موسكو: يتعين على المفوضة الأوروبية المصادقة في الأسبوع المقبل على الفكرة النهائية للشراكة الشرقية ـ برنامج للبلدان التي كانت تعتبر تقليديا ضمن منطقة نفوذ روسيا. وإذا تسنى لبروكسل استمالة كييف وكيشينيوف ومينسك ويريفان وباكو وتبليسي، فإن موسكو ستواجه بدل مشكلة أوكرانيا، طوقا من الدول غير الودودة.

ويرى الرئيس المولدافي فلاديمير فورونين في المشروع الأوروبي رابطة دول مستقلة ثانية وquot;طوقا حول روسياquot;. وأعرب في غضون ذلك عن شكه في ضرورة تشكيل quot;رابطة دول مستقلة أخرى تحت إشراف الاتحاد الأوروبيquot;.

وإن هذا الارتياب من رئيس بلد أعلن التكامل في الاتحاد الأوروبي أحد الأولويات الرئيسية في سياسته الخارجية، يشكل فضيحة تقريبا. ومع ذلك من الممكن تفسيره، إذ أوضح ممثلو المفوضية الأوروبية في لقاء مع فريق من الصحفيين من البلدان التي من المفروض أن تدعى إلى الشراكة الشرقية مؤخرا، أنه لا تتوفر لدى الاتحاد الأوروبي الطاقات التي تتيح له مواصلة التوسع. ولذلك لا يبقى لدى أوكرانيا، التي يتعاطف الأوروبيون معها بصورة خاصة، إلا التسليم بالواقع ـ الاتحاد الأوروبي لن يقبلها، وكذلك جورجيا ومولدافيا أيضا. وأعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية وسياسة الجوار الأوروبية في الاتحاد بينيتا فيريرو فالدنير هذا بشكل قاطع.

ومراعاة لما ورد أعلاه، من الممكن اعتبار الشراكة الشرقية بمثابة اعتذار من الاتحاد الأوروبي للبلدان المرشحة، عن رفض قبولها في الاتحاد. وبدل عضوية الاتحاد الأوروبي، يعرض على هذه الدول، كما علمت صحيفة quot;نيزافيسيمايا غازيتاquot; من المفوضية الأوروبية، عدد من الامتيازات. وبالتحديد، تفترض الشراكة الشرقية إنشاء منطقة تجارة حرة للاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا في البداية، ومن ثم مع مولدافيا والبلدان الأخرى. وتشكل بيلوروسيا حالة خاصة، إذ أنها متاخمة للاتحاد الأوروبي وفي نفس الوقت لروسيا، وهذا مهم لبروكسل.

إن فكرة مناطق التجارة الحرة، التي يعد الاتحاد الأوروبي بها quot;السداسيquot;، بادرت بها روسيا. فقد أعلنت موسكو في البداية عن إنشاء فضاء اقتصادي موحد، ومن ثم اتحاد جمركي، إلا أن هاتين الفكرتين لم تنفذا حتى الوقت الحاضر.