتو عن القيام بمهامهم القتالية. وأضاف أنه قام بإرسال زوجته وأطفاله إلي كابول كي يكونوا في أمان خلال قيامه بمهام عمله في لوغار.