يحذر من تحول العراق إلى quot;منبع للإرهابquot;
تقدير استراتيجي إسرائيلي يسلط الضوء على قدرات القاعدة

خلف خلف من رام الله: تتابع مراكز الأبحاث والدراسات في إسرائيل بنهم كافة التطورات والأحداث في دول العالم، وترصد أبعادها وانعكاساتها على الدولة العبرية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في محاولة لتقديم توصيات إلى صناع القرار في تل أبيب ليكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم من منبع فهم ووعي بالمخرجات والنتائج المتوقعة، وبما أن موضوع منظمة القاعدة يعتبر من القضايا الساخنة التي تشكل هاجسًا دائمًا إلى الإسرائيليين سواء في الداخل أم في الخارج، فان معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أصدر مؤخرًا تقديرًا استراتيجيًا، يتناول حيثيات الحرب على القاعدة وأبعادها.

ويبين التقدير الذي أعده الباحثان، يورم شفايتسر مدير مشروع الإرهاب والحرب ذات التركيز الضئيل في معهد أبحاث الأم القومي، وجايا شاكي طالبة للقب الثاني في برنامج دراسات أمنية في جامعة جورج تاون، ومختصة في معهد أبحاث الأمن القومي، في جامعة تل أبيب أنه بالرغم من أن قادة القاعدة صرفوا انتباها كبيرا إلى الجهاد في العراق بحسب فهمهم للفرصة التي عرضت لهم من اجل مكانته الرمزية في قلب العالم العربي، والوجود الكثيف للقوات الأجنبية وفراغ السلطة والأمن الذي مكنهم من حرية عمل واسعة نسبيا، لم يغرهم أن يرسلوا إلى هناك كثيرين من قادتهم ورجالهم.

خريجو القاعدة وقدراتها

ويتابع التقدير الذي جاء تحت عنوان: quot;الحرب على القاعدة كعلامة طريقquot;: لقد اكتفوا (قاعدة القاعدة) بالتوجيه من بعيد وبتحويل متطوعين جدد إلى العراق من غير أن يبذلوا أملاكهم أو البنية التحتية البشرية النوعية التي احتفظوا بها في ساحة نشاطهم الرئيسة في الحدود بين باكستان وأفغانستانquot;.

ويقول التقدير: quot;إن بنية العمليات القتالية للمنظمة في هذه المنطقة أعيد بناؤها وتنظيمها من جديد بعد الضربات الشديدة التي تلقتها ولا سيما في السنين 2001 ndash; 2003. وإلى ذلك استمر نشاط جهاز العمليات الخارجية للمنظمة، المسؤول الرئيس عن تنفيذ العمليات المدوية الفتاكة، التي منحت المنظمة صورة قوتها في أنحاء العالم. وهكذا استمرت القاعدة في الآن نفسه مع المساعدة في نشاط المنظمة في العراق وتعزيز بناها التحتية في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان على تنفيذ عمليات الانتحار في تركيا في 2003 وفي لندن في 2005 وحاولت تنفيذ معركة إرهابية جوية في لندن في سنة 2006 و(فشلت في ذلك).quot;.

وبحسب التقدير فإن هذا النشاط برهن على أن quot;الضربات التي تلقتها القاعدة في شعبها المختلفة في دول عربية ولا سيما الشعبة العراقية، لم تؤثر تأثيرًا حاسما في تهديد الإرهاب الذي تقيمه المنظمة في وجه الغرب وحليفاته من الدول العربية. ما تزال القاعدة قادرة على تنفيذ عمليات كثيرة المصابين، وعلى تدريب محاربين جدد في المنطقة القبلية في الحدود بين أفغانستان وباكستان وعلى تأييد نشاط الإرهاب وحرب العصابات للشباكات المتصلة بهاquot;.

