أشرف أبوجلالة من القاهرة: أكدت مجلة quot; دير شبيغيلquot; الألمانية في تقرير نشرته بعددها الصادر الثلاثاء تعقيبا ً علىحلول الذكري الخمسين للثورة التي شهدتها مقاطعة التيبت ضد الصين عام ،1959 علي أن بكين لازالت عاجزة إلي الآن عن السيطرة علي المقاطعة. وقالت أنه رغم مرور عقود من الاضطهاد والقمع، إلا أن سكان المقاطعة الذين يعيشون تحت السيطرة الصينية لازالوا يحظون بالجرأة علي التعبير عن مطالبهم الخاصة بمنحهم قدر أكبر من الحكم الذاتي ndash; وإعادة زعيمهم الروحي المطرود مرة أخري إلي البلاد.

وقالت المجلة في بداية حديثها أن الرهبان البوذيين بدؤوا منذ يوم الخامس والعشرين من فبراير الماضي، وهو اليوم الأول للعام حسب التقويم التيبي في الالتزام بنصائح الدالاي لاما الذي أكد لهم من مقر إقامته في المنفي وهو الهند أن عليهم أن يحتفلوا ويبتهجوا علي نحو غير مسبوق. وأشارت المجلة كذلك إلي أن الوقت قد حان للتأمل في ظل الصعوبات والمآسي الهائلة التي بات علي سكان التيبت مواجهتها. كان خطاب الدالاي لاما الذي وجه لأنصاره في الصين بمثابة النداء الذي اقتاد 100 راهب لإضاءة الشموع في صباح هذا اليوم وتقديم مطالبهم للمسؤولين المحليين: علي هذه الصين أن تفهم آمال وأفكار سكان التيبت بصورة أفضل.

وفي مقابل المظاهرات التي يقودها الرهبان داخل المقاطعة مطالبين بحقوقهم، يكون الاعتقال والسجن هو الحل الوحيد. ثم تقوم الشرطة بإملاء أوامرها علي باقي الرهبان بألا يعودوا من جديد إلي المدينة. وأشارت المجلة إلي لاما الذي تردد طويلا ً قبل التحدث وهو متواجد بداخل احدي الحجرات المتواضعة المزودة بدفاية تعمل بواسطة قطع الفحم، رغم أن السلطات تحظر ذلك، إلا أنه قال :quot; ليس لتلك المظاهرة أي علاقة بالتحدث عن الديمقراطية الغربية، لكن لها علاقة بالتحدث عن لبوذية أفضل. فإخواني يمتلكون أسبابا تبرر قدومهم علي مثل هذه التصرفات والإجراءاتquot;.

كما أن الدير الخاص به يخضع خلال هذه الأثناء تحت رقابة صارمة من جانب الشرطة، وتؤكد المجلة أن الرهبان يجب أن يأخذوا دروسا في الوطنية وأن ينأوا بأنفسهم بعيدا عن quot;الخائنquot; الدالاي لاما. وقالت المجلة في ذات السياق أن تصرفات العصيان المدني مثل تظاهرة الرهبان في غيونان تظهر أن الحكومة المركزية في بكين لم تنجح في وضع سكان إقليم التيبت تحت سيطرتها الكاملة.

وفي الوقت الذي تلوح في عدد من الاحتفالات السنوية في الأفق، تتصاعد حدة التوترات داخل مناطق التيبت. وحرصت الصحيفة علي تأكيد حقيقة انتهاج الدالاي لاما منذ فراره إلي الهند في السابع عشر من مارس عام 1959 عندما كان يبلغ من العمر وقتها 23 عام لتصرفات تدل علي العصيان المدني، بعد أن تمرد الآلاف من مؤيديه وتظاهروا ضد الجيش الصيني. وتشعر الحكومة في بكين الآن بقلق شديد نظرا ً لخوفها من حدوث مزيد من الفوضي.