رئيس مدغشقر يتعهد بمقاومة الجنود المتمردين
تناناريف، وكالات: قال زعيم المعارضة في مدغشقر اندريه راجولينا في حديث إن لديه تفويضا لترؤس حكومة انتقالية تتولى مقاليد السلطة في البلاد، وذلك بعد مضي ساعات قليلة على قيام قوات الجيش باقتحام احد القصور الرئاسية في العاصمة انتاناناريفو. ونفى راجولينا ان يكون اقتحام القصر الرئاسي يرقى الى كونه محاولة انقلابية، الا انه اكد ان الرئيس مارك رافالومانانا لم يعد لديه الحق ولا القدرة على ادارة شؤون البلاد.

من جانب آخر، نقل عن الرئيس رافالومانانا - المتمترس في قصر آخر في العاصمة - قوله إنه وحرسه مستعدون للموت. ونقلت وكالة رويترز عن الناطق الرسمي باسم الرئيس مارك رافالومانانا قوله إن الرئيس طلب معونة عسكرية من الامم المتحدة ودول الجنوب الافريقي. يذكر ان صراعا حادا على السلطة في مدغشقر قد ادى الى اندلاع تمرد عسكري واضطرابات عنيفة اودت بحياة 100 على الاقل منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

وكان حوالي مئة من العسكريين قد استولوا يوم الاثنين على قصر رئاسي يقع في قلب العاصمة. وقد سمع دوي انفجارات واطلاق نار وسط انتاناناريفو بعد ان هدمت دبابات الجيش سور القصر. كما ذكرت التقارير الواردة من العاصمة ان الجيش سيطر ايضا على مقر المصرف المركزي.

وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من دعوة راجولينا الذي نصب نفسه رئيس قوات الامن والجيش الى القاء القبض على الرئيس رافالومانانا المتحصن في احد القصور الرئاسية خارج العاصمة محاطا بالمئات من انصاره. وكان احد العسكريين الذي نصب نفسه قائد للجيش قد اعلن قبل ذلك عن تأييده لراجولينا. وقد كرر الرئيس رافالومانانا الاثنين عرضه اجراء استفتاء في البلاد لتجاز الازمة السياسية العاصفة التي تمر بها البلاد منذ عدة اسابيع واودت بحياة 135 شخصا وشلت البلاد.

ويقول زعيم المعارضة انه رئيس البلاد، وانه يحظى بدعم الجيش. وقال راجولينا في تصريحات لوكلة رويترز للانباء الاحد quot; بالطبع انا من يعطي الجيش الاوامر وانا على اتصال دائم مع قياداتهquot;. كما افاد في تصريحات لبي بي سي انه يريد حكومة انتقالية تنظم انتخابات في غضون 18 الى 24 شهرا.quot;

وكان راجولينا قد طالب رافالومانانا بالتنحي عن رئاسة البلاد ومنحه مهلة اعلن في نهايتها نفسه رئيسا لمدغشقر بينما احتل أنصاره مقر رئاسة الحكومة السبت. وكان راجولينا قد هدد سابقا بقيادة المتظاهرين المؤيدين له في العاصمة انتاناناريفو نحو القصر الرئاسي ما لم يمتثل الرئيس لمطالب المعارضة. وأكد زعيم المعارضة لبي بي سي ان quot;الامر لا يتعلق بانقلاب عسكري. لكن الحياة لا تتوقف في البلاد، وعلينا ايجاد حل لفراغ السلطة.quot;

وقد جرت اشتباكات قرب القصر الرئاسي في تطور حاد للصراع القائم على السلطة هناك منذ مطلع العام الجاري. وقال شاهد عيان من العاصمة، انتاناناريفو، لـCNN، إن الجيش أطلق النار على الحشود التي تحمي القصر الرئاسي، وسط محاولات أنصار الرئيس منعه من اقتحام والسيطرة على المقر. ولم يتضح حتى اللحظة إذا تمكن الجيش من السيطرة على المقر الرئاسي، فيما تشير تقارير إلى أن الرئيس رافالوماننا لم يكن متواجداً هناك ساعة الاقتحام، وأنه يتحصن بقصر آخر.