ويرى الباحثان أنه حتى لو خسرت القاعدة في العراق تمامًا قاعدة قوتها في هذه الدولة، فأنها قادرة الآن على أن تنشر بجدوى المحاربين الجدد الذين عملوا في العراق. ويقولا في تقديرهما: quot;قد يتفرق quot;خريجو العراقquot; في المسارات المعروفة التي شهدناها مع انقضاء الحرب في أفغانستان في السنين 1979 ndash; 1989. وثم من سيعودون إلى بلدانهم وينضمون إلى المنظمات الإرهابية الأصولية المحلية، وثم من سينشأون خلايا إرهاب وينفذون نشاطات مستقلة بحسب تفضيل الجهاد العالمي. وثم من يتوقع أن ينتقلوا إلى أفغانستان وباكستان حيث سينضمون إلى القاعدة، بحيث سيضم المنتخبون منهم ndash; بعد تصفية متشددة ndash; إلى جهاز تنفيذ خارجي للمنظمة، لتنفيذ هجمات مدوية في الغرب. وقد يجد بعضهم طريقه بالتدريج إلى ساحات جهاد أخرى، وسيظل الباقون في شبه يقين في العراق للاستمرار على العمل في هذه الدولة من اجل تقويض السلطة الشيعية ومن اجل المس بالأجانب الذين سيبقون داخلها.

ما معنى النصر أو الهزيمة في العراق

ويؤكد التقدير الإستراتيجي أنه quot;بالرغم من انجازات المعركة على الإرهاب وحرب عصابات القاعدة في العراق، التي لا يشك في أن أهميتها في كل ما يتصل بمنع الزخم والإحساس بالنصر عند quot;معسكر المقاومة الإسلاميquot;، يجب أن نفحص بوعي وواقعية مبلغ فاعليتها في المعركة العامة على المنظمة وشركائهاquot;.

ويقول التقدير: quot;إن الفحص عن مكانة الساحة العراقية في مجموع الأهداف وإستراتيجية نضال القاعدة قد يبين كيف لا يعبر شعور الغرب بالانتصار على المنظمة في العراق عن شعور بالهزيمة عند أناس الجهاد العالمي؛ فهؤلاء يرون المعركة في العراق معركة واحدة فقط من معارك كثيرة، ويشيرون إلى أن النضال اجل فقط وسينقل إلى ساحات أخرى. لا تؤثر الهزائم الحالية في القدرة الكامنة التنفيذية لـ quot;خريجي العراقquot; الذي امتلكوا تجربة قتالية وخبرة بحرب الإرهاب والعصابات ستمضي معهم في مواصلتهم طريقهم أو في التصميم على مواصلة القتال من قبل قيادة المنظمة المركزيةquot;.

quot;وقد يتبين أيضا أن تحسن الوضع الأمني في العراق سيال متقهقر، ولا تزال تبدو للقوات المشايعة للقاعدة قدرة أيضا على أن توجه هنالك أيضا ضربات شديدة إلى أعدائها وفيهم الغربيون في العراق. في حالة نشوب موجة جديدة من العنف الطائفي قد تستغل القاعدة الوضع كما فعلت في الماضي. سيظل العراق الشيعي الذي يضطهد القلة السنية هدفا لفصائل سنية، ومن شبه اليقين أن القاعدة ستتعاون مع جهات محلية غير راضية منها من إدارة لها ظهرها في المدة الأخيرة. لهذا كان التحدي الرئيس لقتال التحالف الغربي في العراق وما يزال الاستمرار على ضرب رجال القاعدة وشركائها في العراق لمنع تعزز المنظمة من جديد في الدولة وإعادة بناء قدراتها بواسطة نشطائها والخلايا التي بقيت نشيطة في مناطق مختلفة من الدولةquot;. يقول الباحثان الإسرائيليان.

ويضيفان: quot;قد يكون من السابق أوانه حتى الآن تأبين نشاط المنظمة في العراق أو المبالغة في اثأر هزيمتها في هذه الدولة. وسواء استطاعت القاعدة إعادة بناء قدرتها على العمل هناك أم نقل أكثر نشاطها من هناك إلى مكان آخر، فلن يكون في ذلك ما يقوض قدرتها على الثبات في مركز عملها الحالي في أفغانستان وفي باكستانquot;.